الصحفي العراقي علي صحن عبد العزيز ..
أربعون عاماً من الإبداع و العطاء و يزداد شباباً..
بقلم المصور: فريد ظفور.
- عالم الصحافة الجميل..المعتق بسحرك..تزداد رعشات قلبك الطيب..وتزداد ضربات قيثارتك الإبداعية..ساحر أنت ببصمتك وبآهات عينيك ونظراتك المتفائلة..عيون الصحافة فاضحة كما عيون العاشقيق..نظراتك جارحة وتتأمل بهدوء لتبحث عن حقيقة وخبر مخبأ..بأعماق مقالة شكلتها أنامل كاتب مبدع..أما الأستاذ علي صحن عبد العزيز ..فهو غواص متمرس بتجريد الأشكال والكلمات وخلق وتلبيس أشياء وأشياء لايهتم بالقشور المزيفة ولا بالورود التي لا رائحة لها ولا إحساس فيها..
- ومثلما هو عالم الجمال عند الجوكندا وعند فينوس ..عالم العشق الإلهي..كتاباتك كأنها ومضة مستحيل..حلم مر على صباح تشريني جميل..فحررته من سجنه وأضرمت فيه شعاع الفتيل الذي يومض كرعشة فلاش الكامير كما البرق الخاطف..ليذوب في عشق و شفق أعمالك الجميلة الساحرة المتمايلة بغنج أغصانها وأعمدتها الصحفية تلك العابقة بالعلم والمعرفة والمسك والعنبر..
الصحافة هي أكبر المستفيدين من ثورة التكنلوجيا والثورة الرقمية وعصر الأنترنت..لأنها ألغت فواصل المسافات وفواصل الزمن..وتخطي المسافات وإستباق الزمن هي من مهام الصحافة الأساسية .وغدت أحد مهام الأقمار الصناعية سلمياً هو نقل الرسائل الكلامية والصور..والصحفي دائماً سباق لكشف الحقائق والبحث عن مفرداتها ووثائقها المادية..ولعله عند ذكر الصحافة سرعان ما يتقدم في ساحة المنطق عندنا واحد من كشافي الآفاق الجديدة وطلائعها المقتدرة ومن الذين ساهمو إسهاماً مباشراً وخلاقاً في تجربة صحيفة الأهرام المصرية..إنه المبدع الأستاذ المصري الكبير محمد حسنين هيكل..وقد علمتنا الصحافة بأنها سباق لوصول الخبر إلى القاريء في أسرع وقت ممكن وبأقصر طريق..ولذلك تسعى الصحف بأن تنفرد بأخبار خاصة بها وهو مايسمونه بالسبق الصحفي..
لا شك بان الثورة الفنية في صناعة الصحافة قد قلبت تفكيرنا رأساً على عقب..وأحدثت تغييراً عند الناشر والصحفي والقاريء على حد سواء..ولكن التقدم الكبير الذي أحرزته الصناعة الصحفية هو الإنتقال من الطباعة الورقية إلى الطباعة الرقمية وعصر الصورة وعصر الديجيتال أو العصر الرقمي الذي وفر الملايين من الدولارات والكثير من الزمن لإنتشار الخبر..فقد أضحى العالم قرية صغيرة نشاهد الأحاث السياسية والفنية والرياضية لحظة بلحظة..وبشكل مباشر بالصوت والصورة..وبشكل متحرك وثابت..علاوة عما قدمت أجهزة الموبايل النقالة من خدمات صوتية ونصية وتصويرية للناس جميعاً صغاراً وكباراً..فقد أصبح في كل بيت موهبة وشاعر وكاتب وصحفي ومصور وفنان تشكيلي وغيره ..نتيجة سرعة إنتشار الأخبار الفنية وغيرها عبر منصات التواصل الإجتماعي وعبر الشبكة العنكبوتية..
ذكرياتك مع الصحف العراقية والعربية..حملتها للزاجلات ..وعطرتها ببنفسج مقالاتك ولقاءاتك مع المميزين والمبدعين في شتى مشارب الحياة في بلاد الرافدين والوطن العربي..فتراقصت حولك الفراشات ..وتراقصت النحلات العاملات ليجنين من أعمالك رهيق زهرات مقالاتك لكي ينتجن منه عسلاً للأجيال القادمة..فقد كتبت لنا قصيدة دون كلمات ودون بحور ودون أوزان..صاغتها آهاتك ومعاناتك وسهراتك المتواصلة ..وضاعت فيها همزات ..ولم تفلح جميعها بالوصول إلى شطك في نهري دجلة والفرات ..لأنك وحدك تدرك معنى البحث عن الحقيقة ..عن الخبر ..عن الحكاية والرواية ..عن عطش البؤساء وجوع الفقراء وشكوى المحتاجين لسد رمق عيشهم..فأنت من يزرع الأمل بالغد الأفضل وأنت من تعطيهم جرعة لإستئناف الحياة..فمرحى لك أيها المعطاء بلا حدود وأيها الصامت والجندي المقاتل بقلمك وبالكي بورد وبجهازك النقال وبكاميرتك..
