الفنان العراقي المبدع عباس محي الدين الزهاوي..

ثقافات في المواجهه وإنطلاقة للتشكيل التقدمية..

بقلم المصور: فريد ظفور.

*المصور: فريد ظفور..- 23-10-2020م

– ساحرٌ عالمه الجميل المعتق بالألوان..وفرشاته وخيوله جامحة..بصهيل كوادرها المجلجلة…تسابق الزمن والريح والمستقبل..ساحرٌ ببصمته..بأعماق لوحاته..بهندسة خطوطه وأشكاله وتكويناته الجميلة..يحلم على وسادة المستحيل..بخلق جيل جديد مزروع بالأمل بغد أفضل ومستقبل مشرق للفن التشكيلي العراقي والعربي..هلموا بنا نفرش الأزهار والخزامى والنرجس والفل والورود الجورية لنرحب بضيفنا الكبير العراقي عباس محي الدين الزهاوي..

يريد أن يستجلي الفنان عباس الزهاوي تلك النقطة الثابتة التي يدور حولها كل الأشياء..ويحذر إنها ربما تكون في قعر بحر الصمت هذا المعلق فوق قرص الشمس وأن صلصلة أحشاء قطار الزمن السريع..إنما هي دوران حدو الحافلة..والهزيم المدوي تربطه إلى الصمت المطلق أحبال يراها قلبه المتيم بالفن..يدوخ فهمه لغرابة هذه القرابة المحكمة..حافة حقول الزمن تدور حول نقطة ثابته غائرة في الأفق المعرفي البعيد..أشجار النخيل تناطح السماء وجميزات وشجيرات سنط جواثم على شطوط أخاديد الترع المتعرجة عبر إمتدال الحقول وتفرعات نهري دجلة والفرات..وهنا وهناك رجال ونساء وأطفال وعمال ومزارعين ينظرون إلى القطار المنطلق وهم مثقلون بتحصيل قوت يومهم ومذلة الحياة..تتعلق عيونهم به لحظة ثم يثوبون إلى دأبهم الوئيد..والمنديل الأزرق الموشح بالغيوم على جبين مدينته الناصع المتورد..يتمنى أن يحتضنه وأن يضع باطن أنامله يتحسس نبالة هذا الجبين..وهذين الحاجبين..ولكن أمه (المدينة) لاتفعل..ووزمة فمها لا تنفرج..وتلك الخطوط الدقيقة من الضوء تشع حول الشفتين القاتمتين وتغيب في الأفق الثقافي..

خمس وستون عاماً يزداد الفنان عباس الزهاوي حيوية وشباباً ونضارة وعطاءاً..وقبيل الحروب الظالمة التي دخلت أتونها العراق الجريح..كانت الحركة التشكيلية العراقية غنية بالمواهب..ولكنها في الوقت نفسه تفتقر إلى الأصالة في التحديث..بيد أن البعض من جيل الرواد حاول جاهداً التعرف على التجارب الأوروبية والأمريكية..علاوة عن تقليد نتاجات كبار الفنانين الرواد..والأغلبية العظمى منهم قد غرقت في المتاهات التواقة إلى الماضي والعصر الكلاسيكي التشكيلي..والبعض قدم دعوة صارخة للتخلي عن كل ماهو ماض او معاصر في الفن..والفنان عباس الزهاوي قد أعار إهتماماً خاصاً لما قدمه جهابذة الفن التشكيلي العراقي من أعمال تكوينية وتشكيلية أخذت من التراث والعادات والتقاليد وزاوجته مع الحداثة والتطور في التشكيل العالمي.. فرسم المرأة ومعاناتها ورسم البيوت التراثية وكان للتشكيل التجريد نصيباً بأعماله..والإيقاعات التشكيلية الرائعة إحتلت مكانتها المرموقة في مجرى مسيرة بعض الرواد كأمثال …. فائق حسن وجواد سليم وحافظ الدروبي وشاكر حسن آل سعيد وإسماعيل الشيخلي ومحمود صبري وزيد صالح وغيرهم الكثير..

أحياناً إنتصر الفنان عباس الزهاوي المعاصر على الفنان عباس الزهاوي الخالد..وقد تجلى ذلك بصورة ساطعة في أعماله المتواصلة الملتزمة..فهو قد أصبح مؤسساً لوعي إجتماعي فني جديد..ومن الطبيعي أن الجيل الجديد أن لا يكرر أخطاء محاولاته ولكن ينبغي على المرء في ذات الوقت أن لا ينسى تجاربه الجميلةوالإيجابية ..لقد تجاوز عباس الزهاوي الخالد رفيقه المعاصر.. ولكن دون عباس الزهاوي المعاصر لم يكن بالإمكان أن يخلق الزهاوي الخالد…

