المبدع العماني خالد الرواحي Khalid Al Rawahi..
الجذر الأصم في معادلة الفنون البصرية..
بقلم المصور : فريد ظفور.
- فنان متألق يناجي القمر الضوئي..يمتطي صهوة الكاميرا بجموح العاشقين..والريشة حوله تزمجر بالحنين..والفرشاة تلتقط أغصان حروف الأبجدية ..لتقدم شكلاً زخرفياً إبداعياً..تنهدت الجبال البصرية شوقاً..سقط البدر على صفحة وجه الماء شامة بيضاء يعربية..وقد لاح من بعيد وجه المبدع المتفرد العظيم..فتعالوا معنا نزين الساحات ونقدم الورود ونصنع القلادات لتكون وشاح من الفل والياسمين والجوري ..فأهلاً بضيفنا على متن طائرة رحلة الفوتوغرافيا العربية..الفنان العماني خالد الرواحي..
- خريف شمس الفنان خالد الرواحي خجولة..يحييها مطرخفيف يتسلل من سماء نيلية صافية في أغلب الأحيان..وحين أسدلت فصول السنة ستار منتصف فصل الخريف..مع بدايات الألفية الثانية يبزغ نجم الفنان خالد الرواحي..التشكيلي والخطاط والمصور الضوئي..في وقت تربعت السلطنة عرش الفوتوغرافيا العربية بثلة من المبدعين الهواة والمحترفين..الراغبين في التحليق بجناحي الفوتوغرافيا العالمية الضوئية..في ظل بنية تحتية تزداد وتزدان عاماً بعد عام بالفوز والتفوق والريادة.. ويلعب دور الريادة الدعم الحكومي و الجمعية العمانية للتصوير الضوئي التي قدمت ملتقى عمان الدولي للتصوير.ومعرض تدشين فريق بهلاء للتصوير الضوئي ومعرض مسابقة مربع الدولية ومعرض مسابقة الشباب..وغيرها الكثير من النشاط الضوئي..
- كل هذا بفضل أعضائها وإدارتها وعلى رأسهم جهود المصور الفوتوغرافي أحمد البوسعيدي، مدير الجمعية العمانية. الذي يعتبر إن تطور فن التصوير أسهم في تطور السينما، وأحدث نقلة نوعية في عالم التصوير في الكاميرات والمعدات المستخدمة.وأيضاً الزيارات للسلطنة و الجهود المقدمة من المصور الإيطالي ريكاردو بوسي رئيس الاتحاد الدولي لفن التصوير الضوئي (FIAP)..- علاوة على إستضافة السلطنة لكوكبة من المبدعين الفوتوغرافيين العرب والأجانب..
- وللصباح الفيروزي عند الفنان خالد الرواحي.. المغمس بفنجان القهوة العربية الأصيلة..و هي مشروب ساخن، ويتدرج لونها من الأصفر (الأشقر) إلى الأسود فالبنيّ، حسب درجة تحميص حبوب القهوة، ومكوناتها كوبان من الماء البارد. ثماني حبات من الهيل المدقوق. نصف كوب من حبوب البن المحمصة والمطحونة.ويشتهر بها أهل شبه الجزيرة العربية والعراق وبلاد الشام ومصر وتتميز بأنها مرة .وكانت بدايتها من اليمن.كالقهوة اليمنية بالزنجبيل والقهوة الإماراتية الأصيلة والقهوة السعودية بالتوابل وبماء الورد و بالهيل والزعفران ومنها قهوة الشعير وكريمة القهوة ..وأما حكاية عشقه لأعمال الأخوين الرحباني وللمطربة اللبانية فيروز..فهو طقس من بلاد الشام بإمتياز.. فقد غنت المبدعة فيروز للحب والطفولة والعشق والشتاء والصيف والوطن ولم تغني لحاكم أو رئيس او ملك.نسمع أغانيها فنعود بالذاكرة إلى طفولتنا وأحلامنا البريئة ، ولعلها عندما تغني للحب بصوتها الملائكي الدافيء تتدفق منها الأحاسيس الرائعة وتدخلنا في عالم من الأحلام الرومانسية ..
- فمن كلمات وألحان:سيد درويش .طلعت يا محلا نورها..شمس الشموسة يللا بنا نملاها و نحلب لبن الجاموسة..وكذلك أغنية: زوروني كل سنة مرة حرام تنسوني بالمرة..
- يا بو الميجنا ..ومن كلمات:الأخوين الرحباني .وألحان:من التراث ..الميج بو الميج يا بو الميجانا أعراسنا غناني و هوا و حب و هنا.
- وكذلك أغنية: مرمر زماني يا زماني مرمر.. مرمرتني لا بد ما تتمرمر..
