المهندس المصور المتألق
مجد حجازي..
سفير التراث السوري والفلكلور في مدينة أبي الفداء.
بقلم المصور: فريد ظفور.
فجرت دموعه براكين الآه..إحترقت سماؤه الثقافية بنبضة وتبعثرت نجماته الفنية في الفضاء..طعنت الأحلام..وأدميت فلوب العاشقين للأدب والفن..وإحترق الجمال بنيران المكر..وطويت الأيام بين الرماد..وأسدلت ستائر الليل..وبخمرة معتقة من رضاب حبه..إنتظر إنقشاع الغيوم المحملة بالآهات والوجع..وها هو يعوم في بحار الأحداث..بإنتظار الغد الأجمل..يشم رائحة الياسمين المتسللة بيقين..قلعة قلبه مسلحة بآلاف الأهات والحنين..منسي ببحر الشوق..بارع في الإصطياد..صنارته إبتسامة ونظرة حنان..وطعمه بضع حروف وكلمات جميلة معطرة بشذى الحب والأمل…
التراث الحموي:هو كل ما يشمل العادات والتقاليد والثقافة والفن السوري ..من الأغاني و الرقص واللباس التي يختص بها الشعب الحموي السوري دوناً عن غيره.
فاللباس والتقاليد الشعبية ..واللباس يمثل أحد أهم الرموز التراثية للمحافظة وسمة هامة من سمات الهوية الثقافية والفلكلورية ..والحمويون يتميزون رجالاً ونساءاً بلباس تراثي لكل الفصول ..ولباس المرأة يبدأ بتجهيز لباس العروس قبل العرس..لأن جهاز العرس موجود منذ آلاف السنين..وكذلك الصناعات اليدوية الريفيةوالمدنية.. كصناعةالموزاييك وغيرها..وأيضاً الأمثال الشعبية..الزي التراثي الشعبي ..من عادات وتقاليد الأفراح والأتراح..بمحافظة حماه..أم النواعير -أبي الفداء-أم الفقير- جورة الهم – مدينة الكرم والجود..
فرزت الأزمة السورية المجتمع إلى شطرين مَع وضد..مُوالي ومُعارض..ولا يحق لك بأن تكون محايداً أو متفرجاً أو مراقباً ..وتطاحنت القوى الثقافية فيما بينها..وبدأ كل طرف يوجه ضربة موجعة للآخر..ولكن النتيجة كان الكل خاسراً ووحده بقي الوطن ينزف جراح أبنائه بصمت ودون الهمس ببنت شفه..وتفاقم الجنبات والهزائم السياسة وإشتدت الأزمة الإجتماعية وتبعها الأزمة الإقتصادية..والكل يلعب في الوقت الضائع.ويريد بأن يكسب كل شيء وبأي ثمن وبأسرع وقت..وإجتاحت الصفحات الفيس بوكيه الساحات الثقافية..وغدت أخبار الأنترنت والصور والفيديوهات هي المسيطرة على ساحة المنطق عند معظم السوريين..ونشأت أوقات وفترات تميزت باليأس والنقمة والقهر والتزمر من الواقع الأليم ..فإنسحبت أنظار المثقفين والكتاب والفنانين إلى ذواتهم وضعف الإرتباط بالوطن وبالتراث والفلكلور..وكان صمت المثقفين والكتاب والفنانين فرصة سانحة لظهور كتاب وصحفيين جدد ..وهؤلاء لم يظهروا كمجموعة واحدة متجانسة في التفكير لها عقيدة فنية أو أدبية أو فكرية واحدة.. ولكن ذلك الوضع إنعكس على وسائلهم الفنية وكتاباتهم الأدبية..فحدث إنعطاف شامل في مسيرة الأدب والفن..فلم يعد الكتاب الجدد يهتمون لا بالتراث ولا بالمواصفات الفنية والأدبية الكلاسيكية بل طمحوا وقد خاب ظنهم وأملهم في كل شيء..لإيجاد أشكال جديدة تعبر عن المضامين التي طرحها الواقع أمامهم بصيغة جديدة..ولكن رغم هذه السوداوية والقتامة ظهر أناس جادون ووطنيون كان قلبهم على البلد وعيونهم على المواطن لزرع الأمل والتفاؤل عنده ليعاود مسيرة حياته من جديد..ولعل المهندس مجد حجازي..واحد من القلائل الذين إهتموا بالتراث السوري والفلكلور وحاولوا جاهدين الحفاظ على الهوية السورية في المدن والبلدات التي يعيشون بها..و للحجازي كانت بصمة وأعمال وكتابات وورش عمل تصويرية ومحاضرات ودروس في مدينة أبي الفداء..خير دليل على عشقه للتراث ومحبته للفلكلور والآثار السورية لمديته حماه (مدينة أبي الفداء)..