الصحفي علي صحن عبد العزيز..الشعور الأول بالرضا عن أعمالك وعن المستوى العام الذي وصلت إليها مقالاته..ومبعث الشعور الذي تتركه متابعتنا لأعماله التي تجاوز عمر تجربته بعالم الصحافة ما ينيف على الأربعين عاماً..ولكنه يزداد شباباً وحيوية وعطاءاً ..ويكاد يسبق في حماسته فرسان الصف الأول من عشاق السلطلة الرابعة ولا سيما المغامرين والطموحين جداً..فقد بدأ الأستاذ علي الكتابة في أواخر القرن الماضي..حيث نجد عنده ملامح شخصية تميزه عن أبناء جيله وأقرانه..ممن يتواجدون في الساحة الصحفية العراقية والعربية..ولعل هذا التميز يتضح بصورة جلية حين دخلنا معترك الفضاء الإلكتروني والعصر الرقمي..فصارت الصحافة مكشوفة ومتاحة للصغير قبل الكبير بمتابعة كل حدث أو خبر أو مقالة..ولا سيما عبر منصات التواصل الإجتماعية كمثل الفيس بوك والماسنجر وأنستغرام وتويتر وغيرها من مواقع ومنتديات ومدونات رقمية على شبكة الأنترنت..ففي كل يوم نشاهد ونتعرف على كُتاب جدد وصحفيين جدد..ولكن يبقى في أعماق البحر المتلاطم الأمواج الدرر والكنوز والخبرات والثقافات والتجارب التي يقدمها المبدعين ..والصحفي علي صحن واحد منهم..حيث خطط لملامحه الخاصة ورسم علاماته الفنية التعبيرية الفارقة في دنيا الصحافة العادية الورقية وبعدها الرقمية..أي ان إندفاع الصحفي العراقي علي صحن عبد العزيز..في سبيل تأصيل تجربته باكراً وبهذا المستوى الذي وصل إليه..والذي يشعرك أنه إختار المهنة بمحبة وبشكل إحترافي ونهائي إرتاحت إليه نفسه..وهذا الإندفاع يكون مصحوباً بما يشبه تأكيداً لهويته وذاته وتحقيقاً لبصمته المتفردة..وهذا الإصرار يكسبه مشروعيته عندما نعرف أي معترك في الحياة خاضه الأستاذ علي في ظروف نصفها أو جلها حروب وتهجير وقتل وتعذيب وحرمان حتى من لقمة العيش..وصمد كما الصنديد وكما المارد نهض كطائر الفينيق من تحت الرماد في أكثر من مناسبة وواقعة.. ليثبت جدارته وخبرته ويقدم الجديد لقرائه وعشاق قلمه في العراق الجريح وفي الوطن العربي وعلى مساحة العالم لكل الناطقين بالضاد..ولكن الصحفي علي صحن بقي يسعى في كتاباته عن الناس الغلابة والناس الطيبين ويتهرب من كل ما هو قاس ومؤلم ولذلك نرى في إبداعه مسحة وطابعاً عاطفياً رقيقاً..
لكننا لن نعدم بأن نجد في بعض تحقيقاته مواجع واقعية لا تخفيها التجارب الذهنية ..لأن الكاتب يراهن ويؤمن بدور الشباب في مسيرة المستقبل.كما أن مقالاته تكتسب شفافية جميلة حين تسير في غرض واضح يخدم الوطن الجريح والمواطن المعذب..والتي كتبها بلغة واثقة جزلة ..ويهمني في ختام مراجعتي لأعماله أن أسجل تفاؤلي بحرفية كتاباته وشاعرية قلمه التي أتيح لي تفحص ومراجعة بعضها بتأن وتفصيل مما رسخ قناعتي بأن الأستاذ الصحفي علي صحن عبد العزيز من جيل عاصر الرواد في عالم الصحافة ويعيش مع جيل الشباب ويشكل بذلك همزة وصل بين جيلين وهو من بين القلائل الذين يعون مستلزمات العمل الصحفي وفن الخطابة والحوار والريبورتاج الصحفي..فهو يمتلك ثقافة متنوعة وسعة أفق ومتابعة جيدة للأحداث الفنية والثقافية والسياسية والخدمية والإنسانية والعلمية والأدبية..وإمكانات رائعة في تطويع الأخبار والأحداث الثقافية وتحميلها معاناته ومعاناة الناس والتي يستطيع بالمزيد من العناية أن يوصلها إلى متابعيه وقارئيه بألفة وحب ..مراعياً الظروف الموضوعية والذاتية للناس ويكون بذلك قد حقق الكثير مما لم يحققه سواه عبر نشاطه عبر الصحف المطبوعة وعبر الفضاء الإلكتروني ومنصاته الرقمية المتعددة..
