Salman AlAhmad
نجاح كبير ل شجرة الفستق الحلبي في البادية السورية و في أغلب المناطق السورية
م.حسام الحسام
زراعة الفستق الحلبي
الموطن الأصلي لشجرة الفستق:
موطن الشجرة هو من أسيا، بدءاً من سوريا وحتى القوقاز وأفغانستان. ومن سوريا انتشرت شجرة الفستق إلى بلاد حوض البحر الأبيض المتوسط.
وتحتل حاليا إيران المركز الأول عالميا بإنتاج الفستق، ثم تأتي الولايات المتحدة الأمريكية، ثم تركيا، وثم تأتي سوريا، ويتركز إنتاجها في سوريا في محافظتي حلب وحماه.
المناخ الملائم للشجرة والتكيف :
تنمو شجرة الفستق في الأماكن التي يكون فيها فصل الشتاء باردا (حتى يكسر كمون البراعم)، والتي يكون أيضا فيها الصيف حار وطويل. وتعتبر شجرة الفستق مقاومة للجفاف، حيث أنها تتحمل ارتفاع درجات الحرارة في الصيف حتى درجة 40 – 50 درجة مئوية، ولكنها لا تتحمل الرطوبة العالية.
وهي تشبه شجرة اللوز بتحملها للبرودة، ولكن موعد تزهيرها متأخر قليلا مقارنة بشجرة اللوز. ويقدر احتياجها للبرودة بين 600 – 1500 ساعة بالعام.
وهي تحتاج بفترة الإزهار إلى مناخ ورطوبة معتدلة ورياح خفيفة لزيادة انتقال حبوب اللقاح.
وصف شجرة الفستق:
هي شجرة متساقطة الأوراق، تنمو ببطء حتى تصل إلى أقصى ارتفاع لها وهو 5 أمتار تقريبا. لها جذع أو أكثر من جذع.
وتميل أفرعها لأن تنتشر وتتدلى، ولذلك تحتاج أحيانا إلى تدعيمها. وهي شجرة معمرة تعيش وتعطي محصول لعقود من الزمن. وتتمتع شجرة الفستق بجذر قوي قادر على اختراق أعماق التربة .
أورق الشجرة:
شكل ورقة الفستق بيضاوية خضراء داكنة وجلدية الملمس، لذلك هي مقاومة للجفاف.
وتتميز أوراق الأشجار المذكرة بأنها أصغر حجما ونمواتها الحديثة أشد احمرارا من أوراق الأشجار المذكرة.
وتبدأ أوراق الشجرة بالتساقط خلال فصلي الخريف والشتاء.
أزهار الفستق:
تتفتح البراعم الزهرية في بداية شهر نيسان . وهي أزهار صغيرة خضراء بنية بدون بتلات، ويتم تشكل البراعم الزهرية في العام الأول الذي يسبق الإزهار، لذلك تشاهد الأزهار على أفرع الشجرة التي عمرها عام.
وتكون الأزهار على الشجرة وحيدة الجنس أي إما مذكرة أو مؤنثة. وتحمل الرياح غبار الطلع من الشجرة المذكر للشجرة الأنثى.
لذلك يجب أن تتواجد الشجرة الذكر و الشجرة الأنثى بجانب بعضهما حتى تحمل الشجرة الأنثى لثمار الفستق. ويكفي أن تكون شجرة مذكر مقابل 10 -15 شجرة أنثى في الحقل. أو يكفي أن نطعم فرع من الشجرة الأنثى بفرع من شجرة مذكر.
وقد نلجأ أحيانا إلى التلقيح الصناعي لأزهار شجرة الفستق، حيث يتم جمع غبار الطلع من الأزهار المذكرة وثم نخزنها، وثم يتم نثرها على الأشجار الأنثى عندما تزهر.
ثمار الفستق:
تبدأ الشجرة بحمل الثمار بين عمر 5 – 9 سنوات، ولكن تصل الشجرة لقمة حملها بعد 15 – 20 سنة.
وتمتاز شجرة الفستق بالمعاومة ، أي تحمل في العام الأول حملا غزيرا وفي العام الذي يليه يكون حملها للثمار قليلا أو لا تحمل ثمار الفستق.
