المصور المصري المبدع #أحمد_المغربي Ahmed Elmaghrabi..
أسطورة للنجاح ورغبه لتحقيق الأحلام ..
بقلم المصور: فريد ظفور.
طفلك الفني ينفض عنه أشرعة الثلج في حمحمات اللهب المعرفي الثقافي الفني..ويسحب ماضيه بالعكازة نحو الغروب ..فتحتشد الأغنية الضوئية..وتعانق زقزقات العصافير وأصوات العنادل..ببوح الشذا..وتحاور أفراحك الآن مع أحفادك وطلابك وعشاق فنك..مع القبرات المضيئة واللقطات الليلية في قاهرة المعز من فوق نهر النيل ..في ما سبيرو..حيث الإخضرار الذي يستمر تألقه بكل الفصول..عطرك وتاريخك يفتش عن وردة بصرية تستريح في أفيائها..وضياء فنك يفتش بين اللظى عن فراشاته ..والفوانيس الرمضانية مطفأة في عيون الشوارع القديمة تنتظر عودة الصيام..فلا تحزم ياسيد الضوء تباشير فجرك وعطاءاتك وأعمالك الضوئية..قد بدأت تزهر وتقترب ساعة فرحتها..فيا قامة الفوتوغرافيا المصرية في أوجها ..وأمنياتك تقول بأن للحلم سيف وللسيف حلم..وللبرق بينهما شفق ولكفيك عند إرتطامهما قمران وزيتونة وقنديل فرح وورود وأهزوجة وطنية..تضيء فوانيس عشقك لأم الدنيا بالأرجوان والأقحوان والنرجس ..وقدكتبت وتركت لنا سفراً بصرياً معرفياً فنياً بلغة عصرية محملة بأريج وشذى عطر الماضي المرصع بدم الأبيض والأسود..فتعالوا نزين الساحات بأجمل الأزهار وبشذى عطر النرجس والياسمين الشامي لنرحب بعمنا الحاج أحمد..أسطورة الفوتوغرافيا الفنان المتألق أحمد المغربي..
تحتل الساحات الفنية المصرية مكانة هامة بين أقرانها العربية..وذلك لإرتباطها الوثيق والمباشر مع القوى والمتغيرات المتعددة والفعالة في الساحة الثقافية وهو ما ينعكس بالتالي في تأثيره على برامج التنمية في البلاد لذلك كانت مكانة مصر متميزة لدى مؤرخي الفن الضوئي..ومرجع ذلك يعود للحضارة الفرعونية والثقافة العربية والإسلامية..منذ شهد إختراع فن التصوير الفوتوغرافي ..حيث كانت مصر تواصل مسيرتها الثقافية والفنية خلال ولاية محمد علي باشا وأسرته، منذ عام 1805م،فقد طلب من فيرنيه أن يعلمه فن وأسس التصوير. وقد كان يبذل جهودا حثيثة لإلحاق مصر بركب الحضارة المعاصرة.ولعل نهضة محمد علي وترجماته للحضارة الأوروبية..ونقله الثقافات والفنون وإرساله بعثات تبشيرية لتحصيل العلم والفن من الدول المتقدمة..فتح الباب على مصراعية لبذوغ فجر معرفي فني وثقافي وعلمي في شتى المشارب في الدولة..وفي أربعينيات القرن الـ19 ..جاء إلى مصر سبعة مصورين بريطانيان وخمسة فرنسيون ومن أهمهم الفرنسي: مكسيم دوكامب الذي صور مصر من عام 1849 م إلى سنة 1851م.وكان التركيز على القاهرة العاصمةالعالمية القديمة التي مضى على إنشائها أكثر من عشرة قرون ونصف القرن..
والأسطورة المصور الفنان أحمد المغربي..واحد من جيل الرواد أو لنقل من عاصرا المؤسسين للفوتوغرافيا والسينما ونهضتها في القرن العشرين..سيما وأن عمل وعاصر مع سلة من جهابذة الفن الضوئي والسينمائي ..ومنهم العبقري الرائد صاحب اللمسات الفنية والفكرية الأستاذ عبد الفتاح رياض الذي أثرى المكتبة العربية بمجموعة من الكتب كانت بمثابة فتح معرفي فني بصري عند الكثير وكانت مدرسة أرست قواعدها عند الكثير من طلبة العلم والفن الضوئي..ولم يكن دور الرواد والمبدعين الآوائل سهلاً كما يخيل للبعض ..وتجربة الفنان أحمد المغربي واحدة منهم وغيض من فيض..قدمته أم الدنيا مصر للفني العربي من ترجمات ومؤلفات وخبرات بصرية ضوئية ثابة ومتحركة..فقد حمل الرواد العبء الأكبر من المظالم التي تقع على عاتق المصورين..لأنه ترسخ في ذاكرتنا بأن المصور جاسوس وأن التصوير حرام في معتقداتنا..وفي المجتمعات المحافظة..ويقيد الإبداع ويحبط التطور ويعادي الجديد..لذلك إنبرى الفنان أحمد المغربي وزملائه لتقديم صورة مشرفة للفن الضوئي ولمتذوقيه..فقد كان المصور لا يستطيع العمل دون المرور بإختبارات عدة ويعمل في محل عند أحد المصورين سنوات وسنوات لينظف المحل ويقدم الشاي والشيشة والخدمات..وربما يمضي الوقت ولا يتعلم التلميذ من صاحب أو رب العمل شيئاً..لأنهم يحتكرون الصنعة ويحافظون عليها بكل ما أوتوا من قوة..علاوة عن عمل الفنان المبدع أحمد المغربي..في مهنة الصحافة…المهنة المضنية والمتعبة..سيما وكان قد عمل مصور للرئيس حسني مبارك ولوزير سابق..وكان ذلك بمثابة تحدي لإثبات الوجود وتقديم أعمال مميزة للساسة وللفنانين في الفترات السابقة..وهنا الخطأ ممنوع والدقة مطلوبة والحرص والكتمان في العمل أساس النجاح..وأيضاً التعب وسهر الليالي والإنتظار ساعات لمرور الموهب الرئاسي أو لتغطية الحدث الفني ..وكانت تلك الأيام الجميلة التي أمضاها الفنان المغربي غنية بالعلاقات مع الوسط الفني من مطربين وممثلين ومخرجين وصحفيين ومصورين ..كلها زادته صلابة ومعرفة وخبرة وإطلاعاً جعلت منه فناناً أسطورياً ناجحاً حققه بحلمة وصبره وتعبه..
