مويسس سامان يصوّر “عقول محتلّة” في فلسطين
2018-11-11
الخوف، والاضطراب، والفقدان، والموت، والخسارة، والتشرد، والعيش تحت التهديد، ظروفٌ عادةً ما تقود البشر إلى فقدان صوابهم واضطراب أرواحهم أو الدخول في اكتئاب عميق وسوداوية كبيرة، قد تفضي بكثيرين إلى الانتحار. الفلسطينيون يعيشون يومياً ضمن هذه الظروف، من دون أن يعرفوا رفاهية زيارة الطبيب النفسي، فماذا يحدث لأرواحهم وأنفسهم، وماذا يلحق بها؟
في محاولة لإلقاء الضوء على أثر الاحتلال على الصحة النفسية للفلسطينين، تقيم منظمة “أطباء بلا حدود” معرضاً بعنوان “عقول محتلة” يتواصل حتى نهاية الشهر الجاري في مقهى “فن وشاي” في عمّان.
المعرض يضم أعمالاً فوتوغرافية للمصور الإسباني الأميركي مويسس سامان، الحائز على جائزة ماغنوم العالمية للتصوير، وفيه يوثق مجموعة من لحظات المرضى الذين يتلقون الرعاية النفسية في الخليل، إثر تعرضهم لعنف الاحتلال الإسرائيلي المباشر أو من خلال تلقي العنف والتضييق من حولهم.
التقط سامان معظم صوره في جمعية الرعاية الصحية العقلية لسكان الخليل التي انطلقت عام 2001، وقد اعتنت هذه الجمعية بـ 6400 مريض في عام 2018 وحده، كما التقط صوراً أُخرى من أجواء الحصار على الفلسطينين وحياة العنف والترهيب اليومي التي يعيشونها، إلى جانب صور لأطفال من مخيم العروب.
يشتمل المعرض على 36 صورة فوتوغرافية باللونين الأبيض والأسود وستة أشرطة فيديو قصيرة تستعرض قصص خمسة مرضى واختصاصية نفسية في منظمة أطباء بلا حدود.
وتنوّعت الشخصيات التي ظهرت في الصور بين أبٍ عاجزٍ بعد أن أُصيب برصاص جنود إسرائيليين، كما تظهر نساء يعانين من الخوف والكوابيس بعد اعتقال أطفالهن.
عن تجربته كتب سامان الذي سبق أن وثّق صوراً من الحرب الأهلية في العراق العام 2006: “هذه المرة الأولى التي أزور فيها الخليل. وأكثر ما أدهشني هو مدى انتشار تأثير الاحتلال الإسرائيلي في كل مكان بالفعل، فذلك يؤثر بشكل فعلي على كل جانب من جوانب حياة الناس. والقصص الموجودة هي قصص فردية، ولكن معاناتهم جماعية على مرّ الأجيال”.