“شجرة الصندل”: قول في ظلها
ثقافة صحيفة البعث
7 – سبتمبر-2020 م
كتب الأديب حسن حميد في زاوية حديث الصباح لصحيفة البعث تحت عنوان “شجرة الصندل” متتبعاً صحبة أهل الإبداع ومنقباً عن بعض سيرة الفنان المعلم فاتح المدرس ومدافعاً عما كتب، كما نشر الفنان والناقد سعد القاسم أيضاً عن الراحل المدرس، ويُشهد لسعد الناقد والمتتبع خبرته الواسعة في الفن التشكيلي السوري ومعرفة تاريخه وتفاصيله، كما تتميّز متابعاته بالمواكبة والإنصاف وغياب التحيّز لأحد على حساب آخر وما يهمّه تجربة الفنان أولاً وأخيراً، وقد اعترض أحدهم على ما قدّمه سعد القاسم عن الراحل فاتح المدرس، مطالباً -هذا المعترض “الفيسبوكي”- بالتوقف عن الاهتمام بسيرة فاتح المدرس، معتبراً أن هناك فنانين سوريين جدد يستحقون أيضاً الاهتمام من الناقد، وربما يستحقون أكثر من المدرس!!.
في هذا المقام يمكن أن نذكر حول صحبة أهل الإبداع أولاً، أنه كان لفاتح المدرس ولسنوات طويلة جزيرة خاصة في دمشق اسمها مرسم فاتح المدرس، وهي عبارة عن قبو قريب من ساحة النجمة التقى في هذا المرسم “المركز الثقافي المصغر” نخبة أهل الثقافة من كتّاب وشعراء وصحفيين وموسيقيين ورجالات علم ومجتمع وحقوقيين: “أدونيس– حسين راجي– نجاة قصاب حسن– حسين حمزة.. والقائمة طويلة جداً”، فقد كان الفنان الراحل المدرس أديباً قاصاً وموسيقياً وأستاذاً معلماً لجيل من الفنانين التشكيليين السوريين الذين لم ينقطعوا عن التردّد إلى مرسم المعلم الذي يمتلك مشروعاً ثقافياً وفلسفة بصرية خاصة ميّزته كفنان سوري عتيق وعميق الجذور ملون بتربة سهول الشمال الحمراء وثياب نساء الريف وأغطية رؤوسهن، تمتد ثقافته بعيداً في التاريخ السوري القديم، ويعتبر رائداً من رواد الحداثة التشكيلية في سورية وموضع تقدير عربي وعالمي، يفخر به أهل الثقافة والعديد من الفنانين السوريين، فحين يُذكر فاتح المدرس في مقام الإعلام الذي يكتبه الناقد سعد القاسم ينبغي الاعتراف أنه لم يجعل منه صنماً ليدعو الآخرين لعبادته، بل قرأه فكراً إشكالياً يحمل من النقد الكثير للواقع وتجربة تدرس ويستفاد منها خاصة فيما يتعلق بالفن والإنسان.
عجبت من أولئك “الفسابكة” الذين لا يدركون سذاجة ما ينشرون ويحتجون على ندوة أو برنامج يقدّمه الناقد سعد القاسم عن الراحل فاتح المدرس. نقول لأولئك: دعكم من فاتح وانشغلوا بترويج شهاداتكم الوهمية ونشر أعمالكم البائسة التي تستحق “لايكات” أصحابكم وانشغلوا بتعدادها لأنها تنعش ضحالتكم، واتركوا ماليس لكم.
أكسم طلاع