Saad Alkassem
25 ديسمبر 2017 م ·
ومع ذلك فإن إحسان عنتابي المصمم الغرافيكي المتفرد، لا يغيب عن معرض إحسان عنتابي المصور المبدع، لكن حضوره هذا بقي في حدوده (الشرعية)، و أقتصر على عمل وحيد قديم أختاره بمثابة رمز بصري للمعرض، ومنه استوحى (بروشور) المعرض وملصقه، هذا العمل قد يكون من أهم الأعمال الغرافيكية العربية وقد حقق نجاحاً كبيراً في (بينالي وارسو) عام 1976، وانتشاراً واسعاً بعده، وفيه اعتمد عنتابي على لوحة شهيرة رسمها (سفادور دالي) عام 1951 لصليب السيد المسيح من وحي رؤية القديس يوحنا، إنما وفق أسلوب (دالي) الذي صور المشهد (منظورياً) من الأعلى تاركاً الصليب سابحاً في الفضاء، وتحته عن بعد مركبٌ في بحيرة كبيرة محاطة بالجبال. عنتابي من جهته عزل الصليب عن باقي مكونات اللوحة مستبدلاً المشهد الطبيعي تحته بصورة جوية لمدينة نيويورك، ترتفع من مركزها ناطحة سحاب شاهقة وقد اتحدت ب(صليب دالي) الذي صار امتداداً لتلك الناطحة المختزلة لنيويورك بما ترمز إليه من هيمنة اقتصادية وسياسة واستغلال إنساني. وبعد (بينالي وارسو) أعاد عنتابي هذا العمل المنفذ بالأبيض والأسود بألوان متعددة، وجمع منها لهذا المعرض أثني عشر طبعة في إطار واحد دلالة على بقاء الحالة رغم تبدّل الزمن.
- من العمود الصحفي الأسبوعي في صحيفة (الثورة) – الثلاثاء26-12-2017