منذ ٧ سنوات
تمت إضافة ٢٧ صورة جديدة بواسطة Fareed Zaffour إلى الألبوم: من أعمال الفنان التشكيلي الدكتور : علي سليمان.
١٧ أكتوبر ٢٠١٣ ·
الفنان التشكيلي الدكتور علي سليمان لـ ” طلاب وشباب “: كنتُ أرسم برلين وحين أوقّع على اللوحة أجد نفسي قد رسمتُ دمشق
خالد عواد الأحمد – حمص
الفنان التشكيلي الدكتور علي سليمان هو أحد أعلام الحركة التشكيلية في سورية منذ أكثر من ثلاثين عاماً، ولد في مدينة طرابلس اللبنانية عام 1956 درس الفن في كل من دمشق وألمانيا وحازعلى شهادة الدكتوراه (ماستركلاسيه)و (الإسبرنتور في الرسم والتصوير ) من كلية الفنون الجميلة في برلين عام 1987.
أقام أكثر من أربعين معرضاً فردياً في سورية وأوروبا وآسيا وأمريكا وشارك في معارض وملتقيات فنية دولية في سورية وخارجها، وأعد وقدم برنامج ( الفن والإنسان ) الذي أنتجه التلفزيون العربي السوري، وهو حاصل على عضوية اتحاد الفنانين الألمان وعضوية مؤتمر اليونسكو لثقافات شعوب البحر المتوسط ، وُدعي الدكتور سليمان للانضمام إلى مجموعة ” بونزاند برنز” – نيوجرسي- كأحد فناني لغة التصوير الأسمى في العالم ، كما شغل منصب رئيس قسم التصوير الزيتي وأستاذ في كلية الفنون الجميلة بدمشق. له الكثير من الأعمال المقتناة لدى القصور والمتاحف والصالات والمجموعات الخاصة في جهات العالم الأربع .
أثناء افتتاح معرضه وإلقائه محاضرة بعنوان ( حمص والانطباع الأخير ) ترافقت مع توقيع كتابه الوثائقي ( التحول ) في صالة النهر الخالد في حمص التقاه موقع ” طلاب وشباب ” وكان هذا الحوار :
حول جوانب من نشأته وطفولته يقول د علي سليمان :
ولدت في مدينة طرابلس اللبنانية عام 1956 ودرست هناك في مدرسة الطليان بداية السبعينات، ولا زلت أحلم بجمال مدينة طرابلس وفتنة مناظرها الطبيعية والمعمارية بين الجبل والوادي والنهر والبحر، وقد تحولت هذه الصور إلى مخزون بصري وشكلت منها مفرداتي التشكيلية وتكوينات وألوان وخطوط شخصيتي الفنية، ومع بداية الحرب الأهلية بلبنان انتقلت إلى حمص وفي تلك الأثناء كنا نقوم بمظاهرات تدعو إلى تعريب المنهاج والاستقلال عن اللغات الأخرى وإيجاد موقع هام للغة العربية في ساحة الفكر العلمي والإنساني، كانت حمص آنذاك مدينة جميلة وديعة رائعة تنام على كتف العاصي، هذا النهر الجميل المشاكس الذي يخالف في اتجاهه كل أنهار العالم ويتجه من الجنوب إلى الشمال وقد أعطتني حمص وعاصيها مخزوناً جمالياً كبيراً وفيها تعرفت على الراحل
” أحمد دراق السباعي” و ” فيصل عجمي ” و ” مصطفى بستنجي ” الذي اعتبره أول فنان تجريدي في سورية، وأسسنا معاً محترفاً جماعياً ضم مجموعة كبيرة من الفنانين الشباب آنذاك واستمرهذا المحترف فترة طويلة نسبياً حيث كنا نخرج في رحلات فنية ونرسم بيئة حوض العاصي والقرى المجاورة لحمص مثل تلبيسة والرستن ومرمريتا، كما رسمت مع زملائي الفنانبن الشباب مناظر البحر في طرطوس وعمريت وأرواد . وبعد حصولي على الثانوية العامة في حمص التحقت بجامعة دمشق ” كلية الفنون الجميلة ” وتخرجت منها أواخر السبعينات بامتيازشرف ثم انتقلت للدراسة في ألمانيا عام 1981 .