كما ينخفض حمل الشجرة للثمار بوجود : الجفاف ، أو غزارة الأمطار، أو ارتفاع الحرارة، أو شدة برودة الطقس .
وتكون الثمار على الشجرة على شكل عناقيد مثل عناقيد العنب، ولون الثمار أحمر . ويحيط بكل ثمرة قشرة رقيقة خضراء تلتصق بالقشرة القاسية التي تنفصل جزئيا طوليا عند نضج الثمار، وتحيط القشرة القاسية بلب الثمرة التي يتم استهلاكها وهي ذات طعم لذيذ وغنية بالزيوت ، وتستخدم في صناعة الحلويات والمثلجات.
وهناك أصناف عديدة للفستق الحلبي منها :
الفستق العاشوري: وينتشر في بلاد الشام، وهو من الأصناف المبكرة المرغوبة بها جدا ، لأن هذا الصنف يمتاز بنسبة عالية من تفتح أزهاره، وارتفاع نسبة الثمار الممتلئة، وارتفاع وزن الثمار وحجمها .
الفستق الباتوري: ينتشر في بلاد الشام وهو مرغوب به . ويأتي أهميته بعد العاشوري، فهو صنف مبكر، ونسبة تفتح الأزهار جيدة، ولكن نسبة الثمار الممتلئة أقل.
فستق ناب الجمل: يتميز بطعمه السكري، ويتميز أيضا بأنه من اكبر أصناف الفستق حجما. ولكنه نسبة تفتح أزهاره منخفضة.
الفستق العليمي: نسبة الثمار الممتلئة قليلة، ومتأخر الإزهار.
الفستق البندقي: نسبة تفتح الأزهار عالية جدا . وهو صنف مرغوب به.
فستق عين التينة: تتميز الشجرة بنموها في الظروف الصعبة وذات نمو بطيء .
فستق عاشوري أبيض: نسبة تفتح الأزهار عالية، ويستخدم بغرض التحميص.
فستق أبو ريحة: صنف مرغوب به، نسبة تفتح الأزهار عالية، وثماره كبيرة الحجم.
كيف نفرق بين شجرة الفستق المذكرة و المؤنثة:
تتميز شجرة الفستق المذكر بأن نموها وهيكلها ومحيط ساقها قوي، وهي أكثر ارتفاعا من الشجرة الأنثى . وقشرة الجذع ملساء محمرة.
وأما الأغصان الجديدة فهي أقوى وأكثر احمرارا. وأما أوراقها فهي تتألف من أوراق مركبة من 3-7 أوراق صغيرة.
وتكون براعم الشجرة الذكر كروية وكبيرة. وتتشكل البراعم الزهرية على نورة متجهة للأعلى.
وأما شجرة الفستق الأنثى فتتميز بأن هيكلها أضعف . ولون قشرة جذعها خشنة ومائلة للبني. وأما قشرة أغصان الشجرة فهي ملساء ومحمرة ومتدلية ، وتكون الأغصان الجديدة أضعف وأقل احمرارا. وأما أوراق الشجرة الأنثى فهي أوراق مركبة ( 3 – 5) أوراق، وهي أكبر من أوراق الشجرة المذكر.
وتكون البراعم الزهرية مغزلية وأصغر من الأزهار المذكرة. وتتشكل البراعم الزهرية على عنقود ذيله طويل وضخم ومتدلي.
متطلبات نجاح شجرة الفستق:
المكان المناسب لزراعة شجرة الفستق :
يجب أن تزرع الشجرة في مكان معرض للشمس. وينصح عند زراعة الشجرة بأن نتعامل معها بلطف عند رعايتها لأن من السهولة أن تنكسر الموجودة بقمة الفرع.
التربة المنسبة لزراعة شجرة الفستق:
تنمو الشجرة بشكل أفضل في التربة الهشة العميقة جيدة التصريف، والتي تحتفظ بالرطوبة وذات محتوى عالي من الكالسيوم.
ولكن من ناحية أخرى يمكنها أن تنمو في التربة الفقيرة، أو ذات الأحجار الكثيرة، أو في التربة ذات القلوية العالية، أو في التربة ذات حموضة الخفيفة، أو في التربة الملحية، ولذلك تسمى أغنى شجرة في أفقر أرض.
