في أكتوبر من كل عام، يشارك آلاف الفنانين العالميين في تحدي «إنكتوبر» للرسم. وكلمة إنكتوبر Inktober عبارة عن دمج لكلمتي Ink وتعني الحبر واسم شهر أكتوبر. فيقوم الفنانون بالمشاركة بأحد أعمالهم المرسومة بالحبر يوميًّا طوال شهر أكتوبر عبر شبكة الإنترنت، على أن يتضمن المحتوى هاشتاج Inktober#. وهذا التحدي له أهمية خاصة لدى الفنانين؛ إذ يساعد على تحسين مهاراتهم في التحبير وتطوير عادات إيجابية للرسم، كما يجد الفنانون أيضًا هذا التحدي فرصة كبيرة لطرح أعمالهم الفنية أمام الجميع.
فيكمن التحدي في معرفة ما يمكن للفنان تقديمه مستخدمًا ورقة بيضاء وحبرًا أسود. في الأول من سبتمبر من كل عام، تعلن إنكتوبر على الإنترنت قائمتها الرسمية، التي من شأنها إثارة الإبداع لدى الفنانين لاستكشاف الإبداع والتنوع الكامنين في الكلمة الواحدة.
شاهد هذا الفيديو القصير عن كيفية المشاركة في تحدي إنكتوبر.
بدأ الفنان جيك باركر* تحدي الواحد والثلاثين يومًا في عام 2009؛ ومنذ ذلك الحين، انتشر التحدي بشكل كبير عبر شبكات التواصل الاجتماعي. اعتمد التحدي في بدايته على الرسم بالحبر التقليدي. وفي كل عام، يضم التحدي مزيدًا من التقنيات المتعلقة بالحبر؛ مما يفتح المجال لمشاركات فنية من قبل الجميع من مجالات مختلفة. فيشير باركر على موقعه الرسمي إلى أن: «أي شخص بإمكانه الاشتراك في تحدي إنكتوبر؛ كل ما عليك عمله هو أن تحمل قلم حبر وتبدأ الرسم». ويشمل التحدي الآن فنون التحبير الرقمي، والخط، وصياغة الحروف، والكتابة؛ علاوة على ذلك، يشارك الكتاب في التحدي بنظم القصائد أو القصص القصيرة يوميًّا، والتي تتبع قائمة إنكتوبر الرسمية.
في عام 2014، نشر الفنانون المشاركون في التحدي أكثر من مائة ألف رسمة على موقع تويتر. وفي كل عام تستمر زيادة نسب المشاركة حتى صار التحدي ظاهرة شائعة جدًّا على مواقع التواصل الاجتماعي. ولا يشارك في هذا التحدي الفنانون الموهوبون أو الهواة فقط، بل وجدت أيضًا بعض أصدقائي الذين لم يهتموا بالفنون من قبل يشاركون في التحدي؛ وهو ما يثير سؤالًا في ذهني: كيف يمكن لشخص أن يلتزم بأي من تحديات الإنترنت في كل الأحوال؟
فقد حاولت المشاركة في التحدي لأنني أحب الفن، ولكنني لم أتمكن إلا من إنجاز رسمتين فقط طوال الشهر؛ ولأنني أيضًا أحتفظ بالرسوم لنفسي ولا أشاركها مع آخرين، أدركت أن الإجابة تكمن في ضرورة وجود «حافز».
وإذا تتبعنا مصدر الحافز لوجدنا أنه يبدأ في أدمغتنا؛ حيث ترسل الناقلات العصبية رسائل كيميائية لإبقاء عقولنا وأجسامنا في حالة تأهب استعدادًا للقيام بمهمة ما. إحدى تلك الناقلات العصبية هي الدوبامين، ويؤدي دورًا مهمًّا في عملية التحفيز. فقد وجد العلماء أن الأشخاص المنكبين على العمل يتمتعون بمستويات عالية من الدوبامين في منطقتي المـُخَطَّط وقشرة الفَصّ الجَبْهِي، وهما منطقتان تؤثران في عمليتي التحفيز والمكافأة. فعندما يتوقع دماغك حدوث شيء مهم، تتدفق كميات متزايدة من الدوبامين في الجسم.
والآن، لنرجع إلى موضوعنا الرئيسي وهو تحدي إنكتوبر وعلاقته بما سردناه هنا. فكرِّ في الأمر مثل أحد الفنانين الهواة الذين يعرفون جيدًا أهمية هذا التحدي الذي يعد فرصة رائعة لمشاركة فنهم مع الآخرين في جميع أنحاء العالم باستخدام هاشتاج بسيط بدلًا من تعليق رسومهم على ثلاجة المنزل. فيبدأ الدوبامين عمله الحقيقي بتشجيعك على القيام بالرسم؛ حيث تدرك أن مشاركة أعمالك الفنية يوميًّا عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع أصدقائك وفنانين آخرين حول العالم وسماع تعليقاتهم، سواء كانت إيجابية أو سلبية، تعني أن هناك من يعترف بأعمالك.
31 يومًا و31 رسمًا
قد يصعب الوصول إلى الحافز، ولكنه ليس أمرًا مستحيلًا؛ فبإمكانك تحدي نفسك وإلهام الفنان الذي بداخلك بطريقة رائعة عن طريق الاشتراك في تحدي إنكتوبر. بسهولة، الأمر كله في رأسك. «هذا هو كل ما تريد معرفته عن إنكتوبر؛ فاذهب الآن وارسم شيئًا جميلًا»*.
المصطلحات
*جيك باركر رسام وكاتب، شارك في عديد من المشروعات التي تتضمن رسم الكوميكس وأفلام الرسوم المتحركة، كما ساهم في بعض الأفلام ومنها «ريو» و«هورتن يسمع هوو!». لمزيد من المعلومات، رجاءً زيارة الموقع الرسمي لجيك باركر www.mrjakeparker.com.
المراجع
inktober.com
mrjakeparker.com
en.wikipedia.org
blog.idonethis.com