هأنتذا يا أستاذ أحمد أمام المرآة..مرة أخرى تبحث عن معنى وجود الإنسان ..أنت خمس وتسعون عاماً إنقضت وكأنها لم تمر..وكأنها لمح البصر..أيام بك وبأعمالك الفوتوغرافية إنكفأت وقامت مالت وإستقامت ..تراكمت رماد تبغ وتطايرات رائحة مسك وعنبر وإبداع ..ليال تكثفت بعدسات كاميراتك..بعينيك خثرات دم وقطرات ندى..من بكاء أفئدة تسربت إلى دمك نشيد عطاء وتميز..وشخوص تسربلت من ذاكرتك مع القيء والدمع والقهر وأبخرة النسيان..مساحات علقت بنعليك وسقطت وبلاد تعلقت بقلبك وإستقرت ..عمر يتململ في حضرتك كالضيف العجول ووجود ينعقد مسبحة من شظايا صور ومرايا لا تطالعك على صفحاتها أجمعين سوى هذه العكازة الشائكة التي تهم على وجهك الآن..نفس عكازة الكاميرا (الحامل الثلاثي) التي بترت فرحتك الأولى..أيام عملك الصحفي ..خمسون عاماً وما إصطفاك إله الفوتوغرافيا نبياً ولا في بريق إبداعك إستبانت لك هذه الأنا..وهأنتذا لديك تاريخاً وموروثاً فنياً تقدمه قرباناً لمتاحف بلدك..إمتصت منك الكاميرات والعدسات والمعدات الضوئية جموح التساؤل ..وما تركته فيك من صعوبة السؤال.غرقت في ظلمة التطور وعصر الصورة الرقمية..كلت عيناك من الكم الهائل من الصور والمصورين..وأنت تبحث عن نبض الشباب المبدعين..تهرب إلى مضجعك أيام الزمن الجميل أيام التصوير الفيلمي الأحادي اللون والفيلم الملون..عله ينزع عنك كربتك فيستحيل الفن الفوتوغرافي فوق سقف الإبداع رايات تكوينية وتشكيلية بصرية جميلة..
ثمة فوتوغرافيا عربية مصرية لا يعرفها المشاهد والمتابع..فوتوغرافيا قادمة من نبض الإنسان المصري ..تذهب بنا بعيداً إلى القرى والأرياف القصية النائية في الصعيد حيث نتابع عبر عدسات الرواد والمخضرمين حكاية وقصص العائلات الغنية والفقيرة وأيضاًالغلابة والمعذبين والمهمشين..ترصد معاناتهم ..لا تجاملهم ولا تزيف ولا تتملق للمشاهد أو القاريء أو المتابع ..ولا تنحرف عن الحقيقة..فوتوغرافيا إشتهرت فيها مجموعة هامة من الصناع الكبار..منهم..هاني البحيري أول مصمم أزياء مصري يشارك في مهرجان “كان” السينمائي ..الراحل شيخ المصورين الصحفيين فاروق إبراهيم..محمود عاشور..ومن المصورين السينمائيين..أوهان هاجوب جستنيان.. الفيزى اورفانيللى..كليليو..وحيد فريد..عبد الحليم نصر..محمود نصر..حسن داهش..محمد عبد العظيم.. علاء الدين محسن الديب ..حسام دياب..بولس إسحق..كريم نبيل ..رمسيس مرزوق..أشرف طلعت..حسن داود..أيمن لطفي..جلال المسري..مصطفى الشرشابي..محمد بوتا..أحمد راغب.. وغيرهم الكثير في مصر الولادة للفن والفنانين..
- من هنا وجب علينا الولوج في عالم الفنان أحمد المغربي..لنقدم له التحية والتقدير لما قدمه من تاريخ ناصع ومشرف للفوتوغرافية المصرية والعربية من وثائق بصرية ضوئية ..ستظل مرجعاً وقبلة لحجاج الفن ولكل طلبة العلم والفن والصحافة..ولكل عشاق ومتابعي فنه عبر وسائل التواصل الإجتماعي المتعدد على الشبكة العنكبوتية في عصر الأنترنت عصر الديجيتال وعصر الصورة الفوتوغرافية..
- * المصور: فريد ظفور..-24-12-2020م
ــــــــــــــ ملحق المقالة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Ahmed Elmaghrabi
٣١ أغسطس ٢٠١٨ م ·
مـن أرشـــيــف الــذكــريـات مــع الــــزمــيـــل مــديــر الــتــصــويــر بــقــطــاع الأخــبــارمــحــمــد بــيــومـى … فـى الـبـيــت الأبــيــض بــأمــريــكـا … أثــنــاء تــغــطــيــة زيــارة رئــيــس الــجــمــهــوريـة .