الكاتب : عبد الهادي العاني
صانع أفلام ومحرر فيديو، أعشق التدوين ومشاركة الخبرات والتجارب والمعلومات.
في الأعوام العشر الماضية يتكرر على مسامعنا مصطلح IMAX بكثرة، خصوصاً عند قيامنا بحجز مقعد في السينما لمشاهدة فيلم ما، فنلاحظ وجود عرض للفيلم بتقنية IMAX، أو ربما سمعنا أن مخرجاً ما يقوم بتصوير فيلمه بهذه التقنية، فما هي هذه التقنية وكيف تعمل ؟
ماهي تقنية IMAX
IMAX ككلمة ترمز إلى شركة تمتلك خط إنتاج كاميرات عالية الدقة وبكرات أفلام وأجهزة عرض ومسارح خاصة،يتلخص الفرق فيها عن بقية أساليب العرض في قاعات السينما هي أن قاعات IMAX تمتلك نموذج خاص من الشاشات وأجهزة الصوت وتموضع المقاعد.
تستخدم كاميرات IMAX بكرات أفلام من قياس 70 ملم، وهي تعتبر أكبر بكثير من بكرات الأفلام العادية، مايعني أن المشهد الذي يتم تصويره بكاميرات IMAX يوفر تجربة عرض أوسع من بقية طرق التصوير والعرض، حيث تكون نسبة أبعاد الفيلم المصور بتقنية IMAX هي : 1.43:1.https://www.youtube.com/embed/B_UvdLYSk7Q?feature=oembed
قليل من التاريخ وصولاً إلى IMAX
تكلمنا في مقالة سابقة (يمكنك الإطلاع عليها من هنا) إلى تاريخ السينما وتطورها وصراعها في عالم صناعة الأفلام، فقد كانت مهددة بوجود مايسمى التلفاز وكان على صناع الأفلام ودور السينما البحث عن أساليب تثير إعجاب المشاهدين وتدفعهم للذهاب إلى صالات العرض بدلاً من مشاهدة الفيلم على شاشات التلفاز العادية الموجودة في المنزل.
يعود بادئ الأمر إلى توماس إديسون ومساعده ويليام كاندي ديكسن، حين قاما بإختراع أول آلة لعرض الأفلام كانت تسمى كينيتوسكوب، كانت تلك الآلة تقوم بعرض من خلال بكرة فيلم بقياس 35 ملم، الفيلم يحتوي على فريمات بقياس 768×1024، ذو نسبة 4:3.
في عام 1952، تم إختراع الشاشة العريضة لتفادي الإقبال النهم على التلفاز، والخسائر التي مُنيت بها السينما آنذاك، على إعتبار أن التلفاز كان يعرض نفس القياس تماما الموجود في صالات السينما، كانت السينيراما تعرض من خلال ثلاث عارضات تتقاطع لتلتقي مكملة المشهد ذاته على شاشة ضخمة جداً.
وهنا كانت أول تجربة للتصوير بقياس الأكاديمية الدولي، مع قطع كل الجزئين العلوي والسفلي من الفيلم لكي يناسب شاشات العرض العريضة، ليظهر لدينا قياس جديد 1.66:1 والذي بدوره عرض على شاشات أكبر بكثير من شاشات السينيراما.
ثم أتى بعد ذلك ماتسمى تقنية الأنمورفك والتي تقوم على إستخدام عدسات خاصة لضغط المادة المصورة مرئياً لتصبح بحجم قابل لتسجيله على بكرات الأفلام من قياس 35ملم، ثم عرضها بشكل مصحح لتبدو أكثر إتساعاً (المزيد من العرض في الصورة) صورة عريضة.
كل التطور الذي عايشته السينما لم يكن كافياً لردع التطور الكبير الذي تشهده أجهزة التلفاز، ما إستدعى إختراع تقنية جديدة بإسلوب عرض مخصص ومكلف لايمكن تحمله إلا في السينما، وبمواصفات وخصائص مميزة لايمكن أن تتواجد إلا في دور السينما المخصصة لها.
سعى صانعو الأفلام الكنديون غرايم فيرجسون و ورومان كرويتور وروبرت كير والمهندس ويليام شو إلى إنشاء نوع جديد من صناعة الأفلام ذات الأحجام الكبيرة، ومستوحاة من التطور الحاصل في تاريخ السينما الطويل.
في المختصر يمكن القول أن كاميرات IMAX تقوم بالتسجيل والتصوير على بكرات فيلم من قياس 70ملم، أي أنها أكبر ب40% من قياس عرض الأفلام العادية، ومع تطور التكنولوجيا فقط أصبح هنالك ما يسمى IMAX digital camera، وهي أول كاميرا IMAX رقمية تقوم بتصوير بدقة 65ملم.
تُعرض الأفلام المصورة بهذه التقنية بإستخدام عارضات / بروجكتر من شركة IMAX مخصصة للعرض بإسلوب مدروس بعناية، حيث تعرض الصورة من العارض على شاشة بقياس 21 × 16 متر، مع نظام صوتي محيطي بما يقارب 21 نقطة وبقعة صوتية محيطية تتوزع خلف الشاشة وفي سقف وجدران وزوايا القاعة لعرض الصوت من الجهة التي يجب أن يمثلها في الفليم.https://www.youtube.com/embed/B_UvdLYSk7Q?feature=oembed
مما يميز نمط العرض في تقنية IMAX هو أن الشاشة تكون منحنية الأطراف بحيث توفر بؤرة أفضل للرؤية للمشاهدين من أي مقعد في قاعة السينما.
بالإضافة إلى ذلك، فإن نظام التسجيل والعرض، يوفر أفضل طريقة لعرض تفاصيل المشاهد من سطوع وألوان وتباين تماماً كما أراد المخرج للفيلم أن يكون، دون أي تأثير سلبي من أسلوب العرض فيكون الفيلم تماما كما أراده المخرج وكما تم تصديره.
خصوصاً مع نظام العرض الليزري الذي يتيح العرض بألوان عالية الدقة والوضوح والتشبعhttps://www.youtube.com/embed/tegPejMAoaE?feature=oembed
إليكم مقارنة سريعة بين ما يتم تصويره وما تشاهده في تقنية IMAX ومع مثيلاتها من أنظمة العرض العادية في صالات السينما الإعتيادية :https://www.youtube.com/embed/K66PrKCWyiM?feature=oembed
الآن لربما وغالبا ما سمعتم عن إهتمام بعض المخرجين بالعمل على هذه التقنية بشكل حصري في أفلامهم، وأبرز هؤلاء المخرجين هو المخرج كريستوفر نولان، المعروف لإخراجه كل من interstellar ، dunkirk وآخر ما قام بإخراجه TENET والذي صور أيضاً بتقنية IMAX :https://www.youtube.com/embed/e2sgmES50s0?feature=oembed
إذا لماذا عليّ أن تجربة هذه التقنية ؟
عملياً إن كان الفيلم قد تم تصويره بتقنية IMAX فمن الأفضل طبعاً مشاهدته بذات التقنية التي يريدها المخرج، كما أن هذه التقنية ستوفر لك عرض بدقة عالية جداًَ، وبألوان ونمط سينمائي ممتع، مع نظامها الصوتي المميز الذي سيجعلك تنغمس في تفاصيل الفيلم، لربما قد تلاحظ أن النظام الصوتي الفريد في صالات العرض يسمح لك بسماع أصوات الإنفجارات وأصوات همسات الأشخاص في ذات الوقت.