الفنان العراقي أحمد جبار..
عين على الصحافة وأخرى على الفوتوغرافيا .
بقلم المصور: فريد ظفور
تراتيل عشقه زهوراً فنية في كل مكان..ممزوجة بآهات المناجاة ..وقلبه يصرخ مشتاق لنور صداقتكم..لتراب دياركم..يشرع يلملم أزهار الشوق والذكريات ..يصطاد من عالم عشتار ..حيث تُهامسنا حكاياته وتسكرنا أنفاسه المعرفية..وما أصعب لُغزُ الحضارات البابلية والآشورية..فقد وهبناه للتاريخ غموضاً وأسميناه أسطورة غموض الحب والعشق للصحافة والفن الفوتوغرافي..رحبوا معنا بالفنان المجتهد والمتألق..
المصور العراقي أحمد جبار..
كان البحر الثقافي والمعرفي والإعلامي العراقي متموجاً وأمواجه عاتية أحياناً وصغيرة أحياناً أخرى..تتكسر على الشاطيء الرملي للحروب الطاحنة التي دارت رحاها داخل الوطن العراقي الجريح..والفنان أحمد جبار..ينظر إلى الأمواج الفنية والأدبية المتلاطمة..ولم يكن مستغرقاً في تأمله..لأنه يعلم جيداً ما يفعله..ولم يكن يتأمل لأن التأمل يحتاج مزاج ملائم وحالة نفسية مناسبة..وظروف خارجية مواتيه..مع أن الفنان ليس ضد التأمل من حيث المبدأ..إلا أن لا تتحق الشروط والظروف الملائمة للتأمل..ولهذا فهو يحدد سلفاً هدفه وموضوعاً محدداً ودقيقاً لكل تصرف من تصرفاته رغبة منه بتجنب الأحاسيس المبهمة..سيما وأن لديه طلبة يعلمهم ويدربهم في مجال الإعلام والصحافة.. ورأى الفنان أحمد جبار..موجه تظهر من بعيد ..تكبر وتقترب وتغير شكلها وألوانها وتزبد وترغي و تتكور على نفسها وتغرق وتتلاشى وتتدفق من جديد..كان بإمكانه أن يقنع نفسه أنه قد وصل بعمليته شاطيء الأمان وبصيص الأمل..إلى نهايتها المفترضه وأن ينصرف في تتمة مشوار حياته الثقافية والفنية..لكن عزل موجة أو واقعة أو معركة واحدة بفصلها عن الموجه أو الحدث الذي تتبعه في الحال وكأنها تدفعها وعندما تصل إليها وتقبلها .. لهو أمر شديد الصعوبة..كما هو أمر فصلها عن سياق الأحداث وعن الموجة التي سبقتها والتي تبدو كأنها تجرها خلفها نحو شاطيءالأحداث الدائرة في وطنه..إلا إذا إنقلبت عليها وكأنما تريد إيقافها..وإذا ما إعتبرت كل واقعة أو موجه بمعنى الإتساع موازية للساحة العراقية الثقافية وللشاطيء المعرفي فإن من الصعب التقدير إلى أي حد تمتد الجبهة التي تتقدم بإستمرار وأين تنفصل وتتجزأ إلى أمواج مستقلة بذاتها مميزة بسرعتها وشكلها وقوتها ووجهتها..لأن الموجه لها مظاهر معقدة لتشكيلها والتي تخلقها الموجة بدورها..وكل موجه تستوي لموجه أخرى..وهناك تكرار رغم توزعها الغير منتظم سواء في حيز الزمان والمكان….وما يريد فعله الفنان العراقي أحمد جبار وبكل بساطة هو أن يرى موجه ..موهبة ..فناناً أديباً مبدعاً..أي أن يُجمع كلى مكوناتها المتزامنة دون إهمال أي منها..وسوف تتركز نظرته على حركة الماء الثقافية الفنية والأدبية العراقية التي ترتطم بالشاطيء والظروف الصخرية الصعبة..