كلمة راعي الجائزة
المبدعات والمبدعون،
تتنوع الاتجاهات الفنية لكل منا وتتعدد بناء على معطيات كثيرة، سواء ما ارتبط منها بالبيئة والمحيط الظاهري للفرد، أو بالعوامل الداخلية التي تجعل أحدنا أكثر ميلاً لنزعة أو شكل فني ما دون غيره، لكننا نتفق جميعاً دون شك على حقيقة واحدة وهي أن الفنان الحقيقي بإبداعه المتدفق، واستشرافه للمستقبل، يبقى بمثابة شعاع أمل يبحر بالبشرية بشكل متجدد تجاه غد أكثر إشراقاً.
ولأن الإبداع الحقيقي هو بمثابة بناء لا متناه من الإنجازات، فإن الحكمة تؤشر إلى أن مفردات الإبداع كلها تظل قاصرة عن أن تفي بحق المبدعين الذين يطمحون إلى المساهمة في الارتقاء بالفنون وإعلاء قيم الجمال، في عالم أضحى أكثر ميلاً للمادة ولغة الأرقام وفق حسابات الربح والخسارة بمفهومها المادي.
المبدعات والمبدعون في مجال فن التصوير الضوئي، إن سعيكم بأن تخرج مخيلاتكم بنماذج جمالية تمزج التقاليد الفنية لهذا الفن على اختلاف مذاهبه ومدارسه، بجماليات الواقع لهو سعي مقدّر يترجم الدور المهم الذي بات يلعبه هذا الفن بين الفنون البصرية قاطبة، ومن هنا فإننا نطلق هذه الجائزة التي تشرفت بمباركة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم؛ نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، ساعين من خلالها إلى إتاحة فرصة حقيقية لسجال عالمي تتحاور فيه الصورة الفنية بكل لغات العالم، غير عابئة بحواجز اختلاف الثقافات وتنوع الحضارات، نحو أفق ممتد يلامس إبداعكم، ويرعى مواهبكم.
إن المتتبع لمسيرة أهم الفنون البصرية الحديثة سيلحظ الشعبية الجارفة التي بات يكتسبها فن التصوير الضوئي بفضل التقنية المتطورة التي أوقدت مواهب أصحاب الأنامل المبدعة في هذا المجال، فبات التصوير الضوئي فناً شعبياً إن لم يكن على مستوى الممارسة، فعلى مستوى التذوق والاستمتاع بفك شيفراته الإبداعية، ولأننا في دولة الإمارات العربية المتحدة وتحديداً في إمارة دبي نسعى جاهدين لمواكبة تميزٍ فني، صاحبه تميز ونهضة وتقدم عمراني واقتصادي وحضاري، فإنه سيكون من دواعي سرورنا أن تكونوا شركاء لنا في طموح تميز وإبداع جديد من خلال مشاركتكم في هذه الجائزة.
إن البعد الدولي الذي نسعى لإضفائه على هذه الجائزة لتمييزها عما سواها من البرامج الراعية لفن التصوير الضوئي هو الإضافة الجديدة التي تهديها إمارة دبي لعشاق هذا الفن، ناهلين في الأساس من شغف دبي الفطري للإبداع، وحث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، الدائم نحو سبق التميز والريادة.
وفقنا الله وإياكم لما فيه خير وصالح عالم أكثر نبلاً بقيم الفن السامية، آملاً أن نكون جميعاً على قدر ما نحمله على عاتقنا من مسؤوليات تجاه أوطاننا وعلى قدر الثقة التي يوليها لنا قادتنا.