المتألق السوداني#محمد_ بشير_ الشفيع Mohammed Basheer..
بين التصوير والخط والتصميم عوالم إبداعه..
بقلم المصور: فريد ظفور.
حيثما يحل تنقشع الغيمة وتهدأ العاصفة..كان السرور يشرق من وجهه..حاملاً الظلال بعيداً ..ورافعاً غصن الزيتون المحمل بأريج المحبة..فنان يعشق الحياة..يبتعد عن قصور الدموع والرماد..وحين يخربش فوق قوارير القلب ويخمش مرآة الروح..فتعالوا معنا نجمع موشور الضوء لنفرش ألوانه فوق المسك والعنبر ونحمله باقات النرجس والياسمين الشامي لنرحب بضيفنا الفنان السوداني محمد بشير الشفيع..
ثمة إتجاه منتشر بعض الشيء يهدف إلى إنماء وتطوير خصوصية فردية للأعراف المستعملة وإبرازها..فالمصورون والرسامون ومتذوقو الفن يلحون على السمات الخاصة بلغة الضوء وبلغة الرسم..والأدباء والشعراء يلحون على شاعرية اللغة الشعرية والمخرجون والمؤلفون في فن السينما يلحون على أحادية الإتصال الفلمي ونقاد البرامج التلفزيونية والإذاعية يركزون على خصوصية الدراما الإذاعية والتلفزيونية وهكذا دواليك كل فن وأدب يسحب البساط بإتجاهه..ليصبح أحاديث للصور وأحاديث للكلمات..وايضاً يبرز إتجاه آخر منتشر يهدف إلى تجربة مزج الأعراف والقيم المستعملة في كل فن ..كي يبدع شكلاً مختلطاً جديداً للإتصالات الجماهيرية ..مثل إستعمال كلمات وعبارات في البوسترات والملصقات والكاتلوكات الفنية ..وكذلك القيام ببحوث في أيقونة اللغة الشعرية وصوريتها ..وإجراءتجارب على اللغة الشفهية والموسيقية ووضع روايات مصورة وقصص مرسومة..وإلى ما هنالك من أساليب مبتكرة جديدة في فن التصميم والإعلان الذي يتميز به الفنان محمد بشير خلال سنوات غربته بإحترفه التصوير الفوتوغرافي مضاف إليه الخط العربي والتصميم الاعلاني التجاري بالمدينة المنورة منذ العام 1979م ..وأيضاً تجربته وخبرته في مجال التربية والتعليم التي علمته الصبر والتأني والهدوء ورباطة الجأس..وفي تلك الفترة كان يتناغم قلب المدرس مع قلوب التلامذة الصغار ليعزفا معاً أول لحن تربوي بشري مشترك عرفته التربية..ألا وهو لحن الحب والإحترام والمعرفة..
وها قد مضت السنوات وما زال الفنان محمد بشير يعج بالحيوية ويضخ عطاءاً ونشاطاً فوتوغرافياً منقطع النظير..فهو يسهر الليالي ليكمل عقد جمان الكادر أو الصورة الفوتوغرافية التي إلتقطتها عدسات كاميراته..فتراه يضيف لمسته السحرية بإخراج اللوحة والصورة الضوئية بأبهى حلة وأجمل شكل تكويني ضوئي باللون الأحادي وبالألوان الطيفية السبعة..
