شام الروح 2
١٠ يونيو ·
“القديميسة”.. ريف القدموس
تقع قرية “القديميسة” في منطقة ذات أهمية تاريخية تدل عليها الآثار المكتشفة، التي تؤكد قيام حضارات قديمة فيها، إضافة إلى أهمية الموقع من الناحيتين الطبيعية والجغرافية.
هي منطقة جميلة جدا” تنتمي إلى جبال القدموس الغربية، وتتنوع فيها التضاريس تنوعاً لافتاً وجذابا” ذات اطلالة ساحرة بين مرتفعات جبلية وأودية، كما أن طبيعة المناخ البارد والماطر شتاءً والمعتدل صيفاً، ساهمت في غنى وتنوع الغطاء النباتي الطبيعي، كالسنديان والبطم وبعض أنواع النباتات ذات الفائدة الطبية، كالزوفا والزعتر وغيرهما.
تقع قرية “القديميسة” إلى الغرب من مدينة “القدموس”، وهي تابعة لها من الناحية الإدارية، وتبعد عنها مسافة تقدر بنحو أربعة كيلو مترات، كما أنها تتوسط مجموعة قرى ومزارع، نذكر منها: قرية “الفنيتق” من جهة الشمال، وكل من قريتي “كرم التين” و”بيت المرج” من جهة الغرب، ومن جهة الجنوب مزرعة “المدايا” و”الجوبة”، أما من جهة الشرق، فتحدها مزرعة “حدندوش” و”القدموس”،
علماً أن مزرعتي “المدايا” و”حدندوش” تعدّان من المزارع التي تتبع لها إدارياً، كما يقدر عدد سكان القرية بنحو ألفي نسمة، وفيها خمس حارات عدا المزارع، ومن أبرز عائلاتها: “عبود”، و”ديوب”، و”مظلوم”».
يعتمد أهالي القرية على الزراعة بوجه رئيس، وتعدّ محاصيل التبغ والقمح والزيتون رئيسة والأكثر أهمية، هذا إضافة إلى اعتمادهم زراعة أنواع من الأشجار المثمرة، أهمها التفاح والإجاص والتين والكرمة والرمان، كما يعتمدون زراعة بعض المحاصيل الحقلية حول المنازل.
على الرغم من توافر عدد من الخدمات كشبكة الكهرباء وشبكة مياه الشرب، وخدمات الهاتف والإنترنت، لكن هناك نقصاً في جوانب خدمية أخرى، فمثلاً شبكة الصرف الصحي لا تخدم إلا واحدة فقط من حارات القرية، مع استمرار معاناة الأهالي في باقي الحارات، أيضاً على الرغم من وجود طرق رئيسة معبدة، إلا أن أغلب الطرق زراعية وهي كثيرة الوعورة وبحاجة إلى تخديم وتعبيد لتسهيل وصول الأهالي إلى أراضيهم الزراعية والعودة منها، كما أن الطرق التي تربطها مع المزارع المجاورة بحاجة إلى تعبيد، خاصة الطريق المؤدي إلى مزرعة “المدايا”، ولهذا الطريق أهمية خاصةً لأنه يربط قطاعين جغرافيين أحدهما بالآخر، لكونه يصل طريق عام “بانياس” بناحية “حمام واصل” مباشرة من دون الحاجة إلى المرور بمدينة “القدموس”،
وفي القرية أيضاً مدرستا تعليم أساسي حلقة أولى وثانية، أما المرحلة الثانوية، فيضطر الطلاب إلى دراستها في مدارس القرى المجاورة أو مدارس مدينة “القدموس”.
يوجد في القرية عدة خرائب أثرية، وفي الجهة الجنوبية الغربية منها، وعلى بعد كيلو متر واحد من القرية ضن منطقة حراجية تحيط بها الأراضي الزراعية، ويتم الوصول إليها سيراً على الأقدام، تم العثور على أكوام حجرية مجمعة في أكثر من مكان بعضها مشذب، وتدل على استيطان قام في المكان نفسه، لكن لم يتم تحديد الفترة الزمنية نتيجة عدم وضوح المعالم الذي سببته كثافة الأحراش. كما عثر على عدد من المدافن العائلية، منها وسط القرية، ومنها موجود ضمن المجرى المائي بالقرب من بيت “مظلوم”، منحوتة في الصخر الطبيعي، ومدفن عائلي آخر بالقرب من مقامات “القديميسة”، نحت أيضاً بالصخر الطبيعي وله بوابة ذات إطار قوسي منحوت يعلوه نقش صليب، وحسب الدلائل فإن المدفن يعود إلى الفترة البيزنطية.
أما تسمية “القُديميسة”، فهي تصغير لكلمة “القدموس”، وهو أحد الآلهة الفينيقية، الذي يعني الأول أو السابق، وجاء في تاريخ “سورية” أن “قدموس” تعني القادم، وفي “القديميسة” تلفظ القاف المضمومة ساكنة للتخفيف.
أما عن الطبيعة الجغرافية للمنطقة، فهي منطقة تنتمي إلى جبال “القدموس” الغربية، وتتنوع فيها التضاريس تنوعاً لافتاً، بين مرتفعات جبلية وأودية، كما أن طبيعة المناخ البارد والماطر شتاءً والمعتدل صيفاً، ساهمت في غنى وتنوع الغطاء النباتي الطبيعي، كالسنديان والبطم وبعض أنواع النباتات ذات الفائدة الطبية، كالزوفا والزعتر وغيرهما