عالم التصوير والمعرفة – عالم التكنولوجيا في تطور مُستَمر لا ينتهي, ففي اللحظة التي يتم فيها الإنتهاء من تطوير تكنولوجيا ما, يتم البدء في تطوير التكنولوجيا الأحدث التي ستُساعد الأفراد على إنجاز أعمالهُم المُختَلفة و تسهيل ما يقومون به في حياتهُم الشخصية. بالرغم من أن شركة جوجل لم تُطلق نظاراتها الذكية في الأسواق حتى الآن, إلا أنه يتم حالياً بالفعل تطوير التكنولوجيا التي ستأتي بعد هذه النظارات, و هى تكنولوجيا الواقع المُعَزز. إذا قارنت نظارات جوجل المُنتَظرة بتكنولوجيا الواقع المُعَزز, ستجد أن النظارات الذكية مُجَرد “نموذج مبدئي” لا يُمكن أن تُقارن بهذه التكنولوجيا الثورية.
في هذا المقال, سنتعَرف بشكل أكبر عن تكنولوجيا الواقع المُعَزز, تكنولوجيا المُستَقبل.
ما هو الواقع المُعَزز؟
هذه التكنولوجيا هى العرض المُباشر (مطعم) أو الغير مُباشر (آثر قديم) للبيئة المُحيطة, و يتم تزويد عناصر هذه البيئة بمُدخلات حوسبية مثل الرسوميات, الفيديوهات, أو بيانات الـ GPS على سبيل المثال. بمعنى آخر, يتم التعديل البيئة المُحيطة من خلال القوة الحوسبية. من خلال هذه التكنولوجيا, يُمكن تسهيل عملية التعرُف على المواد المُختَلفة في البيئة المُحيطة, فعلى سبيل المثال, تخيل أنك عندما تحمل كتاب ما, يتم عرض نبذة مُختَصرة عن الكاتب, قائمة الأصدقاء الذين قرأوا هذا الكتاب, سعر هذا الكتاب, و أماكن بيعه في مدينتك, أو عند إشارة كاميرا هاتفك إلى مبنى قديم, يتم عرض مظهر المبنى مُن مئة عام على سبيل المثال مع بعض المعلومات الخاصة به.
هل توجد حالياً أجهزة أو تطبيقات تدعم تكنولوجيا الواقع المُعَزز؟
تكنولوجيا الواقع المُعَزز لم تنضُج حتى الآن, بل في الحقيقة, التكنولوجيا ما زالت في مرحلة التطوير, و لكن توجد بالفعل بعض الأجهزة التي تأتي ببعض مُميزات تكنولوجيا الواقع المُعَزز و من أمثلة هذه الأجهزة نظارات جوجل الذكية و جهاز Oculus Rift المُخَصص للألعاب.
توجد أيضاً بعض التطبيقات الخاصة بالأجهزة المحمولة التي تُمَكنك من الإستفادة من بعض مُميزات تكنولوجيا الواقع المُعَزز, فعلى سبيل المثال, يوجد تطبيق مُتوفر في هولندا تحت إسم Layar. تطبيق Layar يستخدم كاميرا الهاتف الذكي و قُدرات تقنية GPS الخاصة بالهاتف من أجل الحصول على المعلومات الخاصة بالبيئة المُحيطة بالمُستَخدم, و من خلال ذلك, يستطيع التطبيق عرض المعلومات الخاصة بالمباني المُختَلفة القريبة من المُستَخدم مثل المطاعم و الحدائق, بل أن المُستَخدم يستطيع بسهولة البحث عن صور لهذا المكان على جوجل أو التعرُف على المزيد من المعلومات الخاصة به على موقع ويكيبيديا.
ما هى الأدوات التي ستدعم تكنولوجيا الواقع المُعَزز في المُستَقبل؟
الهواتف الذكية و الأجهزة اللوحية: مُعظَم الأجهزة المحمولة الجديدة تتضَمن العناصر المطلوبة لدعم التكنولوجيا الجديدة, و تنقسم هذه العناصر إلى المُعالج المركزي, شاشة العرض, أجهزة الإستشعار, و أجهزة الإدخال.
النظارات: سيتم في المُستَقبل توفير نظارات داعمة لتكنولوجيا الواقع المُعَزز, هذه النظارات ستتضَمن كاميرات للتعرُف على البيئة المُحيطة و إعادة عرضها للمُستَخدم بعد إضافة الرسوميات و المعلومات الخاصة بها. العرض بأكمله يتم على عدسات النظارة نفسها. نظارات جوجل الذكية لا توفر هذه الميزة, و لكن بعض الشركات قامت بتصميم تطبيق خاص بها يُمَكن نظارات جوجل من الإستفادة ببعض هذه المُميزات.
العدسات اللاصقة: بجانب النظارات, سيتم توفير عدسات لاصقة تقنية. هذه العدسات ستأتي بدائرة كهربائية مُدمَجة و هوائي للإتصال اللاسلكي. يتم حالياً بالفعل تطوير نوع من العدسات للجيش الأمريكي يُمَكن الجُندي من رؤية الأهداف القريبة منه التي تم التعديل عليها من خلال تكنولوجيا الواقع المُعَزز, بالإضافة إلى رؤية الأهداف الحقيقية البعيدة عنه في نفس الوقت.
ما هى التطبيقات التي ستستفاد من تكنولوجيا الواقع المُعَزز في المُستَقبل؟
التجارة: من خلال تكنولوجيا الواقع المُعَزز, سيستطيع المُستَخدم رؤية المُنتَج الذي يُريد شراءه و التأكُد منه بدون فتح الصندوق الخاص به. التكنولوجيا قد تُساعد المُستَخدم أيضاً على إختيار أفضل بديل له عند وجود أكثر من إختيار يُشبع نفس الحاجة. التكنولوجيا ستُساعد المُستَخدم على التعرُف على السلعة التي يُريد شراءها و إذا كان فعلاً يحتاج إليها أم لا.
التعليم: من خلال إضافة الرسوميات, الفيديوهات, و الصوتيات إلى البيئة, تستطيع تكنولوجيا الواقع المُعَزز توفير بيئة تعليمية خِصبة للطُلاب, خصوصاً الصغار, فعلى سبيل المثال, سيستمتع الدارسين بالتعرُف على المعالم السياحية المُختَلفة و المعلومات الخاصة بها عند رؤيتهُم لها بشكل مُباشر بدلاً من قراءة هذه المعلومات عبر الكُتب, بالإضافة إلى ذلك, ستُمَكن هذه التكنولوجيا الدارسين من التعرُف على فِهم الكيمياء بشكل أفضل من خلال رؤية الجُزيئات و الذرات و عمليات الإندماج و التفكُك التي تحدُث بينهُم بسهولة تامة.
الصحة: تكنولوجيا الواقع المُعَزز تستطيع تزويد الطبيب أو الجراح بمعلومات غير سهلة الحصول عليها أثناء إجراء العمليات الجراحية, مثل مُعَدل ضربات القلب أو ضغط الدم.
السياحة: تكنولوجيا الواقع المُعَزز ستُحَسن من تجرُبة السيُاح من خلال توفير مجموعة من المعلومات الخاصة بالماكن الذي يتم زيارته. التكنولوجيا قد تقوم أيضاً بتوفير صوتيات مُحَددة لكُل مكان يتم زيارته, و تقوم هذه الصوتيات بالتحدُث حول أهم مُميزات هذا المكان و خصائصه المُختَلفة.