عرفت الحضارات العراقية القديمة الرسم في بلاد مابين النهرين من آشورية وأكادية وبابلية الى وقت دخول المسيحية التي أستخدمت الفن لخدمة العبادة . وأما بعد دخول الأسلام حدد الفن بالخط العربي والزخرفة الأسلامية .وقد لعب ..الحس الفني والفكرة والخبرة والمهارة والممارسةوالأبداع ..كلها عوامل تخص التشكيل والنحت وفن الرسم .. لكي تنتج كادراً أو لوحة أو منحوته أو موضوعاً جميلاً ومتكاملاً فيه معنى وغاية .وكان يعتبر الاول في الحركة التشكيلية الفنان عبدالقادر الرسام ( 1882-1952). ومن القدامى رشاد حاتم مؤسس أول مرسم كبير في الكرخ في أواسط الثلاثينات …. وأوفدالملك فيصل الأول عام 1933 م والمللك غازي ..الطالب فائق حسن بمنحة دراسية الى باريس ..وكذلك ابن الثمانية عشر ربيعاً جواد سليم أرسل في زمالة دراسية الى باريس عام 1938 م..ومن الفنانين الرواد عيسى حنا غادر الى أميركا..أما الفنان حافظ الدروبي فكان فناناً نشيطاً وكثير الأنتاج ، درس في أكاديمية الفنون في روما عام 1939 م..ومن الفنانين الرواد فرج عبو الذي درس في القاهرة وروما ..وأيضاًالدكتور خالد القصاب ..وفي بداية عام (1940) تشكلت جمعية أصدقاء الفن بمبادرة من الفنان أكرم شكري وكريم مجيد وعطا صبري وشوكت سليمان..وفي عام (1941) أقامت الجمعية أول معرض لها شارك فيه فنانون هواة ومحترفون. …في عام (1942) افتتح الفنان حافظ الدروبي مرسماً حراً..وهكذا دواليك حتى عام 1971 ظهرت جماعة ” الأكاديميين ” وجماعة الواقعية الحديثة وتجمع البعد الواحد التي استهلمت الحرف العربي في أعمال أعضائها. ..وفقا للكثير من الأساليب والاتجاهات الفنية التي سادت أوربا ..وعادواالفنانين الموفدين من الخارج محملين بتقنياتها وأساليبها بحكم التفاعل والتأثير والتلقين ..و الموسيقى والفن التشكيلي ربما كان الأكثر اقترابا من التنوع والمحاكاة للواقع والأكثر حرية من الفنون التمثيلية كالمسرح والدراما التلفزيونية ..وفي الفنون البصرية الأخرى كالتصوير لذي وجد أيضا مساحة كبرى في التحليق في المجالات الإبداعية التي ساهمت بشكل أو بآخر بحصول العديد من المصورين على جوائز عالمية مختلفة.لذا فإن الفن ربما هو الوحيد الذي يعبر دون تأشيرة مرور أو جواز سفر .ودون خوف أو وجل أو يكون له محاسبة أو رقابة إذا ما عبر أو تجاوز الخطوط الحمر التي وقعت فيها بعض الفنون الإبداعية بسبب التغيرات التي طالت الفن وحسبه البعض حراما أو أنه يجب أن يكون ضمن المفهوم الاجتماعي الجديد الذي انسحب على الفنون جميعا رغم تاريخ وجذور الفن العراقي العريق.والفن التشكيلي العراقي له تاريخ عميق جداً موغل بالقدم ويرتبط بالحضارات التي شهدها العراق سواء في سومر أو أكاد أو بابل أو النمرود حيث كانت الكهوف مليئة بتلك الرسومات التي تعبر عن التحضر المجتمعي وسبيلا لتمدنها وحضارتها وانفتاحها على العالم. وقدانسحب على العصور الإسلامية المتأخرة، وما يأتيها من تطورات في المدارس في القرن العشرين. والأهم تلك المدارس التي أنتجها العقد الخمسيني من القرن الماضي والتي ساهمت فيها في اكتشاف وتنوع الأساليب والتقنيات الفنية العراقية، وظهرت هناك أسماء عراقية عريقة ولامعة في الوسط الفني التشكيلي العربي والعالمي..وخلال السنوات التي أعقبت عام 2003 وجد الفنانون أنفسهم أمام واقع جديد وحياة جديدة فكان عليهم الولوج إلى أسلوب جديد لطرح الفكرة وإعطائها مفهوما جديدا فتعددت المدارس وصار الكثير من الفنانين يسعون إلى إقامة المعارض الفنية والتي واجهتها الخطوط الحمراء والتابوات التي لم تزل مسيطرة . ولكن بالمقابل التصوير و الفن التشكيلي والموسيقي.. ربما لا يمكن مراقبتهم من أي جهة كونهم رسالة فنية خاصة تحتاج إلى فهم الفنانين. وهي لا تملك خطاباً مباشراً كالمسرح مثلا أو حتى الرواية والشعر. وربما يكون الفن التشكيلي قد خرج من رقبة الخوف لكنه ظل حبيس الجمهور النخبوي كما هو شأن الفعاليات العراقية الذي يصارع فيه المبدعون لكي تكون لهم لوحة وصورة وكلمة..وكلنا يتذكر أشهر الأدباء والشعراء العراقيين:بدر شاكر السياب – صفي الدين الحلي -عبدالوهاب البياتي – معروف الرصافي -الدكتور بدرخان السندي – نازك الملائكة – أحمد مطر – جميل صدقي الزهاوي – أبو الطيب المتنبي – أديب كمال الدين – محمد مهدي الجواهري – وليد الأعظمي ..ومن أهم الموسيقيين العراقيين :أحمد مختار-الأرموي – بياتريس أوهانسيان – ومنير وجميل بشير- حسين قدوري – دريد الخفاجي – رائد جورج – زرياب..وفي السينما:كان أول فيلم عرض في العراق كان في عام 1909م..ومن أشهر المخرجين المسرحيين :محمد صخي العتابي – قاسم محمد-اسعد عبد الرزاق – سامي عبد الحميد- علي حسن- يوسف العاني- محسن العلي- فتحي زين العابدين..
بقي أن نقول لكم بأننا أمام قامة فنية متفردة بألوانها الزاهية البراقة الناعمة الجميلة.. فالفنان عباس الزهاوي..طموحه كان كنز لا ينفذ وعزيمته تتجدد دائماً مع كل جيل ..لأن الطموح هو سبب ما بلغه الأفراد وما أحرزته الشعوب من تقدم وسعادة بالرغم من أن القناعة كنز لايفنى..فها هو الفنان المبدع الزهاوي تعلو وجهه إبتسامة عريضة..إبتسامة من حققت الحياة أمانيه ..إبتسامة النصر والظفر والتجدد..فقد غدت أعماله تجول شتى بقاع الدنيا وأصبح لعشاق فنه مريدين ومتابعين كثر ..لا سيما بعد الثورة الرقمية وعصر الصورة الفوتوغرافية وعصر الأنترنت وعصر الديجيتال أو العصر الرقمي الذي قرب المسافات بين البشر واصبحت الأعمال الفنية الراقية والجميلة تنتشر عبر المنصات الرقمية العنكبوتية كما سرعة البرق وكما إنتشار النار في الهشيم..وهكذا أعمال فناننا العراقي المتألق الفنان عباس الزهاوي.. الذي نشأ وسط بيئة وثقافات متعددة منها الفنية والأدبية في بلاد الحضارات وثقافات في المواجهه الحضارية وكان إنطلاقة ومنصة للتشكيل التقدمية في بلده العراق وفي كل البلدان وفي شتى أصقاع المعمورة….


