تمت المشاركة مع العامة
Hassan Dawod
١٤ أكتوبر ٢٠١٧ م ·
مقالي المنشور بموقع عرب بكس
بمناسبة محاضرة الأبيض والأسود في مركز محمود سعيد باﻷسكندريه السبت القادم 2017/10/21
بقلم م. حسن داود
الأحادي أو (الأبيض والأسود)
نحن نعلم أن الصور الفوتوغرافيه التي تنتجها الكاميرات الحديثه والتي نستخدمها الآن هي صورا ملونه بتقنية ألوان حديثه وبصيغ رقميه مختلفه حسب دقة مكونات الصوره والغرض من استخدامها
وكثير من المصورين يفضلون عرض صورهم بعد تحويلها من الألوان الكامله الي الاحادي أو الأبيض والاسود (Black and White ) اعتقادا بأنها أكثر رسوخا أو التشبه ببعض المصورين الكبار المتمرسين والذين يفضلون هذا النوع من التعديل للصور. أو كمثل الصور الأحادية اللون قبل ظهور التصوير الملون.
*أما في اعتقادي الشخصي اعتبر الصور الاحاديه هي صور مجرده من الألوان تعطي انطباعا مباشرا للمضمون خالي من تشويش الألوان. فتأخذ البصر بيسر وسهولة لموضوع الصوره وتهدي الرائي لملاحظة تفاصيل العمل وزاوية التصوير وصحة الاضاءه التي تساعد في إظهار العناصر الرئيسيه للعمل.
*التكوين الاحادي دائما مايكون قويا. لأنه لا يعتمد علي التشبع اللوني والتنافر بين درجات الألوان. ما يؤثر علي الصوره الملونه بالسلب أو بالإيجاب. ولكنه يعتمد علي رؤية المصور وثقافته المجردة للعناصر المكونه للعمل وارتباطها ببعضها البعض لعمل تكوين قوي متكامل ومريح للعين.
*الإحساس بالتباين لابد أن يكون ملحوظا في العمل الاحادي. لأن التباين بين الضوء والظل أي بين الأبيض والأسود هو من يصنع ملامح العمل وتشكيل ابعاده وهو الذي يعطي للعناصر المختلفه البعد الثالث ويحدد علاقتها بالفراغ .
- الاضاءة هي العنصر الأساسي لتبيان التباين والأبعاد والتشكل وهي التي توجه الرائي لأهمية العنصر البطل في الكادر فهي تتحكم في إظهار الملامح والمشاعر والحركة والسكون الذي يميز مضمون العمل.
*وجود عيوب اواخطاء بالصوره. احيانا تخفي الاحاديه بعض العيوب في الكادر عند التقاطه ويكون ذا لونا واضحا داخل مكونات الكادر ولا نستطيع معالجته ببرامج التعديل المعروفه وعند تحويل الكادر للاحاديه يتلاشى اللون الصارخ أو المعيب للكادر المتداخل مع عناصره لدرجات اللون الرمادي القريبه من بعضها فيختفي وسط عناصر العمل المتداخلة ليتلاشي اهتمام الرائي بالنظر إليه.
*التعديل في القيم اللونيه للكادر لابد أن يخدم العمل الاحادي. فبرامج التعديل وجدت لاعادة اخراج العمل بالمنظور الذي يراه المصور لعرضه بالشكل الذي يراه مناسبا لاسلوبه ولمضمون العمل حسب رؤيته. وأفضل أن يظل الانتقال من الأبيض للأسود ناعما بوجود درجات الظل الرماديه إلا في حال ضرورة إظهار عنصر يراد فيه تباينا قويا ويراه المصور مهما. ولا شك أن التعديل الاحادي المناسب. الغير مبالغ فيه. يعطي للصوره قيمة ورسوخا وقوة.
*التوازن هو عنصر لا يستهان به في العمل الاحادي. فتوازن العناصر و تحديد مركز ثقلها في المكان المناسب لترتيبها داخل إطار الكادر يعطي راحة للرؤيه وإحساسا بحرفية المصور ورصانة علمه.
*استحسان العمل لأن يكون احاديا برؤية المصور. لا بد أن تحدد في رؤية الفنان المصور هل من الأفضل أن يراه ملون أو احاديا وهل يوجد به من التباين مايوضح عناصره بلون احادي. وعليه ان يأخذ قراره بذلك علي مسؤليته. وانا أعتقد أنه ليست كل الأعمال تصلح أن تكون احاديه للآتي:
– فأحيانا تكون الألوان عنصرا رئيسيا في العمل يجب ألا نتنازل عنها. – التفاصيل الزاهية الألوان والتي يعتمد عليها التكوين لا يصح اخفاءها بحذف الألوان. – هناك صورا واشكالا اعتادها الناس بألوان معينه مثل الإعلام والشعارات والزينات والملابس المميزه للانديه واللاعبين والدول لايجوز إغفال دور الألوان فيها. – تصوير الاشخاص والموديلات بملابس تقليديه محليه او لاظهار الفاشون لن تحوز اهتمام الآخرين اذا لم تكن بألوانها الكامله. – الاضاءات الملونه أحيانا تعطي لعناصر العمل اظهارا مميزا وتحديدا يوضح حالات انفعاليه او تمييزا للحظه او لحركه أو لاظهار العنصر بشكل ما أمام الخلفيه ليضيف اليه بعدا فنيا مختلف.
**إذن فلا بد أن يمتلك المصور ميزانا بصريا ليحدد كون العمل ملونا أو احاديا ليعرضه بالكيفيه التي يراها أكثر مناسبة لاظهار عناصر وتكوين العمل وماهو أجدر ليعطي ثراءا ملفتا وقيمة كامله لعمله.
**ولا ننسي أن الاحاديه لا تعني فقط الأبيض والأسود. بل يوجد ألوان اخرى تعطي نفس التأثير وذات الإحساس. فأي لونين متناسقين لونيا ومتنافرين تباينا من المكن ان يعطونا إحساسا قريبا جدا من الأبيض والأسود. كما الضوء والظل الذان يكونان عناصر الصوره الناجحه كما نراه بتأثير السيبيا. كما أي صوره من لون واحد بدرجاته ستعطي تأثير الاحاديه بضوءها وظلها ولكن باختيار اللون الاحادي المناسب لطبيعة العمل.
اتمني ان اكون اوجزت وأظهرت الجوانب الهامه للصوره الاحاديه وعناصرها ومتى تري احاديه أو تترك بالوانها .
ولنشاهد أعمالا احاديه قويه تبهرنا. تخرج من بين أيدي مصورين مثقفين واعين لدورهم ورسالاتهم لتثقيف العامه ونشر مظاهر الجمال والإبداع.