حتى يستطيع تسجيل وتوثيق ظاهر لم يكن قد أدركها من قبل وحالما سيدرك أن الصور والمشاهد تتكرر فإنه سيعلم أنه رأى كل ما أراد رؤيته وتقديمه لبلده وسيسطيع التوقف عندها..ومهما يكن من أمر فإن الفنان أحمد جبار لاييأس ويعتقد في كل لحظة أنه نجح برؤية كل ماإستطاع رؤيته من نقطة مراقبته للأحداث ولكن بعد ذلك كان يظهر له دائماً أشياء مختلفة لم تكن بالحسبان..ولولا حساسيته الوطنية والفنية وتلهفه للوصول إلى نتيجة كاملة ونهائية لعملياته المرئية أوالمسموعة لكان الأمر والنظر للأمواج بالنسبة له رياضة فكرية مريحة جداً..ولربما كان مفتاحاً للسيطرة على تعقيد العالم وتخفيفه حتى الآلية الأكثر بساطة..ولنرى ما الذي يحصل في هذا العالم المتصارع مع جائحة الكورونا..ففي موعده سيرمي شعاع من الضوء بسهمه من الشمس لينعكس على البحر المعرفي الساكن والهاديء ويتلألأ مع إرتجاج السماء والماء والأرض ..وها هي ذي المادة تصبح ماصة للضوء وتختلف عن بعضها بأنسجة حيوية وتزهر فجأة مع نسائم الربيع وتتفتح ثانية عين الأمل أو مجموعة من العيون للمستقبل وللخلاص القريب..عندها ستسحب كل المراكب الشراعية نحو شاطيء المحبة ..وقد إقتنع البعض بأنها الحياة تنتصر..
- ويعرفنا الفنان المصور والصحفي أحمد جبار ..قائلاً بدأت التقنيات الخطية الكلاسيكية لأول نظام صوتي ( الغراموفون ) منذ 140 عاما حيث سجل المخترع الأمريكي إديسون براءة إختراعه التي تعتبر أساس الغراموفون عام 1877 م..ثم اهتم بتطوير المصباح الكهربائي وبهذه الفترة نافسه على الإهتمام بالفونوغراف غراهام بل الذي إخترع الهاتف عام 1876م..وقد صنعت شركة أديسون أسطوانة الفونوغراف الطولية عام 1909م في أوروبا وفي عام 1929م بأمريكا..وبذلك انطلقت الآلة المتكلمة على يد غراموفون أديسون .وكان عام 1948م فترة تطور تقنية الغراموفون حيث أنزلت أسطوانة دائرية مع حز ناعم وباسم اسطوانة ذات زمن طويل ..وفي الخمسينات تطور تقنية إنتاج الغراموفون من طبقة الصوت عالي النقاوة هاي فاي ..وفي عام 1970 م ظهرت تقنية جديدة في مجال الغراموفون تعتمد على قراءة التسجيل الصوتي بأربع أقنية وسميت بنظام الصوت الرباعي.. ولكن بدايات تقنية الصوت الرقمية : بسبب ما وصل من تطور في الإلكترونيات الدقيقة في السبعينيات الى مستوى عال حيث وقف عند بداياتها شوكلي وإكتشافه المتعلق بوظيفة أنصاف النواقل والمعبر الناقل (بي إن) وكذلك ظهور الترانزستور عام 1951م في شركة بل وعام 1959م حاولت شركة تكساس انسترومنت إنتاج أول دارة تكاملية شيبية مع عناصر نصف ناقلة وعناصر ثنائية الأقطاب ..أما التسجيلات الرقمية الديناميكية فهي مغطاة بطول الرموز المشفرة أي بعدد الأصفار والوحدات والمسماة (بيت) وبعد عام 1970 م بدأ تطوير تقنية التسجيل التلفزيوني في الإستديو وفي عام 1978م ليزر فيجن.BIT في رمز واحد HI FI – LP LANG PLAY ..