وارنر براذرز” تغير قواعد السينما
أتاحت أفلامها الجديدة على منصتها بالتزامن مع طرحها في دور العرض
حميدة أبو هميلة كاتبة الاثنين 7 ديسمبر 2020 م
فيلم وندر وومان 1984 (الحساب الرسمي لبطلة الفيلم جال جادوت على إنستغرام)
في الوقت الذي يتحدث العالم عن انفراجة وأمل بعد الإعلان عن جداول مواعيد تلقي اللقاحات من فيروس كورونا، واقتراب موعد عودة الحياة إلى طبيعتها بعد الإغلاق غير المسبوق الذي اجتاح الكرة الأرضية، فاجأت شركة “وارنر براذرز” عملاق الإنتاج السينمائي، الجمهور بقرار غير متوقع حيث ستُعرض أفلامها لعام 2021 حصرياً على منصتها HBO Max ، بالتزامن مع عرضها سينمائياً، وترك حرية الاختيار للجمهور في ما يتعلق بالمشاهدة، في محاولة الحد من الخسائر التي تعرضت لها جراء الإغلاق لاستمرار وباء كوفيد -19.
يأتي قرار الشركة الأميركية البارزة للحد من خسائرها بعد التأجيلات المتوالية بسبب فيروس كورونا، وبمثابة ضربة جديدة لأصحاب دور العرض من أحد كبار صناع السينما.
HBO Max تنافس نتفليكس بمبادرة غير مسبوقة
اشتعلت السوشيال ميديا بمئات التعليقات، بعضها، أن فكرة الذهاب إلى السينما لمشاهدة الأفلام الجديدة ستكون حدثاً نادراً لاتجاه الاستديوهات العالمية إلى الاكتفاء بعرض جديدها عبر تطبيقات الإنترنت ليكون تحصيل حاصل لا تعول عليه كثيراً، ما يبدو أن خطوة نتفليكس التي اتخذتها قبل سنوات وحققت نجاحاً ساحقاً من خلال منصتها الأكثر انتشاراً، جعلت عديدين على خطاها بقرارات أكثر حدة ربما من وجهة نظر صناع كثير من الفن السابع، ليصبح طقس الذهاب إلى السينما تدريجاً إلى زوال، قد تحمل هذه التعليقات شيئاً من المبالغة، لكن إقدام وارنر براذرز بهذه الخطوة يشير إلى أن المسؤولين فيها يئسوا من انتظار عودة الحياة إلى طبيعتها بشكل كامل على الأقل طوال عام 2021، وإلا ما اتخذوا ما من شأنه أن يغير خطط الشركات المنافسة بشكل غير معتاد.
شهر واحد يكفي
بحسب تصريحات عبر مواقع عالمية لـ”آن سارنوف” الرئيس التنفيذي لاستديوهات وارنر براذرز، “فإننا نعيش في أوقات غير مسبوقة تتطلب حلولاً إبداعية، مثل هذه المبادرة الجديدة”. في وقت يرى كثيرون أن المبادرة مقوِّضة لفكرة العرض السينمائي، حيث إن عدداً كبيراً سيختار مشاهدة الأفلام في المنزل بدلاً من الخروج إلى قاعات السينما، فالمشاهدة المنزلية ـ بخلاف فكرة الخوف من عدوى فيروس كورونا أكثر توفيراً للمال وراحة للبدن، بخاصة أنها لا تتطلب دفع أموال إضافية عن الأفلام الجديدة التي ستكون متاحة للمشترك التقليدي في الخدمة بعكس ما حدث مثلاً في فيلم “مولان” الذي عرض في سبتمبر (أيلول) الماضي سينمائياً بالتزامن عبر “ديزني بلس”، وتطلبت مشاهدته دفع ما يقرب من 30 دولاراً إضافية إلى جانب الاشتراك الشهري المعتاد.
آن تابعت، “لا أحد يريد الأفلام مرة أخرى على الشاشة الكبيرة أكثر منا. نعلم أن المحتوى الجديد هو شريان الحياة للعرض السينمائي، لكن علينا أن نوازن هذا مع حقيقة أن معظم المسارح في الولايات المتحدة ستعمل بسعة منخفضة طوال عام 2021 على الأرجح”.
انخفاض أسهم شركات دور السينما
ومع أن المزج بين العرض السينمائي والمنصات، سيكون لشهر مع طرح كل فيلم سينمائي جديد للشركة في عام 2021، لكن أربعة أسابيع كافية جداً، ليتمكن الراغبون في مشاهدته عبر التطبيق أكثر من مرة، وضمن مجموعات إذا لزم الأمر، ولن يكون إقبال كبير على القاعات، لذا كان من الطبيعي عقب هذا الإعلان أن تهبط أسهم عدد من شركات دور السينما في العالم، بينها “Amc” المالكة معظم دور السينما في الولايات المتحدة الأميركية والتي انخفضت أسهمها 15 في المئة، لكن الإصرار على تنفيذ القرار مستمر، وسيبدأ نهاية هذا الشهر مع فيلم ” Wonder Woman 1984 ” “وندر وومان 1984″، بطولة جال جادوت وكريس باين، الذي طرحت تذاكره للحجز منذ الآن، وسيطرح لمشتركي “اتش بي او ماكس” في التوقيت ذاته، كما من المقرر أن تطرح الشركة تباعاً مجموعة من أفلامها البارزة على مدار العام المقبل، بينها “Matrix 4″، و”The Suicide Squad”، و”Godzilla vs Kong”، والنسخة الجديدة من “Tom & Jerry”.
هذه المرة الأمر مختلف، خصوصاً وبالعادة تقوم مثلاً منصة كـ”نتفليكس” بعرض أفلامها الجديدة في دور السينما أولاً، ثم بعد فترة طويلة أو قصيرة ترفع لبثها عبر منصتها، أما ما قررته وارنر براذرز، فسيجعل السينما في المنزل حرفياً، وهو أمر يشجعه التقدم في أنظمة الصوت المنزلية، التي باتت تضاهي قاعات السينما وتحققها بشكل شبه كامل. فهل ستقوم شركات إنتاج أخرى بالخطوة ذاتها فيقضى تدريجاً على القاعات؟، إذ متوقع ازدياد أعداد مشتركي خدمة “أتش بي أو ماكس” ما يعوضها عن تكلفة الإنتاج وإيرادات شباك التذاكر بشكل مرضي.