Fareed Zaffour
Hussein Najem
أخي المصور العزيز أعطني من وقتك القليل وأقرأ المقال.الحسد لا يجعلك مصوراً ناجحاً؟!
قيل في شعر الحكمة
حسدوا الفتى إذا لم ينالوا سعيه** فالقوم أنداد له وخصومُ
كضرائر الحسناء قلن لوجهها ** حسدا وبغيا إنه لدميمُ
مر في التأريخ، كثير من الطاقات، الإبداعية، او ممن يمتلكون موهبة، لكنما أنفسهم، كانت تعاني، من أمراض، فتكت بتلك الطاقات، والمواهب؟ بل جعلتهم شياطين الأنس، الذين يعثون، في الأرض الفساد، والخراب، وهتك مرؤة الأخرين، دونما سبب، سوى الحقد، والكراهية، التي عشعشت، في صدورهم، ونخرت قلوبهم، هؤلاء فشلوا، فشلا لا يجبر، واستيقنت، أنفسهم ذلك الفشل، فعادوا يحاربون، الناجحين، ويفكون، من عضدهم، ويستهجنون تفوقهم.هؤلاء جهلوا حق أنفسهم، فغابت، عنهم أنفس الأخرين. بل هم استغلوا، الانفتاح الرقمي، والتواصل الاجتماعي، وبدل من نشر، الثقافة، وترويج الفن، ليكون منارآ للأخرين، صاروا يشنعون، على أقرانهم الزور، والبهتان. الحديث لا يخص المجال الفني بطبيعة الحال، إنما نجده، في كل مرفق، من مرافق الحياة، إلا أننا نحدده، في هذا المجال، لأننا ننتمي اليه، حتى ان هذه الحالة، الضحلة من السلوك، عبر عنها القرأن الكريم بقوله سبحانه (بل يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله) هي سلوكيات ضاربة القدم بجذورها بدواخل النفس البشرية. أسبابها الحسد بالدرجة الأولى فهم مساوون إبليس اللعين وحسده أدم عليه السلام. وثانيها: الغيرة، التي تجردهم، من الإنسانية، فيكونوا بمعزل، عن العقل، وحُلم الرجال. كما ان نضوب التجربة، وعدم مسايرته، الواقع الفعلي المتجدد، يشعره، ان الأمر أكبر منه، ولا يمتلك ما يقدمه، وذلك لانشغاله بغيره، دون اهتماماته الحقيقية، التي من خلالها، يتحقق طموحه، أو ينمي ذاته، لكنه فضل، مراقبة الاخرين، وإهمال تطوير ملكاته. وأيضا الشعور بالدونية، يرى صعود الآخر، تصغير لحجمه، وقلة إمكانياته، وضعف حضوره، على الساحة، مما يدفعه للتصور، ان الجميع ضده، ويحملهم مسؤولية، ما أصابه، ويترك نفسه، بمعزل عن اللوم والمحاسبة.الجميل في كل ذلك، نجد ممن كان له نصيب، بنجاح، وتفوق، لا يتوقف، عند هكذا سلوكيات، منحرفه، ولا تأخذ من وقته، فواق ناقة، فهؤلاء، يريدون، جره للخلف، وهو يصبو، نحو هدفه، الماثل أمامه، يروم الوصول اليه. نقول لهؤلاء، إذا كنت تجد، فيما يقدمه، الاخرون، من أعمال أنها غير ناهضة فنياً، ولا تلائم المزاج الجمالي، بادر وأطرح أفكارك! ورؤاك! وصحح المسار، حسب ظنك أن مسارهم خاطئ، وحينما تنظر عملآ، يحتاج لتقويم، فقومه، ولا تنتقص منه في الظلام كالخفافيش.غادر حلبة، صراعك الداخلي، وشجع من تجده، يحتاج التشجيع، وادعم الجميع، دون الكيل بمكيالين،كن طاقة إيجابية، تشابه باقة الورد، تنشر أريجها، ولا تنصب، نفسك عليهم وكيلا، تنطق باسم الفن وتحط من مجهودهم.نفحة “الحياة لا تستحق منا هذا الكم من الغل والحسد والكراهية، فغدآ كلنا راحلون ولن يبقى من ورائنا غير الأثر الإنساني سواء كان أثرآ طيبآ او بالضد منه فأنظر ماذا تخلف بعدك”.تابعني على مدونتي الشخصية لتصلك المواضيع الجديدةhttp://dilaldaw.blogspot.com/2017/10/maqal.html