ثم حدث أن انتصرت شركة فيلبس بنظامها الليزري ذي التسجيل الضوئي وقد عرضت شركة سوني جهازها الفيديو الرقمي ذا الــ 24 قناة وفي أواخر السبعينيات بدأ العمل على تطوير الإسطوانة المدمجة المتراصة الرقمية حيث عرضت شركة سوني عام 1979م نظام سي دي و عام 1981م دخلت شركة ماتسوشيتا اليابانية وعرضت الأسطوانة المدمجة على الجمهور ومن أهم خواص نظام سي يدي استبعاد ظواهر التشويش التي كانت مع الإسطوانات الكلاسيكية..للغراموفون..ومن استخدامات ذواكر سي دي روم أصبحت ضرورية في تطبيقات الحاسوب من القواميس وحتى الصور المتحركة..وبعد التطور الكبير في شبكات المعلوماتية انتشرت تقنية المالتي ميديا ..ومن الإعلاميين العراقيين:أحمد البحراني -أحمد البشير – أحمد سعداوي -أمجد الصابوري -أمجد حميد..ومن الأسماء في عالم التلفزيون والسينما العراقية : الفنان مدير التصوير مروان فرج..الفنان بسام الوردي كان القدر على موعد مع الفنان الكبير عبد الهادي مبارك وقبله المصور فائز نوري..ثم مدير التصويرو شيخ المصورين العراقيين حاتم حسين ..وكذلك نذكر المصور الرائد صباح السراج .. المصور قاسم علوان.. المخرج الرائد صالح الصحن..المخرج السينمائي العراقي الكبير محمد شكري جميل..وغيرهم الكثير..
وعالمياً يعود تاريخ التلفزيون إلى العالم عام 1884 م عندما اخترع الألماني بول نبكو paul Nipkow قرصا ميكانيكيا دوارا ..وتعتبر حقبة الخمسينات بمثابة العصر الذهبي للمرناة (التلفزيون)، وسط منافسة حامية ما بين شركات التلفزة الأميركية الثلاث الكبرى NBC وCBS وABC. وشهدت بدايات هذه الحقبة أول استخدام للمرناة سياسياً، حينما غطت شركة CBS حملات الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 1952. وكان للتلفزيون لاحقاً دوره في ترجيح كفة جون كينيدي على منافسه ريتشارد نيكسون. إلا أن بريطانيا هي أول من دشن خدمة البث التلفزيوني المنتظم في عام 1936م من خلال هيئة الإذاعة البريطانية BBC التي تعتبر أيضاً أولى مؤسسات التلفزة التي تقدم التصوير والبث الحي من خارج الاستوديوات المغلقة…ويعتبر تلفزيون العراق أول تلفزيون عربي بدأ إرساله التلفزيوني الأول عام 1954م وبدأت القصة قبل ذلك بعام حين حضرت إحدى الشركات الألمانية للمشاركة في معرض تجاري للأجهزة الإلكترونية في بغداد وصادف أن بين معروضاتها مرسلة للبث التلفزيوني باللونين الأبيض والأسود ..ثم جاء التلفزيون الجزائري في نهاية شهر ديسمبر عام 1956 م..وفي لبنان أيار (مايو) 1959 م..وفي الكويت في تشرين الثاني (نوفمبر) 1961م..والسوداني في شهر ديسمبر عام 1962م..والتلفزيون السوري في 23 يوليو 1960 م..وقد تأسست الإذاعة العراقية في شهر يوليو/تموز من عام 1936م كثاني إذاعة عربية بعد إذاعة القاهرة التي تأسست عام 1934م..ومن المذيعين في إذاعة بغداد خالد العيداني..وجواد العلي..ومن الأسماء:فائز جواد وضرغام فاضل ومقداد عبد الرضا وناظم فالح ومحمد المسعودي وجنان عبد المجيد وحسين حافظ وخالد العيداني وبهجت عبد الواحد، ومن المذيعات سهام محمود وسعاد عزت وأمل المدرس وهدى رمضان.. الخ ..