**المصور: فريد ظفور..- 23-10-2020م
ـــــــــــــــــ ملحق مقالة الفنان عباس الزهاوي ـــــــــــــــ

حياة الفنان
عباس محي الدين مصطفى الزهاوي
العنوان / ديالى – خانقين
مواليد / 1956 خانقين

عضو نقابة الفنانين التشكيليين العراقيين
تخرج من كلية التربية الفنية / بغداد
عضو في اتحاد الفنانين كردستان / فرع خانقين
وقال عضو اتحاد نقابة الفنانين بغداد
عضو في جمعية الفنانين ديالى
مدير كروب فناني خانقين التشكيليه
1) أول معرض شخصي / 2004 ديالى / خانقين
2) المعرض الشخصي الثاني 2006 / ديالى خانقين
3) المعرض الشخصي الثالث في خانقين على قاعة المكتبه العامة عام 2007
4) المعرض الشخصي الرابع في خانقين قاعة الشهيد ليلى قاسم 2008
5)) الخامس معرض شخصي في خانقين 2009
6)) المعرض الشخصي السادس خانقين 2010
7)) المعرض الشخصي السابع 20/12/2011 كلار
8)) المعرض الشخصي الثامن 2012/02/15 خانقين
9)) التاسع معرض شخصي في بغداد في عام 2013
10)) المعرض الشخصي العاشر في السليمانيه عام 2014
11 المعرض الشخصي احد عشر في اربيل 2016 على قاعة بيشوه
المشاركات

١١٥ مشاركة في معارض مشتركه في بغداد وديالى والبصره والسليمانيه واربيل ودربندخان وجمهوريه مصر العربيه والجزائر وتركيا

الجوائز والتشكرات ١٢٠ كتب شكر وتقدير
درع الابداع من وزاره الثقافه والفنون في بغداد
درع الابداع من جمهوريه مصر العربيه في مهرجان شرم الشيخ
درع الابداع من مؤسسة الهواجس في السليمانيه
درع من منظمة هاوكار الالمانيه في كفري لكروب فناني خانقين
وسام الابداع من منظمة هاوكار الالمانيه العالميه

نبذة مختصرة

‏‎Artist‎‏ سابق لدى ‏‎artiste peintre‎‏

درس ‏مدرس‏ في ‏كلية الفنون الجميلة‏

درس ‏الرسم‏ في ‏كلية الفنون الجميلة‏

يقيم في ‏خانقين‏

تاريخ الانضمام ‏مايو ٢٠١١‏

يتابعه ‏‏٢٬٧٢٩‏ شخصًا‏

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.