المهندس محمد حجاج.. المصور الذي أبهرني..وبفنه أسكرني..قامة فوتوغرافية من العيار الثقيل..
بقلم المصور : فريد ظفور.
المهندس محمد حجاج.. المصور الذي أبهرني..وبفنه أسكرني..قامة فوتوغرافية من العيار الثقيل..
بقلم المصور : فريد ظفور.
النسيم الفوتوغرافي يهدهدنا ..فأخذنا نرتشف عطره..والبحر السكندراني خابية للألوان مترعة..عتقت بخمرة الفوتوغرافيا..وملء سمعنا ضجيح أمواج البحر الأبيض المتوسط..وقد ضاقت فيه حيرتنا..يوشوش الرمل سراً كي يبوح له..يناجي الشط والقمر..يذرف الدموع ..ولا أحد يكفكفها..حرائق الأفق المعرفي الثقافي في قلوبنا موهجة..فبتنا والليل في حزن وفي ألم..تناغمت خلجاته في أعراقنا..وغيبتنا همومنا عن مدى رحب..وشاغبت فراشات الحب ..وتراقصت نحلات القلب..لتقطف أجمل الأزهار وتجني رحيق الورود.. لتقدمها لضيفنا الكبير الفنان المهندس محمد حجاج..
-مع الأخوين رحباني والمطربة اللبانية سنبدأ رحلتنا.. شط إسكندرية يا شط الهوى**
-رحنا إسكندرية رمانا الهوى-
-يا دنيا هنية وليالي رضية**
-أحملها بعينيه شط إسكندرية-
-البحر ورياحو والفلك الغريب**
-يحملها جراحو ويرحل في المغيب-
-يتمهل شوية و يتودع شوية**
-وتعانق المية شط إسكندرية-
-ليالي مشيتك يا شط الغرام**
-وإن أنا نسيتك ينساني المنام-
-والشاهد عليه غنوة أمارية**
-والنسمة البحرية وشط إسكندرية..
* قامة فوتوغرافية فريدة ..مهندس معماري شيد قصور المحبة والفن في قلوب عشاق فنه..تتلمذ على أيدي أساتذة التصوير في مصر..وقدم فنه وعلمه على طبق من ذهب لطلبة الفن الفوتوغرافي والعلم البصري..فنان غزير الإنتاج..واسع الإطلاع..محب لعمله ولفنه..صياط ماهر للظلال ..بارع في تكوينات اللون الأحادي..متمرس ومتألق في تقديم المباني وتجسيدها في لوحة فوتوغرافية متفردة..كنت مع كل لوحة أتأمل الكادر والفكرة والموضوع ..وأهيم به ويسرح خيالي بعيداً بعيداً فوق السحاب مع الغيوم وبين الأحلام..يسابق بفنه ويتركك حائراً في بحر من التقنية والعبقرية المتمدنة..صامت لوتكلم ..ترجمت أفكاره صوره..مدرسة كاملة تعلمنا شتى أنواع وأصناف المدارس الفنية..من تصوير البورترية وتصوير الأطفال والطبيعة ونبض الشارع وتصوير المدن والتصوير الصحفي والفني والإعلاني والدعائي..والمفاهيمي..وتصوير الأرياف والرضع والشيوخ.. والقوارب والصيادين..ويسحرك بزوايا تصوير فن العمارة والآثار والبلدات..لقد قدم نفسه بمجموعة من الصور ..كثفت نشاطه الثري الواسع الأفق..وعرفتنا بقامة فنية يحسب لها حسابها بعالم الفوتوغرافية عربياً وعالمياً..
صوره المعمارية الداخلية والخارجية قدمت تجاربة المكانية والمادية بمزايا معمارية رائعة سمحت لكل متابعيه ومشاهديه بالحصول على فهم تكويني بصري وتشكيلي للمباني القديمة والحديثة قد لايتاح لنا الفرصة لزيارتها بحياتنا..لأنه كمصور معماري يرفع المباني من الزمان ويسقطها في المكان بكادره المصور..لأنه يعرف بأن الهندسة المعمارية قوة مستقرة فوق مد الزمن.. فنرى إلتقاطه في ظروف جوية وأوقات اليوم المختلفة..ويحدد أولويات الإضاءة الجيدة..ونجده يبحث عن زواياه وكوادره الفريدة من نوعها..وكثيراً ما يدخل العنصر البشري بأعماله المعمارية..ويستكشف ويقدم لنا التفاصيل كما يقدم الكل..فلا يعرفنا بأنه معترض على المبنى الذي يصوره ..ثم يأخذه للمعالجة بالبرامج المختصة..ونجده يمتلك ويستثمر معداته من كاميرات وعدسات وفلاتر بالشكل المناسب..ويشعرك بأنه قد زار وتعرف على المكان أكثر من مرة حتى أعطى الزاوية واللقطة حقها..وكذلك يكون قد درس التفاصيل وبحث عن تاريخ المبنى..