نعم إنها طبيعة الحياة..إنها في القلب رجفة وفي الفم زفرة..فما مضى فات وذهب ولن يعود أبداً..وهذه حمكة الحياة وسرها الأزلي..إنه قانون الحياة ودستور وجودها فالطبيعة في كل فصل تخلع ثوباً وترتدي ثوباً جديداً..والفنان المصور أحمد جبار يتعايش مع كل فصل ويعشقه..فبتعاقب الفصول تتجدد الحياة وتتنوع الصور..وتستمر دورة الزمان وتتوالى الأيام والسنون..ينهض المصور أحمد جبار مع إستيقاظ الطبيعة من رقادها الطويل..وحين تأخذ أنسام الفصول الربيعية والصيفية والخريفية والشتوية ..اللطيفة والقاسية حين تلامس حضنها الوسنان.. الأرض ترتدي حللها القشيبة شيئاً فشيئاً..وتكتسي أجمل ألوانها وأبهاها..وتبدل أوراقها الأشجار..التي نراها تتساقط في الشوارع والشرفات والحدائق والغابات والبساتين مشكلة سمفونية من الألوان..والطيور بين مهاجر وعائد ..والعالم يفيض سابحاً في بحور من الجمال والنشوة والغبطة ووحدهم المصورون والرسامون يعرفون متعة الطبيعة وسحرها الآخاذ..فيقدمون لنا وجبات بصرية من الجمال والمتعة..
وندلف أخيراً للقول بأن حقيقة عمل الفنان أحمد جبار..المدرب و المطور في مجال الاعلام والمدرب الفوتوغرافيا في سكاي ميديا..تكمن في إدراكه للروح الكامنة في مجتمعه العراقي التي عليه إبرازها أمام بصيرة ذلك المجتمع في صورة تجسيمية متوترة تدفعه لأن يتعمقها ويتوقف عند حدودها بإنتباه شديد ..فمادة الصحافة والفوتوغرافية تستمد التجربة الإنسانية الإجتماعية ..ثم تصاغ وتعود وهي تلبس ثوباً جديداً يحوي خطوطاً متشابكة قابلة للتأويل المتضارب فيراها الناس من جديد جزءاً من تجربتهم وهمومهم اليومية المعاشة..ولكنه جزء مثير ومشوق..وتكمن قوة الصحافة والفوتوغرافيا عند الفنان أحمد جبار في قدرته على الترجمة الفنية وقدرته على تناول الأشياء بطريقة توقظ فينا إحساساً كاملاً جديداً أليفاً بها..وهكذا يغدو الإتصال الروحي بين المصور أحمد جبار وقضايا مجتمعه عميقاً ومفيداً لكليهما معاً..والفنان لا يمكن له إلا أن يكون عضواً في مجتمع ومنغمساً في وضع إجتماعي ويلقى نوعاً من الإعتراف الإجتماعي والمكافأة كما أنه يخاطب جمهوراً عريضاً في الحياة العملية وفي الواقع الإفتراضي الرقمي ..ودور الصحفي والفنان أحمد لا يصلح أن يكون موضع شك أو جدل لأن مهمته الإجتماعية لا تخضع لتخطيط أو تقنين عملي ملزم وهكذا يستخدم الفنان أحمد جبار عناصر من مجتمعه وبيئته بطريق يتوخى منها الوصول بمجتمعه إلى حال أكثر إطمئناناً ليوصله إلى برّ الأمان.. من هنا وجب تقديم التحية والتقدير والإحترام لما قدمه ويقدمة أحمد جبار لوطنه وللصحافة وللفن الضوئي ولما يساهم في نشر ثقافةالصورة البصرية عند جيل الشباب والشابات في بلده العراق وخارجها..وبذلك يبقى الفنان العراقي أحمد جبار.. عين على الصحافة وأخرى على الفوتوغرافيا …
**المصور: فريد ظفور – 11-11-2020م.
ـــــــــــــــــــــــ ملحق مقالة الفنان أحمد جبار ــــــــــــــ
نبذة مختصرة
أحمد جبار :
مواليد 12 أكتوبر 1989م
بكلوريوس اعلام . اذاعة وتلفزيون
《 محاضر في معهد سكاي ميديا 》
مدرب في التدريب والتطوير في مجال الاعلام
عمل في قنوات فضائية
مسؤول شعبة التصوير والمونتاج
مدرب فوتغرافي في سكاي ميديا
درس اذاعة و تلفزيون في كلية اداب قسم اعلام
يقيم في بغداد