فيطالعنا الفنان محمد بشير في أعماله المتنوعة والمتقنة الأداء والتي تروي لنا قصص وحكاية للحجر والشجر والبشر..كيف لا وهو البشير لنا بعوالم فنية ورؤية تشكيلية وتكوينية مميزة عن أقرانه المصورين..فقد أجاد بتسجيل صور المساجد والأوابد الأثرية والأبنية التراثية ليبرز جمالية فن العمارة العربية والإسلامية..ناهيك عن مقدرته العالية في تصوير الطبيعة واللاند سكيب..حيث يبهرنا بالقطع والكادر والمحافظة على القواعد الفنية ..وإذا إخترقها فهو يجيد فن السريالية البصرية بلغة وأبجدية الضوء وألوان الطيف..فنجد عنده عشق مستحل لعالم الطبيعة وللحيوانات في الغابة وللأنهار والبحار وأيضاً يقدم لنا عزفاً منفرداً لبعض الشخصيات والكوادر التي سجلها ضمن تصوير البورترية ورصد حركة الناس والشارع في كثير من المدن والبلدان التي زارها وأقام فيها معارضه الفوتوغرافية..بلغة شاعرية رقيقة وإن لم ينظم صوره شعراً بالمعنى الحقيقي للكلمة..فصوره من قبيل القصيدة الضوئية المشكلة فنياً..لذلك نلحظ هذا الحب العذري لأعماله والذي يرقى بالإحاسيس إلى فضاءات سرمدية..وتكوينات بصرية فلسفية ببصمته الإبداعية الخاصة..
فإذا كانت تسمى تونس الخضراء..فماذا نقول عن السلة الغذائية للوطن العربي أقصد السودان..فتعالوا معنا في عجالة نتعرف مع الفنان محمد بشير الشفيع على عالم الثقافة والفن والأدب في جمهورية السودان: هي دولة عربية تقع في شمال شرق أفريقيا. تحدها مصر وليبيا وتشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى وجنوب السودان و إثيوبيا و إريتريا و البحر الأحمر. ويبلغ عدد سكانها نحو 43 مليون نسمة (تقارير 2018م) و مساحتها 1،886،068 كم2. وقدإنشأت الإذاعة السودانية عام 1940م ثم التلفزيون عام 1962م.. ثم وزارة الإعلام السودانية عام 2005 م .و توجد العديد من القنوات الفضائية والإذاعات المحلية والقومية حيث تلفزيون السودان ..وعدة أقنية كقناة الخرطوم، و قناة الشروق وأم درمان الفضائية وقناة النيل الأزرق.و بالسودان تقدم معظم الأكلات مع رغيف الخبز في المدن أو مايقابله في الأرياف من كسرة أو قراصة أو عصيدة..ومن أشهر الأغاني عندهم:المامبو السوداني أو المامبو دا سوداني، للمغني السوداني سيد خليفة الذي قدمها لأول مرة في الذكرى الأولى لثورة 23 يوليو 1952 م المصرية. متأثراً بموسيقى المامبو الأمريكية التي سادت ساحة الرقص والغناء في العالم آنذاك..ولكن الآداب السودانية يرجع تاريخها إلى 700 قبل الميلاد، ولكن لم يبدأ حتى القرنين الـ 16 والـ 17 بالظهور..ومن قصص التقاليد الشفوية حكايات “أحاجي” و “المديح”، أو حكايات الثناء..ومن أبرز الكتاب الروائي السوداني الطيب صالح. وقد كتب الروايات والقصص القصيرة. وأشهر أعماله موسم الهجرة إلى الشمال عام 1967م..ومن الأدباء..زينب بليل..سارة حمزة الجاك..عاطف خيري..عبد العزيز العميري..علي عبد القيوم..محمد خير عبد الله..وقد أنشئت شينمائياً أول وحدة لإنتاج الأفلام عام 1949م. وهي مكتب الاتصالات العام للتصوير السينمائي للأفلام الدعائية..وبعد عام 1967 م..تشكَّل مسرح كجماعة المسرح الجامعي، وأسس نادى سينمائي وفرق للفن الشعبي ..ومن السينمائيين:سامي الصاوي..ومنار الحلو، والطيب مهدي..وسليمان نور..وقد جرت أول محاولة لإنتاج فيلم روائي طويل عام 1970م.. وهو فيلم “آمال وأحلام” إنتاج الرشيد مهدي وإخراج إبراهيم ملاسي، وقام بالمحاولة الثانية أنور هاشم الذي أنتج وأخرج فيلم “شروق” عام 1973م..ولكن مهرجان الخرطوم للسينما المستقلة كان عام 2014م..