ويعرفنا الأستاذ مجد حجازي بعجالة على :محافظة حماه..عروسٌ على ضفاف العاصي ..هواؤها معتدل جيد، رطوبته قليلة وتتعاقب عليها الفصول الأربع ..وفيها فصل الربيع حيث يعتدل المناخ والهواء وتنتعش النفوس وتزدان المناظر بالزهور والورود وتفترش الخضرة الأراضي بالسهول والجبال.لذلك كان يقام فيها مهرجان الربيع السنوي..
وفيها خمس مناطق وأحد عشر مدينة:المدن (حماة -سلمية-صوران -طيبة الإمام-حلفايا -مصياف -محردة -السقيلبية -سلحب -كفرزيتا -اللطامنة)..ومنطقة حماة تشمل مدينة حماة – منطقة مصياف-منطقة الغاب (السقيلبية)-منطقة السلمية-منطقة محردة..
وأما مدينة حماة فتحتل المرتبة الرابعة بين المحافظات السورية من حيث السكان، وتُعَدُّ من أقدم المناطق المأهولة في الشرق ..الأوسط.ومن اشهرمعالمهاالسياحية:النواعير..يبلغ عدد النواعير في المدينة 17 ناعورة – قلعة حماة- متحف التقاليد الشعبية-الحمامات والخانات -المتحف الوطني- جامع النوري – الجامع الأعلى الكبير- جامع أبي الفداء..يضاف إليها التراث المادي واللامادي…ومنه الفلكلور السوري وهي كل ما يشمل من العادات والتقاليد والثقافة والفن السوري و الأغاني والزجل والأمثال الشعبية.. والرقص واللباس الذي يختص به الشعب الحموي السوري دوناً عن سواه. والتقاليد الشعبية ..والصناعات اليدوية الريفية والمدنية..كصناعةالموزاييك..والزي التراثي الشعبي ..واللباس يمثل أحد أهم الرموز التراثية للمحافظة وسمة هامة من سمات الهوية الثقافية والفلكلورية ..والحمويون يتميزون رجالاً ونساءاً بلباس تراثي لكل الفصول ..ولباس المرأة يبدأ بتجهيز لباس العروس قبل العرس..لأن جهاز العرس موجود منذ آلاف وأيضاً عادات وتقاليد الأفراح والأتراح..بمحافظة حماه..وتلقب حماه..أم النواعير..مدينة أبي الفداء..أم الفقير..جورة الهم – مدينة الكرم والجود.