حدثنا عن مرحلة الدراسة في برلين ؟
ذهبت إلى ألمانيا للمرة الأولى بدعوة من ” فالتير فوموكا ” رئيس أكاديمية الفنون آنذاك الذي كنت قد تعرفت عليه في معرض أقامه بدمشق، وفي برلين التحقتُ بالدراسات العليا وحصلت على ما يسمى ” ماستر ” وهي أعلى شهادة تُعطى في مجال الفنون و” الإسبرانتور ” وهي شهادة الدكتوراه النظرية، وبقيت سنوات في ألمانيا أدرس وأدرّس وأطلع وأبحث في مجال الفنون وكانت لي نجاحات في العروض الخارجية والمشاركات الكثيرة في المعارض الهامة في أنحاء مختلفة من العالم فأصبحت عضواً في اتحاد الفنانين الألمان وهناك أنتجت أعمالاً متنوعة في مرسمي الخاص في كلية الفنون في الفايسن زيي ( البحيرة البيضاء ) بين عامي 1982 -1985 حيث رسمت الموديل الحي والطبيعة الصامتة والمنظر ثم انتقلت بعدها إلى مرسم خاص في جزيرة المتاحف ( حديقة الموبيجو بارك ) المشرفة على نهر شبريه وسط برلين بين عامي 1985 – 1988 وأنتجت أعمالاً كثيرة جداً لها ملامح الفن الأكاديمي المتطور وأخذت لوحتي تتغيرفرسمت المنظر البرليني الرمادي والموديل والطبيعة الصامتة، كما أنجزت لوحات تمثل النافذة والغراب والثلج ولم أنس دمشق التي رسمت لها الكثير من اللوحات ومنها ” دمشق في الليل ” و ” دمشق والموسيقى ” وأذكر أن مجلة ألمانية أجرت معي حديثاً صحفياً قلت فيه: ” كنت أرسم برلين وحين أوقّع على اللوحة أجد نفسي قد رسمت دمشق ، إنها مخزوني البصري ومفرداتي المحببة ولذلك ظلت دمشق تعيش في أعماقي وأحاسيسي
ماالإضافة التي حققتها مرحلة الدراسة في برلين بالنسبة لك على الصعيد الفني والنفسي ؟
يولد الفنان وهو يعيش حالة مستديمة من القلق أو كما يقول الشاعر المتنبي ” على قلق كأن الريح من تحتي ..” وتراه يلذ لهذا القلق الذي يُعد محرضاً على الإبداع ويزداد هذا التحريض تأثيراً إذا استطاع الفنان أن يعيش زماناً في بلد كل ما فيه جديد من عادات ولغة وعمارة وألوان . وقد منحتني سنوات الدراسة في برلين فرصة لعمل هادىء خال من ضغوط حياة الفنان العادية بالتزاماتها ، وتلك الفترة كانت مناسبة جداً للتروي والتجريب والتبادل والمقارنة مع زملائي الرسامين أكدت مواصلة السير في الطريق الذي سلكته ولا أزال .
ما الذي فعلته بعد عودتك إلى دمشق ؟
بعد عودتي إلى دمشق عُينّت أستاذاً في كلية الفنون الجميلة ورئيساً لقسم الرسم والتصوير فيها وهذا القسم هو الأهم في الكلية ويضم أهم الأسماء في مجال الفن التشكيلي السوري قدماء وشباب، وهذا القسم أيضاً يمثل ركيزة أساسية للثورة التعليمية في مجال الفنون .
ما الذي تقصده بالثورة التعليمية في كلية الفنون الجميلة ؟
- بعد استلامي لقسم الرسم والتصوير في كلية الفنون الجميلة بدمشق أوجدت ما يسمى ” تطوير التعليم العالي ” وعملت على تفعيل الدراسات العليا من خلال درجات الماجستيروالدكتوراه العملي والنظري وذلك مساهمة لوضع الفن في خدمة الجامعة والمجتمع وتشجيع البحث العلمي الفني ونحن نعمل في محترف يُعتبر من أهم محترفات العالم في مجال الرسم .
ذكرت في محاضرتك “حمص الانطباع الأخير أنك ساهمت في فكرة إنشاء كلية للفنون الجميلة في حمص.. فماذا عن هذه الفكرة وهل ستجد طريقها للتطبيق ؟
بمناسبة معرض أساتذة قسم التصوير في جامعة البعث بحمص كُلفت بتأسيس كلية للفنون الجميلة فيها ، وبعد دراسة المشروع قدمت تصوراً يضع الفن في خدمة المجتمع من خلال هذه الكلية التي تنتج التصميم المعاصرللصناعة والاقتصاد والمشهد العام وتعيد إحياء التراث في حياة هذه المدينة بشكل معاصر ينسجم مع العادات والتقاليد ويساهم في بيئة فنية ومشهد معماري يميل لتوظيف الفن بشكل خلاق لخدمة التنمية والإنسان، وأرجو أن يتحقق مشروع هذه الكلية في مدينة حمص التي كان لها الفضل الأكبر في بناء الثقافة السورية المعاصرة، ففيها ولد أول نادي سينمائي وأهم مجموعة من الفنانين التشكيليين في سورية هم من أبناء حمص وفيها أقدم فرقة مسرحية هي فرقة المسرح العمالي للمبدع فرحان بلبل .
ما دور مثل هذه الكلية في نشر الوعي الفني فيما لو رأت النور برأيك ؟
مثل هذه الكلية يمكن أن تكون مرجعاً ومنبعاً للفنانين ومخبراً تُولد فيه الاتجاهات والتجارب والبحوث والإبداعات الفنية كما هي كلية الفنون الجميلة في دمشق
و أتمنى أن تكون هذه الكلية أيضاً مجالاً لعرض نتاجات الطلبة والأساتذة وتقديم المحاضرات الدورية والبحوث ومعارض التخرج المفتوحة للمجتمع ، وأن يُجمع فيها التراث الفني الذي تم إنجازه في مدينة حمص خلال السنوات الماضية ويتم عرضها في مكان لائق بها .