ولا ننسى الفنان السوداني العالمي راشد دياب ..والفنانة المصورة نهال عمر..وعلي محمد عثمان الأكاديمي السوداني و المصور الضوئي الرائد. وايضاً.. خالد عواد – علاء خير – خالد الصالح..وأسس في أغسطس 2007 م.. الفنان تاج السر الملك مجموعة اسفيرية للمصورين السودانيين بموقع فليكر.وقد ظهرت الفوتوغرافيا في السودان للمرة الأولى في نهايات عام 1890 م.. حينما أخضع الجيشان المصري والبريطاني المهدية ووثق الجنود البريطانيون معاركهم في السودان لأجل نشرها في بريطانيا..لكن بداية التصوير الفوتوغرافي باواخر عام 1940 م…وأما عن فن الخط في السودان..من المبدعين الخطاط السوداني تاج السر حسن سيد احمد – ويأتي في المقدمة الخطاط الرائد في مجال الخط العربي البروفيسور عثمان وقيع الله (1925م – 2007م)، والملقب بـ(شيخ الخطاطين)،وكان في التلفزيون الخطاط المشهور أدمون منير ..وفي الصحف وكتب مكتب النشر التابع لوزارة التربية والتعليم برز الخطاط حسن عباس كندورة ..والخطاط المتمكن الأستاذ تاج السر حسن..وهناك أيضاً الخطاط قاسم سيد أحمد ومحمد أحمد (الزبير)،وكلها مناشط مهمة جداً وعظيمة الأثر لمسناها من خلال جمعية الخطاطين السودانيين ..فقد أبدع الرواد كعثمان وقيع الله وإبراهيم الصلحي وأحمد محمد شبرين ما يعرف بفن الحروفية، وهو فن يعنى باستخدام الحرف العربي كمفردة لإنتاج اللوحة التشكيلية ونتج عنها مداس كما مدرسة الخرطوم..وهنالك من يؤرخ لها بعام 1945م تحديداً كنقطة انطلاق له..وأبرز فناني هذه المدرسة: إبراهيم الصلحي الذي غدا فناناً عالمياً تقتني أعماله كبريات متاحف الفنون في العالم ..وأيضاً الخطاط الأستاذ درمة، وغيرهم كثير داخل السودان وخارجه ..هذا ولم يأخذ الفنان محمد بشير نصيبه الكافي من الدراسة والأبحاث بالشكل المرضي والمقنع الذي يلبي طموح وشغف محبي هذا الفن على مستوى العالم، وبالأخص في بلد مليء بالمواهب الفنية والأنامل المقتدرة إبداعياً كالسودان..
خبرة وتاريخ فني طويل يقف وراء تجربة الفنان محمد بشير الشفيع..فقد قام بنوع من التلاقي أو التمازج بين الصورة التي تلتقطها عدسة الكاميرا..وأشكال الحروف وألوانها التي تضربها يد الفنان..أي بين فن حديث وفن عريق..ويتلاقح ذلك مع مرور صعب في معترك الحياة في عالم التربية والتعليم وشجونه وظروفه الصعبة في بلداننا النامية..ولكن الأمر لا يتوقف عند لقاء القديم والجديد فقط ولكنها محاولة لفك القيود والطلاسم التي تحد من إمكانات العدسة التي تعتمد على مفردات الواقع وترصد الحياة وتوثقها..ومدها بمفردات ورؤية فلسفية وفنية جديدة من عالم الخيال تبدعها مخيلة الفنان محمد مع كل شطحة من شطحاته اللونية الأحادية والطيفية..فالعدسة مكملكة للريشة أو للقلم الفني بعد أن إستطاع كل فن منهما أن يجد عالماً مختلفاً فالعدسة تستمد تفاصيلها من واقع الحياة مهما بالغت أو شطت أما فن الخط فيستمد تفاصيله الحروفية من أغوار عالم سري يختلط بالواقع والرمز بالخيال..لذلك فقد إنعكست هذه الرؤى والخبرة الفنية البصرية التشكيلية لدى الفنان محمد بشير..فكانت النتيجة البسيطة في فكرتها وتكوينها والمركبة في مضمونها وكادرها المنتج..وختاماً نستخلص من تجربة محمد ثلاث دروس نود أن ندونها ..ُثلاث كلمات سنكتبها بقلم يحترق ..لكي نصل بها إلى الضوء الفني الخالد..ثلاثة من قلب البشير..فليكن عندنا أمل وإيمان وحب..لنردد نشيد الحياة مع المتألق السوداني محمد بشير الشفيع ..الذي أتحفنا في عوالم إبداعه بين التصوير والخط والتصميم ..