- * المصور المهندس محمد حجاج المواكب لجيل الرواد في مصر و للفن العصري الحديث وجيل الشباب..حيث تكون النظريات والتطبيق مجرد تعميمات مضره ..أشبه بالهروب من تخصص الفنان الفوتوغرافي..ويتعذر معها تبيان حلول صحيحة ورؤية فنية للصور والكوادر المنتجة..إن التراث العالمي الفوتوغرافي على الرفم من أنه يظهر فترات تتغلب فيها تعبيرية المصورين باللون الأحادي الفيلمي والألوان الطيفية السبعة زمن الفيلم الملون..إلا أن العصر الرقمي وعصر الديجيتال وما قدمه للكاميرات والهواتف النقالة من خدمات فنية ضاهت وتفوقت على جل الإبداعات وأضحى عصرنا عصر الصورة وعصر التصوير الرقمي بلا منازع..إلا أنه يقرر دائماً المكانة السامية التي لإبداع المصور في الفوتوغرافيا مهما إختلفت وسائل وأدوات التعبير..ولماذا نتهم الفوتوغرافيا ..وألوانها الطيفية ..وماذا يفيد بالتالي ترشيحنا كاميرات الديجيتال فيه لمهمة التعبير الفوتوغرافي..وفي نظرنا فإن النوعية الفنية وكذلك الأدبية الراقية التي للفن الضوئي..تتطلب منا التخصص والنزول إلى أدق العناصر والتفاصيل والجزئيات فيه..لنتفحصها على المستويات الأحادية اللون أو السباعية الألوان..العادية الفلميه منها أو الرقمية الديجيتال..وبلاغة تعبير المصور وأسلوبه البصري والتكويني المستخدم في إيصال رسالته الضوئية إلى حيز الوجود.. وآنئذ نعالج الدرامية التكوينية البصرية عند المصور محمد حجاج ..نفسها بصراعاتها ومواقفها وحواراتها وأمكنتها وأشخاصها وحواراتها والقوى الباعثة عليها..أو المعوقه لها..واللأيديولوجية التي وراءها والفلسفة التي يقدمها بأنساقها السالبة والموجبة..واليوم الفن الضوئي في العالم يحاول أن يستعيض عن الأودوات القديمة الدرامية بتقنيات وأساليب متنوعة وجديدة..وإن تفضيل الألوان على اللون الأحادي أو الديجيتال على التصوير الفيلمي هو مجرد ذوق فردي وشخصي لكل مصور..والتحزب له لا يحل إشكالات الفوتوغرافيا.لأن الإشكاليات ليست بالأدوات بقدر ما هي في البناء الفني الضوئي عند المصور الذي يقف خلف أدواته التعبيرية..وإنها عند الفنان المصور محمد حجاج ..تقنيات وأساليب درامية ومشهدية ورموز وأحياناً كثيرة إبداعية وواقعية..والفن الحديث لم يعد يهتم بمسيرة المصور وصراعاته وإنما يهتم بموقفه وأيديولوجيته وفلسفته الضوئية المقدمة عبر الصور المقدمة للمتلقين والمشاهدين والمتابعين لفنه..والفن الضوئي لم يعد يحلل ويعرض وإنما أصبح اليوم يفند ويحرض على الفعل وفوتوغرافيانا الحديثة لم تعد مجرد صورة وإنما اليوم هي ترمز وتعلم الأجيال والمشاهدين عن ماهية الصورة وهدفها وحكايتها..وإن حصر مشكلة الفوتوغرافيا بالأدوات وبالألوان يغمط هذه الحيوات الفنية البصرية الجديدة حقها عند المصور محمد حجاج وحق ما إستخدم من تقنيات وأساليب وأعمال كانت بحق متقنة وسهاة الوصول للمتلقي وغنية بأفكارها ومتنوعة بأساليبها وموضوعاتها الكثيرة والجميلة..
- وهكذا كانت أعمال الفنان محمد حجاج الفوتوغرافية في حرصها على المواقف وأيديولوجيتها تحرك شخوصها ببطانة داخلية دلالية من العلاقات الشعورية واللاشعورية فتجعل من التعبير الجمالي المعماري منطقاً ومن الخيال والحدس منبعاً..وبذلك أصبحت أعمال الفنان تجديداً تعددياً لمجموعة من الصور اللونية الأحادية وظلالها الجميلة..والصور اللونية التعبيرية بالإزاحة والنشوء بحيث يكشفها المتلقي أو المشاهد لأعماله وكوادره التكوينية التشكيلية البصرية المتعددة الأصناف والمواضيع..
وندلف أخيراً للقول بأننا أمام فنان ضوئي من العيار الثقيل خبر المعترك الفني وخاض غماره زمن الفن الجميل زمن التصوير الفلمي العادي والملون وتعرف على رواده وأساتذته ونقل رساتهم وكان خير تلميذ نجيب لمن زرعوا بذور الفن الضوئي في مصر والوطن العربي..ثم ما لبث بان حمل الراية وقدمها لطلبة الفن الضوئي وبكل أمانة وشاعرية ورقي ومحبة ساعد وقدم ملوماته وصوره لعشاق الفن من الطلبة الذكور والإناث..وستظل أعماله منارة هداية ومنبع عطاء للأجيال وطلبة الفن والعملم في المستقبل..وأخيراً لست مبالغاً لو قلت بأن المهندس محمد حجاج المصور المصري المبدع الذي أبهرني..وبفنه أسكرني..هو قامة فوتوغرافية عربية وعالمية من العيار الثقيل..
**المصور : فريد ظفور..- 1-11-2020م
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ملحق مقالة المهندس محمد حجاج ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
**المصور : فريد ظفور..- 1-11-2020م
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ملحق مقالة المهندس محمد حجاج ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