الخدمات الزراعية لشجرة الفستق
هي بشكل عام لا تحتاج لكثير من الخدمات الزراعية، ولكن إذا قدمنا لها المزيد من الخدمات والعناية فسنحصل على محصول وفير من الثمار. وأهم الخدمات الزراعية هي:
ري شجرة الفستق الحلبي:
بما أن الشجرة تتحمل درجات جفاف التربة لذلك يتم زراعة أغلب أشجار الفستق بعلا ، ولكنها تنمو بشكل أفضل عند الري العميق غير المتكرر للتربة . ويتم ري الشجرة بشكل خاص في سنوات الجفاف أو التي يقل فيها هطول الأمطار. وبشكل عام يكفي هطول أمطار مقدارها 300 – 400 ملم بالسنة حتى نحصل على محصول وفير.
تسميد أشجار الفستق:
بما أن الشجرة تنو ببطء، فهي ليست بحاجة إلى كميات كبيرة من السماد النتروجيني. ويكفي إضافة السماد المركب 10 -10 – 10 في الربيع.
تقليم شجرة الفستق:
قد يكون التقليم ضروريا من الناحية التجارية لكي بشكل عام تحتاج لتقليم قليل. وتربى الشجرة على جذع بطول 120 سم ويخرج منه 4 -5 فروع رئيسية. ولكن فيما بعد فهي تحتاج للحفاظ على شكل التربية ، ولإزالة الأغصان المتداخلة والمريضة والمكسورة ، لأن التقليم الزائد عن الحد سينقص من حمل الشجرة للثمار.
طرق زراعة الشجرة:
يتم زراعة الشجرة في المشاتل من بذور فستق معينة مقاومة للأمراض ، ومن ثم يتم تطعيمها ببراعم معروفة أنها ذكر أو أنثى ومن أصناف مختارة من الفستق . وإذا لم نطعم البذور فلن نميز الشجرة الذكر من الأنثى.
كما أن أشجار الفستق المزروعة من البذرة لا تثمر قبل عمر 10 سنوات عادة، بينما تبدأ الأشجار التي تم تطعمها بعد 5 – 7 سنوات.
أمراض شجرة الفستق:
هناك عدد من الفطور تصيب شجرة الفستق . وأخطر نوع هو مرض ذبول الفيرتيسيلليوم الذي يسبب قتل الشجرة سريعا بسبب وجود فطر ينتقل من الجذور إلى أفرع الشجرة. ومن الأمراض الشائعة التي تصيب شجرة الفستق هي إصابتها بحشرة المن.
جني محصول الفستق الحلبي:
يتم جني الثمار إما عجر قبل نضوجها الكامل في الشهر السابع تقريبا، ويكون عندئذ لون اللب أخضرا ، وتستخدم تلك الثمار في صناعة البوظة وفي صناعة الحلويات. أو يتم القطف عندما تنضج الثمار في الصيف في شهر آب تقريبا وحتى شهر تشرين أول .
وعلامات النضج هي وصول حبات الفستق إلى لونها المميز وحجمها ووزنها الطبيعي، وسهولة فصل القشرة الصلبة عن النواة بواسطة اليد، والتشقق الجزئي للقشرة الصلبة لكمية كبيرة من الثمار على الشجرة .
ويتم القطف إما يدويا بنزع عناقيد الفستق عن الشجرة ورميها على بساط موجود حول الشجرة. أو آليا بهز جذع الشجرة فتتساقط الثمار.
وتنتج شجرة الفستق الناضجة حوالي 25 كيلو جرام من الفستق المقشر الجاف. ويجب تقشير الثمار مباشرة بعد جني الثمار حتى لا يتم تصبغ القشرة.
وثم يتم فرز الثمار إلى ثمار فارغة، وثمار غير كاملة النضج، وثمار ناضجة.
ولتسهيل فصل القشرة عن النواة، يتم تغطيس الفستق بالماء لترطيب القشرة، وثم يتم نشره بالشمس حتى يجف.
يتم تمليح الفستق بواسطة غلي في ماء مملح لبضع دقائق ثم نعيد تجفيفه. ويدوم تخزينه في أكياس بلاستيكية لمدة 4 – 6 أسابيع على الأقل في البراد . وأما إذا تم تجميده فيدوم لأشهر.