*المصور فريد ظفور – 18-12-2020م..
ـــــــــــــــــــ ملحق مقالة محمد بشير الشفيع __________
سيرة ذاتية
محمد بشير الشفيع
السودان .
مواليد 1954
الدراسة خريج كلية المعلمين ببخت الرضا 1977
معلم سابق بوزارة التربية والتعليم بالسودان.
*احترف التصوير الفوتوغرافي بجانب الخط وتصميم الاعلانات التجارية بالمدينة المنورة منذ العام 1979
تعاون مع وزارة الثقافة والاعلام ووزارة الطاقة والتعدين السودانية ووزارة السياحة. ومعرض الخرطوم الدولي وبرامج الامم المتحدة الانمائية وبعض المؤسسات والشركات الكبرى في مجال التوثيق الفوتوغرافي .
مشارك في العديد من ورش التديب الفوتوغرافي والمحاضرات بالمراكز و الاندية والانشطة الثقافية الوطنية والاجنبية بالسودان .
اقام ورشة وحاضر بمعهد الفنون الجميلة بدمشق عن تجاربه الفوتوغرافية 2009
*شارك كعضو لجنة تحكيم بالصفحة الرسمية لاتحاد المصورين العرب .
مسابقة اسلاميات
مسابقة رمضان يجمعنا
مسابقة الابيض والاسود بمناسبة اليوم العالمي للابيض والاسود .
قام بالتحكيم علي المستوى الداخلي
لمسابقة الاحمر لنادي كسلا
رئيس لجنة التحكيم بمسابقة (من النيل الى الصحراء) لربط الاواصر الثقافية بين شعبي السودان ودولة الامارات .
قام بالرقمنة الفوتوغرافية للوثائق والخرط ذات البعد التاريخي والتوثيق الفوتوغرافي الميداني لمصلحة المساحة السودانية لتقديمها كادلة لمحكمة لاهاي في ترسيم الحدود بين شمال وجنوب السودان .
قام برحلات سياحية فوتوغراية بكل ربوع السودان
قام برحلات سياحية فوتوغرافية في كل من
دولة جنوب السودان . وجنوب افريقيا
والاردن . وسوريا . ومصر . وتركيا والسعودية
اقام وشارك بمعارض جماعية وفردية بالسودان وجنوب افريقيا . والاردن . والمانيا وتركيا .
شارك بالبوم فوتوغرافي ووثق لوزارة الثقافة السودانية لفعاليات مهرجان الخرطوم عاصمة الثقافة العربية
البوم النيل والصحراء لوزارة الاعلام
البوم لمنشآت جهاز الامن والمخابرات السوداني .
*معرض دائم ومتجدد لمنشآت النفط وتوثيق المتغيرات الحياتية والثقافية للقبائل المحيطة والمتاخمة للمنشآت والابار والخطوط الناقلة بوزارة الطاقة والتعدين السودانية
نال جوائز وشهادات محلية واقليمية في مجال المشاركات والورش والمسابقات الفوتوغرافية .