وندلف للقول بأن الأستاذ الصحفي علي صحن عبد العزيز..نؤمن بقدرته الصحفية وبدأبه الصادق على شق طريقه في مغامرات السلطة الرابعة التي إختار طريقه فيها..والحق بأنه يستحق كل تقدير وإحترام وترفع له القبعة لإنجازاته وخبرته التي ستبقى منارة هداية للشباب والشابات و لعشاق الصحافة ليهتدون بها في أبحاثهم ودراساتهم بالمستقبل..وهكذا دواليك سيبقى الصحفي العراقي علي صحن عبد العزيز ..يتألق بعد أربعين عاماً من الإبداع والعطاء ويزداد شباباً..
** بقلم المصور: فريد ظفور – 20-10-2020م
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ملحق مقالة الصحفي علي صحن عبدالعزيز ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الصحفي علي صحن عبد العزيز :
عضو متمرس في نقابة الصحفيين العراقيين وعضو في اتحاد الصحفيين العرب ،وكذلك عضو في إتحاد الصحفيين العالمي ، مواليد 1963- محافظة البصرة – متزوج .
السكن الحالي في بغداد .
بداية العمل بالصحافة
لقد ارتبطت علاقته مع الصحافة إلى تأثير والده وجده عليه ، حيث كانت ل عبد العزيز جد الصحفي علاقة ثقافية وأدبية مع شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري ، وكانا الإثنين مساجلات في الشعر في سنوات 1958 حينما نفت الحكومة الجواهري إلى قضاء شيخ سعد والواقع جنوب محافظة واسط ، وهنالك وثيقة موقعة بين الجواهري وعبد العزيز لدى الصحفي علي صحن ، هذا الأثر الأدبي استثمره والد علي صحن فكانت له متابعات أدبية وثقافية واضحة للعيان ، وبطبيعة الحال انتقل هذا الإرث الثقافي إلى الصحفي علي صحن ، وكانت أولى كتاباته في مرحلة المتوسطة سنة 1980 في جريدة الثورة والجمهورية والعراق والراصد ومجلة الف باء ، واستمر بالكتابة حتى في مرحلة الخدمة العسكرية ، ولكنه بعد سقوط النظام السابق سنة 2003 برزت موهبته بالكتابة بشكل لافت للنظر ، واستطاع أن يفرض نفسه وقلمه بكتابة مواضيع فيها من الطرح والقوة مالم نجده في آخرين .
اهتماماته بالفن التشكيلي
سألنا زميلنا علي صحن عبدالعزيز ،لماذا هذا الإهتمام بالفن التشكيلي ، فقال لنا : بعد سنة 1990 لم أجد متابعة جادة للإعلام بالفن التشكيلي العراقي وحتى العربي ، كما أنني خطاط وهذه الموهبة إحدى أبواب الفن التشكيلي ، وهذين العاملين كانا الركيزة الأولى التي إنطلقت بها نحو الإهتمام بالتشكيليين والتشكيليات مهما كانت مستوياتهم الفنية ، ويضيف ( الصحن) قائلاً : لقد تناولت الجميع ولم افرق بين هذا وذاك ، وكنت أتعامل معهم ومازلت إخوتي وأخواتي ، ولي حوارات ثقافية وفنية بالمئات عراقيا وعربيا ودون أي مقابل مادي ، ثم توجهت بعدها نحو النقد التشكيلي بعد قراءة الكثير من المصادر بهذا الشأن ، وكذلك نلت الكثير من الشهادات التقديرية والاوسمة الذهبية ومنها الوسام الذهبي من مجلة المنار الثقافية الدولية ، ووكلات محلية وعربية ودولية .
أمنية في الأفق
يسعى زميلنا علي صحن عبدالعزيز إلى جمع ما كتبه منذ خمسة عشر سنة في العمل الصحفي وتبويب تلك المواضيع كلاً على جانب ، لكي تكون مصدر لمتابعي الفن التشكيلي والعمل الصحفي بشكل عام ، أما عن أبرز الصحف والمجلات التي كتب فيها ، فكانت في جريدة البينة والبينة الجديدة وجريدة الدعوة والحقيقة ، وكانت حصة الأسد في جريدة النهار لأنها ساندته ووقفت معه ، وكذلك كانت له كتابات صحفية في العديد من المواقع الإلكترونية والوكالات .
علي صحن عبد العزيز
١٩ أكتوبر ٢٠١٧ · https://photographics3000.blogspot.com/…/blog-post_875…
التشكيلية التونسية مباركة الغرياني
في رحاب مجلة المنار الثقافية الدولية
كل الثناء والامتنان الى اسرة تحرير المجلة الاستاذ الدكتور أزهر سليمان البزاز على جهودكم الكبيرة في نشر ثقافة الفن التشكيلي بين اقطار امتنا العربية والعالم …وكذلك نتمنى التوفيق والسداد الى التشكيلية التونسية مباركة الغرياني