المهندس المصور مجد حجازي..إبداعه المختلف هو إمتداد القلب ..ومقالاته ودوراته الفوتوغرافية المميزة هي ركن حميم ومكان قريب بينه وبين طلبته..نحط الرحالة لنتعرف على فنان وأستاذ ومحب للتاريخ وحافظ للتراث والعادات والتقاليد وموثق بالصور مع لفيف من طلبته ومن عشاق الفوتوغرافيا للكثير من الأوابد الأثرية والمعالم السياحية في المحافظة..فكان بحق خازن أرشيف المدينة المادي واللامادي..من هذا المنطق نستطيع القول بأن الأستاذ مجد يمتلك ناصية البيان التراثي ويقبض على زمام المواضيع الفلكلورية..فضلاً عن أنه ينقح ويزيل الشوائب من طريقه الفني الإبداعي ليقدم لنا مدينته بأبهى حلة وأنضر شكل..فإذا رجعنا قليلاً إلى الماضي التليد فسوف يطالعنا سوق عكاظ حماه العصري أقصد مهرجان الربيع الذي تزدان فيه المدينة والمحافظة ويكون عرساً حقيقياً يستقبل الربيع..فيأتي إليه الزوار والفنانين والشعراء والسياح من كل فج عميق..والمهرجان ليس ترويحاً عن النفوس وحسب وإنما تعبير عن أدق خلجات النفوس الإنسانية..أفكار تتلاقح وعواطف تنساب ولقاءات وتعارف بين الناس..فالفنان المهندس المصور مجد حجازي..أعماله الندية الشجية وروحه المرحة اللطيفة في جذوة عطاء متقدة دوماً. قربه البعيد وسهله الممتنع . قلبه المتسع لنا جميعا.ووجدانه المنداح مع سهوب الغاب ومفازات واودية وفجاج محافظة حماه الجميله. ابن نهر العاصي سمات مجتمعة عصية على المضاهاة أو التعدد. والفنان المصور لحظة عابرة لا تتكرر و نفحة روحانية تناغي كل جميل فينا وتجاوب كل آهاتنا المزمنة..
وهو فاصلة في المهرجانات والثقافات الحموية..فبالرغم من الإمكانيات المتاحة المتواضعة والصعوبات والعقبات ..إلا أنه تابع نشاطه ودوراته وندواته وورش عمل التصوير والآثار..ولن نكف إيماناً منا بأن جوهر العملية الإعلامية هو الإنسان فاعلاً ومنفعلاً .وأن جوهر إهتمام الأستاذ مجد هو طلبته ومتابعيه بطموحاتهم وأفكارهم ورؤاهم الجمالية..ومع ذلك يواصل عطاؤه اللامحدود وتفانيه بعمله منذ عدة عقود في المحافظة والمدينة..وسيظل يبذل من الجهد أكبره ويضع بكم من الأمل أقصاه..لإنجاز علاقة مميزة بينه وبين عشاق فنه وأدبه..ساعياً ليكون وإياكم جزءاً هاماً من المشروع الثقافي والتراثي والفلكلوري الذي يرى إلى المستقبل متكئاً على العظيم والرائع من التراث الحموي والسوري..مستند إلى قناعته بأن الإنسان السوري إنسان مبدع أينما حل ولا يحتاج إلا إلى مساحة كافية من الحرية والتعددية..
الأستاذ مجد حجازي…خبر الثقافة وخاض غمارها ودخل معتركها..وترك فيها بصمات جميلة..فمن رئيساً لدائرة المراكز الثقافية ومديراً للأنشطة..ورئيس لشعب الهندسة بمديرية الاثار والمتحف..وهو المدير عن فريق رؤية للتصوير الضوئي الشبابي..ومدرس ومدرب لمادة التصوير الضوئي وعضو اللجنة الثقافية بجمعية العاديات..وغيرها الكثير من المناصب التي تبوأها خلال مسيرته العملية كمهندس معماري متألق..من هنا ندلف أخيراً للقول بأننا أمام قامة فنية ثقافية جمعت الكثير من العلم والفن ووضعته في بوتقة خدمة الشباب والشابات في المحافظة..ولذلك ترفع له القبعة لما قدمه من عطاء للساحة الفنية والثقافية بمدينة حماه والحق بأنه منارة للإبداع ومحطة وقود للطلبة للتزود من معينها الثقافي والفني وسيظل المهندس المصور المتألق الفنان الأستاذ مجد حجازي..سفير التراث السوري والفلكلور في مدينة أبي الفداء..مدينة الحب والسلامة عشيقة نهر العاصي..
** المصور: فريد ظفور – 22-10-2020م
ـــــــــــــــــ ملحق مقالة الأستاذ مجد حجازي ــــــــــــــــــــــــــ
كتب المهندس مجد حجازي:
على صياح الديك تستيقظ حماه الغافية في حضن العاصي لتنفض شعرها المرمي على كتفه..ناثرة عبق أزهار الليمون والياسمين والبنفسج ..مجددة عهد الجمال وسحر التكوين والخلود..
لمشاهدة الفيديو: