كتاب مصوّر لنادي صقاري الإمارات باللغتين العربية والإنجليزية
ابوظبي في 8 سبتمبر/وام/ ضمن فعاليات المعرض الدولي للصيد والفروسية أبوظبي 2005 يقيم نادي صقاري الإمارات بالتعاون مع مؤسسة الإمارات للإعلام معرضاً ضخماً للصور تحت عنوان / معرض زايد العطاء/.
وبهذه المناسبة فقد أصدر النادي كتيباً شاملاً عن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان باللغتين العربية والإنجليزية بعنوان / زايد .. الصقار الأول / كتقدير ووفاء للشخصية العالمية المرموقة في مجال الحفاظ على البيئة والحياة الفطرية وصون تراث الآباء والأجداد وسوف يتم توزيع الكتيب خلال فعاليات المعرض على كبار الشخصيات وآلاف الزوار العرب والأجانب .
ويضم معرض/ زايد العطاء / لوحات تراثية جميلة توثق بالصور الفوتوغرافية والمتحركة لمسيرة الخير والعطاء التي قادها وحققها الشيخ زايد رحمه الله على مدى عقود طويلة من الزمن وما بذله من جهود ضخمة في سبيل تحقيق التنمية الشاملة لدولة الإمارات في كافة المجالات .
ويقول السيد محمد الخالدي المشرف على المعرض أن هذا المعرض يشتمل على صور نادرة للشيخ زايد رحمه الله تُبرز أفكاره التي حققت العديد من المشاريع التي سبقت بها دولة الإمارات معظم دول العالم ومنها تحقيقه للمسيرة الخضراء وتحويله الصحراء إلى جنة على الأرض ورعايته لمجالات التعليم والصناعة والدفاع والإسكان وكافة المناحي التي تهم المواطن الإماراتي .
وإضافة لذلك فهناك قسم آخر يوثق للشهادات والأوسمة والجوائز التي منحت للشيخ زايد من الدول والمنظمات والهيئات العربية والعالمية والنهوض بدولة الإمارات حتى أصبحت في مصاف الدول المتقدمة .
وقد صمم معرض / زايد العطاء /بطريقة فنية فريدة وعلى مساحة 416 متراً مربعاً تعكس مدى الحرص على جماليته ونجاحه وسهولة الاطلاع على كافة محتوياته وأخذ اللقطات التذكارية من قبل الآلاف من الزوار المتوقعين حيث تعرض اللوحات المُضاءة بأسلوب مبتكر استخدمت فيه كافة أنواع التقنية والحرفية في هذا المجال .
كما يشتمل المعرض على قسم خاص يبين اهتمامات الشيخ زايد رحمه الله الخاصة بالرياضات التراثية كالصيد بالصقور وسباقات الخيل و الهجن مع عرض صور نادرة وقصائد للشيخ زايد في أهمية ممارسة هوايات الصيد والفروسية التي برع فيها وحرصه الكبير على توريث هذه الرياضات العريقة للأجيال القادمة من خلال حماية وصون الأنواع حيث تُبرز الصور جهوده المتفانية في حماية الحياة البرية بكافة أنواعها على نحو غير مسبوق في العالم .
وجاء في الكتيب الذي أصدره نادي صقاري الإمارات // أن العالم قد نُكب بفقد صاحب بصيرة نافذة ورؤية ثاقبة لن تستشرف أبعادها الحركات الداعية للمحافظة على الطبيعة إلا بعد فترة طويلة . حيث يعد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الرائد الأول للصقارين وحماة البيئة ولد وعاش نصيراً للطبيعة وقد كان اشتهار مبادئه وذيوع صيته في هذا المجال إيذاناَ ببداية عصر جديد. وبالرغم من ولادته في بيئة صحراوية قاسية فقيرة من شبه الجزيرة العربية حيث يستعين البدو على معيشتهم بالصيد إلا أن زايد ومنذ حداثة سنه استشرف الحاجة إلى إحداث توازن بين الحفاظ على التراث العريق للصقارة والصيد بالصقور وبين التأكد من بقاء الصقور وطرائدها في البرية على المدى البعيد .
وقد توصلت رؤيته المتفردة إلى ما عرفه حماة الطبيعة المعاصرين لاحقاً الصيد المستدام وبذلك فإن الشيخ زايد لم يسبق جيله فقط لكنه تفوق بمراحل بعيدة على دعاة حماية الطبيعية العالميين. وبمنتصف الثلاثينيات من القرن الماضي أصبح الشيخ زايد الصقار صاحب الفضل الأول في المحافظة على الطبيعة من منطلق رؤية شاملة تهدف لبناء المجتمعات الصديقة والحياة الفطرية. وعلى المستوى الاجتماعي جسد زايد بلا منازع الصورة المثالية للصقار العربي، وذلك لصدق حدسه ومعرفته الواسعة بالطبيعة، مما مكنه من الفوز بإعجاب أفراد مجتمعه وحبهم //.
ويؤكد كتيب نادي صقاري الإمارات أن زايد أدخل جانباً إنسانياً في مفاهيم رياضة الصيد بالصقور التي اعتبرها تراثاً لا يقدر بثمن.
وبمواصلة شغفه بالصقارة نمت مهارات الشيخ زايد الفائقة والمنقطعة النظير كما وصفها بذلك المكتشف البريطاني السير /ولفيريد ذيسجير الذي شاركه الصيد قبل خمسين عاماً ماضية .
واعتبر الكتيب أن الشيخ زايد مثل لدعاة حماية الطبيعة قيماً خالدة من منطلق قناعاته وتجاربه. لقد أحب الطبيعة والحياة البرية على نحو غير مسبوق عبر عنه الصحافي البريطاني المشهور باتريك سيل الذي قابله في عام 1965م في مدينة العين حينما كان حاكماً لها فقال: /إن الشيخ زايد يعرف كل حجر وكل شجرة وكل طائر يصل إلى منطقته. وفوق كل ذلك فهو يدرك أهمية المحافظة على كل نقطة ماء ويحسن استثمارها وهو شغوف بزراعة الأشجار/.
وفيما يتعلق بوسطه الاجتماعي فإنه لا ينظر للصقارة كرياضة فردية مجردة وإنما يعتبرها فرصة للرفقة والأنس. وعلى غير ما جرت عليه العادة في بلدان العالم الأخرى فإن الصقارة العربية ممارسة اجتماعية.
ولمهارته في الصقارة على طريقته الخاصة أصبح قريباً من قلوب مواطنيه وعقولهم. لقد كانت صلة المودة التي ربطته بشعبه إحدى أسباب تلك المحبة والشهرة التي لم يحظ بها قائد آخر في المنطقة بأسرها والأمر الفريد والمدهش في الشيخ زايد -الرجل والمناصر للطبيعة- أنه ذو مقدرة على المحافظة على قيمه ومعتقداته وبعد أن أصبح رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة تحقق على يديه وبجهوده اتحاد دولة الإمارات فإنه لم يركن إلى بريق الحياة الحديثة ولم ينحنِ تحت وطأة المسؤوليات الجسيمة التي ألقيت على عاتقه. وقد كان ظهور الاتحاد علامة على عصر جديد حيث تمكن فيه الشيخ زايد رحمه الله من توسيع نطاق اهتمامه بالطبيعة والبيئة على المستوى الوطني والتشريعي بإقامة المؤسسات البيئية المختصة ومستشفيات الصقور ونادي صقاري الإمارات وبرنامج زايد لإطلاق الصقور ومراكز إكثار الحبارى في أبوظبي والمغرب.
وقبل الاتحاد كان زايد – طيب الله ثراه – شحذ رؤاه المتقدمة حول المحافظة على الطبيعة منذ أوائل الستينات. وعلى سبيل المثال فقد أعد في الوقت المناسب تماماً لعملية تم فيها أسر زوجين من المها العربي لتكون تلك الحيوانات نواة لإنشاء قطيع محمي ومتكاثر في الأسر من هذا النوع المنقرض من البرية. والآن وبعد 40 عاماً من ذلك التاريخ وصل العدد إلى ما يزيد عن اربعة الاف من المها العربية في مناطق محمية من دولة الإمارات العربية المتحدة وتوجد العديد من تلك الحيوانات في المحمية الطبيعية التي أقامها في جزيرة صير بني ياس والتي تضم إلى جانب المها العربي المئات من الأنواع الأخرى المهددة بالانقراض مثل الغزلان العربية والمها معقوفة القرون.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كتاب مصوّر لنادي صقاري الإمارات باللغتين العربية والإنجليزية
A-AA+ابوظبي في 8 سبتمبر/وام/ ضمن فعاليات المعرض الدولي للصيد والفروسية أبوظبي 2005 يقيم نادي صقاري الإمارات بالتعاون مع مؤسسة الإمارات للإعلام معرضاً ضخماً للصور تحت عنوان / معرض زايد العطاء/.
وبهذه المناسبة فقد أصدر النادي كتيباً شاملاً عن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان باللغتين العربية والإنجليزية بعنوان / زايد .. الصقار الأول / كتقدير ووفاء للشخصية العالمية المرموقة في مجال الحفاظ على البيئة والحياة الفطرية وصون تراث الآباء والأجداد وسوف يتم توزيع الكتيب خلال فعاليات المعرض على كبار الشخصيات وآلاف الزوار العرب والأجانب .
ويضم معرض/ زايد العطاء / لوحات تراثية جميلة توثق بالصور الفوتوغرافية والمتحركة لمسيرة الخير والعطاء التي قادها وحققها الشيخ زايد رحمه الله على مدى عقود طويلة من الزمن وما بذله من جهود ضخمة في سبيل تحقيق التنمية الشاملة لدولة الإمارات في كافة المجالات .
ويقول السيد محمد الخالدي المشرف على المعرض أن هذا المعرض يشتمل على صور نادرة للشيخ زايد رحمه الله تُبرز أفكاره التي حققت العديد من المشاريع التي سبقت بها دولة الإمارات معظم دول العالم ومنها تحقيقه للمسيرة الخضراء وتحويله الصحراء إلى جنة على الأرض ورعايته لمجالات التعليم والصناعة والدفاع والإسكان وكافة المناحي التي تهم المواطن الإماراتي .
وإضافة لذلك فهناك قسم آخر يوثق للشهادات والأوسمة والجوائز التي منحت للشيخ زايد من الدول والمنظمات والهيئات العربية والعالمية والنهوض بدولة الإمارات حتى أصبحت في مصاف الدول المتقدمة .
وقد صمم معرض / زايد العطاء /بطريقة فنية فريدة وعلى مساحة 416 متراً مربعاً تعكس مدى الحرص على جماليته ونجاحه وسهولة الاطلاع على كافة محتوياته وأخذ اللقطات التذكارية من قبل الآلاف من الزوار المتوقعين حيث تعرض اللوحات المُضاءة بأسلوب مبتكر استخدمت فيه كافة أنواع التقنية والحرفية في هذا المجال .
كما يشتمل المعرض على قسم خاص يبين اهتمامات الشيخ زايد رحمه الله الخاصة بالرياضات التراثية كالصيد بالصقور وسباقات الخيل و الهجن مع عرض صور نادرة وقصائد للشيخ زايد في أهمية ممارسة هوايات الصيد والفروسية التي برع فيها وحرصه الكبير على توريث هذه الرياضات العريقة للأجيال القادمة من خلال حماية وصون الأنواع حيث تُبرز الصور جهوده المتفانية في حماية الحياة البرية بكافة أنواعها على نحو غير مسبوق في العالم .
وجاء في الكتيب الذي أصدره نادي صقاري الإمارات // أن العالم قد نُكب بفقد صاحب بصيرة نافذة ورؤية ثاقبة لن تستشرف أبعادها الحركات الداعية للمحافظة على الطبيعة إلا بعد فترة طويلة . حيث يعد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الرائد الأول للصقارين وحماة البيئة ولد وعاش نصيراً للطبيعة وقد كان اشتهار مبادئه وذيوع صيته في هذا المجال إيذاناَ ببداية عصر جديد. وبالرغم من ولادته في بيئة صحراوية قاسية فقيرة من شبه الجزيرة العربية حيث يستعين البدو على معيشتهم بالصيد إلا أن زايد ومنذ حداثة سنه استشرف الحاجة إلى إحداث توازن بين الحفاظ على التراث العريق للصقارة والصيد بالصقور وبين التأكد من بقاء الصقور وطرائدها في البرية على المدى البعيد .
وقد توصلت رؤيته المتفردة إلى ما عرفه حماة الطبيعة المعاصرين لاحقاً الصيد المستدام وبذلك فإن الشيخ زايد لم يسبق جيله فقط لكنه تفوق بمراحل بعيدة على دعاة حماية الطبيعية العالميين. وبمنتصف الثلاثينيات من القرن الماضي أصبح الشيخ زايد الصقار صاحب الفضل الأول في المحافظة على الطبيعة من منطلق رؤية شاملة تهدف لبناء المجتمعات الصديقة والحياة الفطرية. وعلى المستوى الاجتماعي جسد زايد بلا منازع الصورة المثالية للصقار العربي، وذلك لصدق حدسه ومعرفته الواسعة بالطبيعة، مما مكنه من الفوز بإعجاب أفراد مجتمعه وحبهم //.
ويؤكد كتيب نادي صقاري الإمارات أن زايد أدخل جانباً إنسانياً في مفاهيم رياضة الصيد بالصقور التي اعتبرها تراثاً لا يقدر بثمن.
وبمواصلة شغفه بالصقارة نمت مهارات الشيخ زايد الفائقة والمنقطعة النظير كما وصفها بذلك المكتشف البريطاني السير /ولفيريد ذيسجير الذي شاركه الصيد قبل خمسين عاماً ماضية .
واعتبر الكتيب أن الشيخ زايد مثل لدعاة حماية الطبيعة قيماً خالدة من منطلق قناعاته وتجاربه. لقد أحب الطبيعة والحياة البرية على نحو غير مسبوق عبر عنه الصحافي البريطاني المشهور باتريك سيل الذي قابله في عام 1965م في مدينة العين حينما كان حاكماً لها فقال: /إن الشيخ زايد يعرف كل حجر وكل شجرة وكل طائر يصل إلى منطقته. وفوق كل ذلك فهو يدرك أهمية المحافظة على كل نقطة ماء ويحسن استثمارها وهو شغوف بزراعة الأشجار/.
وفيما يتعلق بوسطه الاجتماعي فإنه لا ينظر للصقارة كرياضة فردية مجردة وإنما يعتبرها فرصة للرفقة والأنس. وعلى غير ما جرت عليه العادة في بلدان العالم الأخرى فإن الصقارة العربية ممارسة اجتماعية.
ولمهارته في الصقارة على طريقته الخاصة أصبح قريباً من قلوب مواطنيه وعقولهم. لقد كانت صلة المودة التي ربطته بشعبه إحدى أسباب تلك المحبة والشهرة التي لم يحظ بها قائد آخر في المنطقة بأسرها والأمر الفريد والمدهش في الشيخ زايد -الرجل والمناصر للطبيعة- أنه ذو مقدرة على المحافظة على قيمه ومعتقداته وبعد أن أصبح رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة تحقق على يديه وبجهوده اتحاد دولة الإمارات فإنه لم يركن إلى بريق الحياة الحديثة ولم ينحنِ تحت وطأة المسؤوليات الجسيمة التي ألقيت على عاتقه. وقد كان ظهور الاتحاد علامة على عصر جديد حيث تمكن فيه الشيخ زايد رحمه الله من توسيع نطاق اهتمامه بالطبيعة والبيئة على المستوى الوطني والتشريعي بإقامة المؤسسات البيئية المختصة ومستشفيات الصقور ونادي صقاري الإمارات وبرنامج زايد لإطلاق الصقور ومراكز إكثار الحبارى في أبوظبي والمغرب.
وقبل الاتحاد كان زايد – طيب الله ثراه – شحذ رؤاه المتقدمة حول المحافظة على الطبيعة منذ أوائل الستينات. وعلى سبيل المثال فقد أعد في الوقت المناسب تماماً لعملية تم فيها أسر زوجين من المها العربي لتكون تلك الحيوانات نواة لإنشاء قطيع محمي ومتكاثر في الأسر من هذا النوع المنقرض من البرية. والآن وبعد 40 عاماً من ذلك التاريخ وصل العدد إلى ما يزيد عن اربعة الاف من المها العربية في مناطق محمية من دولة الإمارات العربية المتحدة وتوجد العديد من تلك الحيوانات في المحمية الطبيعية التي أقامها في جزيرة صير بني ياس والتي تضم إلى جانب المها العربي المئات من الأنواع الأخرى المهددة بالانقراض مثل الغزلان العربية والمها معقوفة القرون.
رابط فيديو على اليوتيوب:
اشترك في القناة الرسمية لتلفزيون سما دبي: https://bit.ly/SamaDubaiYT شاهد المزيد من قناة تلفزيون سما دبي: http://Awaan.ae لمشاهدة المزيد من عام زايد : http://bit.ly/2t3uLfd عام زايد | مصور الشيخ زايد السيد محمد الخالدي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وثق مسيرة نهضة الإمارات ورحلات المغفور له حتى وفاته
محمد الخالدي «بوراكان»..34 عامــاً بالصوت والصورة مع زايد
المصدر:
- أبوظبي ـ مصطفى خليفة
التاريخ: 21 مايو 2018
العظماء لا يرحلون لأنهم يتركون من طيب ذكرهم ما يبقى خالداً أبد الدهر، وتتناقل الأجيال سيرتهم غضّة حيّة كما لو أنهم يعايشونها لحظة بلحظة..
والمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، كان قامة إنسانية باسقة، يفوح عطره على كل من عاصره، فأصبحت يومياته معهم كنزاً ثميناً يتناقلونه بين أبنائهم وأحفادهم ميراثاً عزيزاً يستقون منه ما يهتدون به في الحياة..
هذه صفحة يومية لأناس عاصروا الشيخ زايد بن سلطان يروون أحاديث الفكر والقلب والوجدان ممزوجة بعبق المحبة الغامر.
محمد الخالدي الملقب بـ «بو راكان» المصور الخاص للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ـ طيب الله ثراه ـ رافق الشيخ زايد 34 عاماً وشهد الكثير من الأحداث والمواقف التي مرت بمسيرة النهضة الحضارية للدولة، ووثق رحلاته وجولاته ومجالسه منذ عام 1970 وحتى وفاته.
قدم من الأردن إلى أبوظبي في عام 1970 لإنجاز مهمة محددة لمدة شهر واحد وهي تصوير رحلة قنص للشيخ زايد في باكستان، إلا أن الرحلة تأجلت لأسباب خاصة، فمكث في الإمارات طوال حياته حيث طلب منه الشيخ زايد أن يبقى في أبوظبي وأن يلتحق بالتليفزيون لتأسيس قسم السينما.https://platform.twitter.com/embed/index.html?dnt
ويعود «بوراكان» بالذاكرة إلى نحو 48 عاماً وبالتحديد في عام 1970 وهي المرة الأولى التي جاء فيها من الأردن، بناء على طلب من الدكتور محمد الخطيب الذي كان رئيساً لتليفزيون أبوظبي وكان يعرفه بحكم عمله في التليفزيون الأردني، ويتذكر بوراكان عندما وصل إلى المطار بالقرب من منطقة البطين واستقل سيارة سارت به عبر طريق طويل غير معبد محاط بالكثبان الرملية وعلى حافتي الطريق وضعت براميل لإرشاد السائقين حيث لا توجد إنارة أو أسفلت في هذا الوقت، إلى أن وصل إلى منطقه مدينة زايد في قلب العاصمة أبو ظبي.
يقول بوراكان: «نزلت من السيارة في ساحة يقام فيها عرس وكان الشيخ زايد ـ طيب الله ثراه ـ وعدد من الشيوخ والوزراء يجلسون بجواره ولم أكن أعرفه في ذلك الوقت، إلا أنهم جاءوا بكاميرا سينما وطلبوا مني تصوير الشيخ زايد والعرس، وعندما بدأت في التصوير لمحت الشيخ زايد تعلوه الهيبة والوقار، ويلوّح لي بيده بأن أقترب وعندما دنوت من سموه سألني عن أحوالي وعن بلدي وعندما أخبرته أنني من غزة وأعمل في التلفزيون الأردني سألني عن أسرتي وأبناء غزة بعد الاجتياح الإسرائيلي فأخبرته بأنني لم أتمكن حتى الآن من زيارتهم وهنا احتضنني وربت على كتفي بعد أن رأى الدموع في عيني.. وهذا الموقف لن أنساه ما حييت.
حس فني
كان الشيخ زايد ـ طيب الله ثراه ـ يمتلك حسّاً فنياً متعمقاً، يشعرك بأنه تعمق في دراسة فن التصوير التليفزيوني والفوتوغرافي فكان أحياناً يوجهني بالوقوف في مكان وزاوية معينة للتصوير وبعد مشاهدة الفيلم كنت أتعجب من قدرته ـ طيب الله ثراه ـ على اختيار الزاوية الأفضل للتصوير، وأذكر أن الشيخ زايد أراد أن يوثق رحلة لأبنائه الصغار في جولة على الجمال تنطلق من قصره في العين والسير باتجاه جنوب الخزنة، وكنت أحمل معي في ذلك الوقت كاميرا «بوليكس» تصور لمدة دقيقتين ونصف الدقيقة للفيلم الواحد، وكان، رحمه الله، يستقل سيارة وبصحبته مرافق عسكري واثنان من أصدقائه، وكنت أقوم بالتصوير وإذا بالشيخ زايد يتوقف ويطلب مني الصعود للسيارة، ويطلب من السائق التقدم إلى المقدمة ويقول لي انزل هنا وابدأ اللقطة بقدوم الجمال إلى أن تختفي، وتارة أخرى يطلب مني أخذ لقطة من مكان مرتفع لإظهار الأبناء وهم يمتطون الجمال وهكذا كنت في كل مرة أنفذ كل ما يطلبه مني وكان يشعرني بأنه مخرج متمرس وفي نهاية المطاف حصلت على فيلم من أروع ما صورت في حياتي.
ويتذكر بو راكان أن الشيخ زايد ـ طيب الله ثراه ـ استفسر منه ذات مرة عن أفضل أنواع الأفلام والكاميرات وأفضل الصور هل هي البعيدة أم المتوسطة أم القريبة التي تظهر الوجه فقط، فقلت: من المفترض أن يكون نوع الصورة بحسب الموقف الذي تعبر عنه، إلا أن أفضل الصور هي التي لا تكون بعيدة جداً أو قريبة جداً فضحك ـ رحمه الله ـ وقال: يعني أفضل الصور أوسطها.
وقال إن الشيخ زايد ـ طيب الله ثراه ـ كان يحب أن تكون الصورة واضحة المعالم والتفاصيل والأبعاد وأن تتضمن رؤية فنية، فلم تكن تعجبه الصور التي لا تتضمن تلك الأشياء، أو التي تنطوي على مبالغة في الإضاءة أو الظل.
وسألت بوراكان عن صورة شهيرة جداً للشيخ زايد ـ طيب الله ثراه ـ وهو يمتطي صهوة جواد أبيض، فقال هذه الصورة التقطت في لندن من قبل المصور محمد بدر، وأنا التقطت للمغفور له مجموعة من الصور المماثلة.
ويضيف بوراكان: كان الشيخ زايد ـ طيب الله ثراه ـ يعشق التصوير الفوتوغرافي وكنت أراه يحمل كاميرا صغيرة في رحلات الصيد أو في اسطبلات الخيول ويلتقط صوراً للخيل وللطبيعة، وكثيراً ما التقطت له صوراً وهو يحمل الكاميرا، وفي إحدى المرات أثناء تحليقنا بطائرة هليكوبتر فوق جزيرة صير بني ياس أخذ مني الكاميرا وظل يتابع الحيوانات في الجزيرة ويقول لي إن عدسات الكاميرا تقرب الصورة مثل «الدربيل» التليسكوب، وعندما قلت له هناك كاميرات حديثة بعدسات أكثر دقة فطلب مني إحضارها على الفور حيث كنا نصور في البداية بعدسات 240 أو 300 ملم ثم أحضرنا عدسات 500 و1000ملم.
ويتذكر بوراكان، الذي سلّم الأرشيف الوطني ما يزيد عن 57 ألف ساعة وثقت جولات ورحلات وأنشطة الشيخ زايد على مدار 34 عاما، يتذكر رحلات الصيد التي كان يرافق فيها الشيخ زايد ـ طيب الله ثراه ـ ويقول كان رحمه الله عندما نهم بتصوير الصيد يقول لي تذكر بوراكان أن لكل «هدّة» أي عملية صيد مراحل متسلسلة حتى يظهر الصيد مشوقاً وجميلاً للمشاهدين، فلا بد أن يبدأ تصوير الهدّة بخروج الطير من يد الصقار وتحليقه في الجو ثم تبدأ في تصوير المرحلة الثانية وهي «الروغ» أي مطاردة الصقر للفريسة وتنتهي اللقطة بالعزل أي تخليص الحبارى أو الفريسة من مقابض الصقر وبذلك تكون الهدة كاملة ومشوقة للمشاهد.
ويقول بو راكان كنا نحرص في المونتاج على تطبيق هذه المراحل وبالفعل كانت تحظى باستحسان المشاهدين عندما يتم بثها فور عودتنا من الرحلة التي كانت تستغرق من شهر إلى شهر ونصف فلم يكن في الإمكان في ذلك الوقت إرسال أو بث هذه الأفلام إلا بعد العودة من الرحلة.
مواقف إنسانية
تحدث محمد الخالدي عن الجانب الإنساني الذي كان يلمسه في شخصية الشيخ زايد فقال: كان، رحمه الله، يشع خيراً وبركة في حله وترحاله فإذا أقام في منطقة ما في أي مكان في العالم فلا بد أن يسأل عمن يسكن فيها وعن احتياجات السكان في هذه المنطقة، فإذا كان السكان يفتقدون إلى المياه الصالحة للشرب يأمر بحفر الآبار فوراً، وإذا كانوا يحتاجون للمساكن أو للمساجد أو العيادات طبية يأمر بإنشائها فورا.
كان، رحمه الله، يحب أن يستقر السكان في منطقتهم التي نشأوا فيها وأن يستغلوا كل الموارد المتاحة لتنميتها وتطويرها وتعميرها وكانت أياديه البيضاء تعطف على الجميع دون أن ينظر إلى دين أو عرق أو لون، حيث كان ينظر فقط بعين الإنسان لأخيه الإنسان. ويتذكر بوراكان موقفاً للشيخ زايد يلخص حكمته وبعد نظره الثاقب عندما نشب خلاف بين بعض القبائل في المناطق الشمالية على بئر مياه وحصلت مناوشات على أحقية البئر، وعندما علم الشيخ زايد بالأمر ذهب إلى هناك والتقى بالحكام، وقال: كيف نختلف على بئر مياه وننسى أن ندعو الله أن يرزقنا من فضله، وأمر على الفور بإرسال معدات الحفر من أبو ظبي وبدأت بحفر 10 آبار، 5 في كل جانب وحُلت المشكلة فوراً.
169 سداً
في منتصف التسعينيات أمر الشيخ زايد ـ طيب الله ثراه ـ ببناء 169 سداً في المناطق الشمالية والعين للاحتفاظ بمياه الأمطار وزيادة المياه الجوفية في الدولة ومنع هدرها في البحر، ويقول بو راكان كنت أسافر إلى المناطق التي تشيد فيها تلك السدود وأقوم بتصويرها بمعدل مرتين في الشهر حتى اكتملت جميعها وعندما كنا نقوم بعرضها في التليفزيون كنت أشاهد الشيخ زايد تغمره السعادة برؤية تلك السدود في التليفزيون وهي تحتفظ بمياه الأمطار.
سيرة ذاتية
ولد محمد الخالدي ونشأ ودرس في قطاع غزة وعندما أنهى دراسته الثانوية انتقل إلى القاهرة والتحق بكلية الفنون التطبيقية سنة 1968 بقسم التصوير السينمائي والفوتوغرافي وكان أول طالب من القطاع يلتحق بهذه الكلية التي كانت مخصصة لأبناء علية القوم في مصر آنذاك. ساهم بو راكان في تطوير العمل في تليفزيون أبوظبي منذ عام 1970 وأنشأ قسم السينما وقام بتدريب العديد من الكوادر الوطنية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصوّر الخاص للراحل الكبير يروي ذكريات قيام الاتحاد وجهود بناء الدولة
محمد الخـالدي: مسـيرة زايد مازالت متواصلة بالقوة نفسـها
المصدر:
- إيناس محيسن ــــ أبوظبي
التاريخ: 12 يناير 2018
على مدى 34 عاماً، استطاع المصور محمد الخالدي أن يسجل بعدسته مواقف وجوانب من حياة المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، موثقاً بذلك فترة مهمة في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة وتاريخ المنطقة ككل.
برلمان في البرذكر المصور محمد الخالدي، أن الشيخ زايد كان يحوّل رحلات الصيد إلى ما يشبه البرلمان المصغر، حيث يحرص على أن تجمع هذه الرحلات بين المسؤولين الرسميين في الدولة، وبين أشخاص من الشعب ومن طبقات مختلفة، ليستمع إلى الجميع ويتعرف إلى آرائهم ومشكلاتهم ومقترحاتهم أيضاً، وبناء على ذلك كان يتخذ الكثير من القرارات لحل قضايا الناس.زايد لم يكن يعرف المستحيلأشار المصور محمد الخالدي، إلى أن للشيخ زايد تجربة رائدة في مجال استصلاح الصحراء تحدى فيها آراء الخبراء الذين اجتمعوا معه في إحدى جلساته بمدينة زايد، حيث أكدوا استحالة استصلاح هذه الأراضي وزراعتها، لكنه نجح في تحويل هذه المناطق الصحراوية إلى مدن ومزارع مثمرة، حيث قام بزراعات تجريبية في المنطقة الغربية، وعقب نجاحها عممها على مستوى المنطقة بأكملها، واعتمدت التجربة على تسوية الكثبان الرملية وتثبيتها بطبقة من التراب الثقيل، ثم تقسيم المنطقة إلى مساكن شعبية ومزارع وطرق، لتبدأ عمليات استصلاح الأراضي وزراعتها، وأثمرت هذه الطريقة عن أكثر من 170 قرية توزعت بين محاضر ليوا، وهو دليل واضح على بعد النظر الذي كان يمتلكه الشيخ زايد وإيمانه بأنه ليس هناك مستحيل.المصور الخاص للشيخ زايد:– كلفني وهو في طريقه إلى المستشفى في أيامه الأخيرة بالذهاب إلى دلما وتصوير المشروعات العمرانية ومواقع العمل.– الشيخ زايد كان يتمتع بذكاء نادر، ويختار لكل منطقة في الدولة المشروعات المناسبة لطبيعتها الجغرافية.– الأب المؤسس كان يتسم بالبساطة وقدرة كبيرة على التواصل مع البسطاء وعامة الشعب.– كان يتعرف إلى الخيول والإبل والصقور الجيدة والقوية من شكلها بمجرد رؤيتها. |
وقال الخالدي، في حوار مع «الإمارات اليوم»، إن «المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، استطاع أن يصل بدولة الإمارات إلى مكانة مميزة لها بين دول العالم، ومازالت الدولة تتقدم لتحقق المزيد من التقدم والتطور، ورغم اختلاف الأساليب وفقاً لاختلاف العصر ومتطلباته، فإن المسيرة التي بدأها زايد مازالت متواصلة بالقوة والثقل نفسيهما، وما نشهده اليوم من تماسك الإمارات وقوتها وقدرتها بحنكة على تجاوز العواصف والأزمات التي ضربت العالم، والوصول إلى بر الأمان، بل والاستمرار في إنجاز العديد من المشروعات الضخمة، هو دليل على أن غرس زايد الطيب لا بد أن يكون نتاجه طيباً».
وأضاف أنه استطاع أثناء عمله بالقرب من المغفور له الشيخ زايد أن يسجل آلاف اللقطات والمواقف التاريخية، لكن يظل يوم إعلان قيام الاتحاد من أعظم وأهم الأيام التي مرت عليه، وعلى جميع من شهدوا هذا الحدث التاريخي، لافتاً إلى أن «قيام الاتحاد لم يكن وليد اللحظة لكنه تتويج لجهود مضنية بدأت عقب الانسحاب البريطاني من منطقة الخليج، حيث آمن المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بأنه لم يعد هناك مكان للدويلات الصغيرة، وتلك العبارة كان يرددها كثيراً في تلك الفترة، وهو ما دفعه لتكثيف جهوده مع حكام الإمارات المتصالحة في ذاك الوقت، والتي أسفرت عن قيام اتحاد بين أبوظبي ودبي كان بمثابة نواة لقيام دولة الاتحاد، الذي تواصلت بشأنه المداولات إلى أن تم إعلانه في الثاني من ديسمبر 1971، وهو التاريخ الذي كان نقطة تحول للإمارات والمنطقة».
وأضاف: «ستبقى لحظة إعلان قيام الاتحاد من اللحظات التاريخية التي لا تتكرر في حياة الإنسان، وستظل كل تفاصيلها حاضرة في ذاكرة من عاصر هذا الحدث، سواء بتواجده في المكان ضمن الحضور الذي ضم حشداً كبيراً من رجالات الدولة في ذاك الوقت، وعدداً من الخبراء في الحقوق والقانون الدولي الذين تولوا وضع الصياغة القانونية للاتفاقات، أو متابعته عبر وسائل الإعلام المختلفة، حيث حرص العديد من رجال الإعلام ومراسلي الصحف العرب والأجانب على تغطية الحدث المهم، وكنا نشعر بسعادة تغمرنا ونحن نرقب ونصور حكام الإمارات وهم يجتمعون حول طاولة الاجتماعات عقب توقيع الاتفاق وقد ارتسمت على وجوههم السعادة بالإنجاز الذي تحقق، وباختيار الشيخ زايد رئيساً للدولة، وباختيار المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، نائباً للرئيس رئيساً للحكومة، ثم خروج الحكام إلى ساحة القصر لتصل ذروة السعادة مع مشهد رفع علم الإمارات، الذي تم الاتفاق عليه وقتها أيضاً، ليعلو لأول مرة في التاريخ ساريته معلناً قيام دولة الإمارات العربية المتحدة».
احتفالات شعبية
وأشار الخالدي، إلى أن «الاحتفال بقيام الاتحاد لم يكن رسمياً فقط، فإلى جانب ما نقلته وسائل الإعلام في مختلف أنحاء العالم، كان البسطاء من أهل الإمارات يحتفلون على طريقتهم الخاصة».
وتابع أنه «بمجرد إعلان قيام الاتحاد انطلق مع عدد من الإعلاميين المعروفين، منهم محمد القدسي وعبدالمنعم سلام ومصطفى شردي، لتغطية احتفالات السكان وفرحتهم التي انعكست في الرقصات الشعبية التي ملأت الشوارع، وتم تسجيل هذه الاحتفالات بكاميرات الفيديو، وعلى مدى أيام واصل الفريق تنقله في مختلف أنحاء الإمارات دون أن يشعر بالتعب، رغم صعوبة العمل وثقل حجم الكاميرات وضخامتها وضعف إمكاناتها في ذاك الوقت».
وأكمل: «احتفالات الإمارات باليوم الوطني في السنوات التالية لم تفقد زخمها وألقها، بل تجاوزت محليتها وتحولت إلى احتفالات ذات طابع عربي، حيث شهدت مشاركات واسعة من شخصيات عامة وسياسيين وفنانين عرب».
وقال الخالدي: «بعد وضع أسس الدولة بدأت مرحلة جديدة من البناء والإنجازات، وانطلقت جهود تخطيط المدن وتطوير المناطق السكنية، بمد الطرق وبناء السدود، إذ أمر الشيخ زايد، رحمه الله، ببناء مساكن شعبية للمواطنين، وإقامة كل المرافق الخدمية بالقرب منها، مثل المدارس والمستشفيات والمزارع لتوفير الأمن الغذائي، وهي قاعدة جديدة أرساها الراحل الكبير، وحرص على تطبيقها في كل التجمعات السكانية التي كان يقيمها في الإمارات، حرصاً منه على راحة المواطنين والمقيمين والتسهيل عليهم».
وأضاف أن «المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، كان يتمتع بذكاء نادر، واستيعاب كبير لطبيعة الحياة في المنطقة، ويحرص على أن يختار لكل منطقة من الدولة المشروعات التي تتناسب مع طبيعتها الجغرافية لتوفير العيش الكريم لسكانها، فاهتم بإنشاء الموانئ في المنطقة الساحلية، وتوفير مراكب الصيد وورش إصلاح القوارب والشباك وغيرها من أدوات ومعدات الصيد، أما المناطق الجبلية فعمد فيها إلى بناء السدود للاستفادة من مياه الأمطار بدلاً من ضياعها في البحر، وهو ما أسهم في رفع منسوب المياه الجوفية، كما أمر باستصلاح الأراضي وإقامة مزارع هناك باستخدام الطمي الذي كان يتواجد خلف السدود».
وقال الخالدي، الذي شغل أيضاً منصب مدير إدارة الإنتاج السينمائي في مؤسسة أبوظبي للإعلام، إن «الشيخ زايد، طيب الله ثراه، إلى جانب ما كان يتمتع به من صفات القيادة، كان يتسم بالبساطة وقدرة كبيرة على التواصل مع البسطاء وعامة الشعب، وكان يولي اهتماماً كبيراً للجولات التي كان يقوم بها لتفقد أحوال الشعب ومتابعة سير العمل في المشروعات التنموية التي يأمر بتنفيذها، وكانت هذه الجولات تتم دون أية ترتيبات مسبقة، وقد تشمل الجولة الواحدة أكثر من منطقة في مختلف مناطق الدولة، وهي عادة حافظ عليها حتى في أيام مرضه».
وتابع: «كثيراً ما كان الشيخ زايد، طيب الله ثراه، يكلفني بزيارة المشروعات العمرانية ومواقع العمل وتصويرها بكاميرات الفيديو ليطلع على ما تم فيها، وخلال الأيام الأخيرة من حياته، رحمه الله، شعر بالتعب وكان في طريقه إلى المستشفى لإجراء فحوص، واتصل بي هاتفياً وطلب مني الذهاب إلى جزيرة دلما ومتابعة سير العمل في المشروعات العمرانية التي أمر بها هناك، وأن أسجل كل ما يجري بكاميرات الفيديو ليرى بنفسه ما تم إنجازه، وبالفعل ذهبت إلى دلما في الفجر، وتنقلت بين المشروعات كافة وعددها 23 مشروعاً لتطوير المنطقة وإمدادها بالخدمات، وقدمت له الأفلام ليراها ويطمئن على تواصل الإنجازات».
وأشار الخالدي، إلى «تمسك المغفور له الشيخ زايد بالتراث بكل أشكاله، وكان يهتم اهتماماً خاصاً بصيد الصقور، وكان يمارس هذه الرياضة بكل مراحلها بنفسه، ويقوم برحلات صيد في باكستان وكينيا ومالي، أو داخل الدولة في منطقة بينونة». وأضاف: «كان، رحمه الله، يمتلك ذكاء فطرياً وفراسة نادرة حتى إنه كان يتعرف إلى الخيول والإبل والصقور الجيدة والقوية من شكلها بمجرد رؤيتها، وخلال رحلات الصيد كان يقوم بفحص الصقور كلها، وإطلاق أسماء عليها، وكان يختار أقواها وأفضلها ليصطاد به، ويستطيع أن يعرف كل صقر ويسميه باسمه، كما كان حريصاً على ترسيخ حب التراث والارتباط به في نفوس أبنائه منذ طفولتهم حتى يكون جزءاً أصيلاً من شخصياتهم، لذا كان كثيراً ما يصطحبهم في رحلات الصيد التي كان يقوم بها».