- بكتب أساميهن كلمات و ألحان:الأخوين الرحباني ..بتقلّي بتحبّني ما بتعرف قدّيه ما دامك بتحبّني ليه دخلك ليه.ومن طرائف كلمات الأغاني زيارة الأخوين رحباني وفيروز لأحد الكتاب ليكتب لها أغنية..وكان مكانه ضيق ومكتظ بالضيوف..وسألته فيروز أين نجلس يازين ..فرد عليها الشاعر الزجّال زين شعيب أحد مؤسسي فرقة « زغلول الدامور» الشعبية….سمرا ياأم عيون وساع والتنورة النيلية ..مطرح ضيق ..ما بيساع رح حطك بيعيني..حتى يقول : «يا عيني ع هالعينين العَ دنية ورد انفتحوا و كيف ما التفتوا عالميْليْن.. قلوب قلوب بينفتحوا»…فقال الأخوين وفيروز خلاص..هذا هو مطلع الغنية أكملها فيما بعد..ولن نستطيع الغوص في أغاني ومسرحيات وأعمال فيروز والتي عشق أغانيها كما عشق فنجان القهوة.. الفنان خالد الرواحي ..
- رسم المبدع الفنان خالد الرواحي بأنامله الفنية حروفًا استحالت صوراً فنية، سخر فيها قلمه وفرشاته ليسطر لنا أحرفاً من ذهب في تشكيلات وتكوينات جميلة وزخارف عربية إبدعية..
- و من أشهر المدارس التعليمية قديماً.المدرسة النزوانية والمدرسة الرستاقية..
- ويعتبر الخطاط العُماني سالم بن خلفان البلوشي.. من أشهر أساتذة الخط العربي بالسلطنة.وهو الخطاط الذي أعاد نسخ المصحف العماني المكتوب بخط اليد.
- وأيضاً الخطاط العماني الفنان أحمد علي المقبالي ..الذي يحول الحروف إلى صور فنية بديعة..وغيرهم الكثير.
- وأما الفن التشكيلي الذي كان الضلع الثالث في مثلث الإبداع عند الفنان خالد الرواحي.. الفن هو حرفة الابداع في حياة الانسان والفن هو فلسفة التعامل مع الضوء واللون والتنويع بين هذه الأدوات، وتتفاوت النسبة لقيام الجمال في العمل الفني طبقا للقواعد الفنية أو للخطط المعدة مسبقا في ذهن الفنان، وذلك لتفاوت القدرة الابداعية لدى الفنان، ومن هنا تأتي خصوصية الفنان وتميزه والتي يحددها معيار التأثير والتأثر بالبعد الانسان والتجارب الفنية المختلفة.فالفن هو كل شي ء مبتكر ومعبر، وكل ما هو جديد وجميل هو فن.والرسم كان رحلة الطفولة ورحلة المستقبل عند الفنان خالد الرواحي..والفن لغة راقية تحتاج الى وعي خاص يدرك ويقبض على أصول الإبداع والأداء الفني، ويحتاج الى سيطرة وتحكم ماهرعلى الأدوات والمعدات وإمتلاك تقنيات العمل الفني، فالفنان يسعى الى تقديم رؤيته ورؤاه في اللوحة التشكيلية ذاتها، وهكذا فإن الفن صنعة للتدريب المنهجي والواعي لصياغة لغة فنية تشكيلية بصرية جديدة نابعة من طاقة إبداعية خلاقة تسهم في تطوير الإنسان وتعميق مفاهيم الحياة عبر الفن البصري والفن التشكيلي.ومن أشهر التشكيلين العمانيين أحمد بن سعيد العدوي..والفنان سعيد العلوي..و الفنان أنور سونيا والفنانة التشكيلية مريم الزدجالية والفنان يوسف النحوي..وغيرهم من المبدعين والمبدعات..
- يعتبر الإيقاع الفني الثلاثي المشارب لأعمال الفنان خالد الرواحي..لحن فني بصري عرفناه عنه منذ تمام تكوينه البنيوي والفني من دورة الإبداع حيث نصغي إلى أجمل موسيقى سمفونية هارمونية بأعماله ..هو ملحنها وعازفها ومؤلفها ومؤطرها..لأنه يشدو بعدسته وفرشاته وقلمه وريشته دائماً بلحن الحب والأمل والحياة..يقدم الفنان خالد الرواحي أغنية الحب والعشق لفن البورترية..فيجد ضالته في قراءة وجوه البشر وإسقاطها زمانياً ومكانياً..فنقرأ ضحكات البراءة والطفولة وأخاديد الزمن في تجاعيد الكهول وكبار السن..علاوة عن تفهمه لكل أنواع الإضاءة وتدرجات اللون الأحادي والتدرجات اللونية الطيفية السبعة..إضافة لما يتحفنا به من كوادر وتشكيلات وتكوينات بصرية إبداعية جميلة عن المناظر الطبيعية الجميلة المتنوعة في سلطنة عمان..فالحوار التي تنتظم كوادره ومفرداته إنتظاماً بديعاً يرخي بظلاله اللطيفة على سير الأعمال الفنية ويخدم تصاعدها الدرامي البصري..فيجعل المتلقي أو المتابع أو المشاهد لأعماله الفنية متلهفاً لساعة اللقاء المشهود بين اللوحة والمتلقي لها..متعطشاً للفكرة التي يقدمها..التي ترقى بالأحاسيس إلى الفضاءات السرمدية..لأن العشق والحب للفن بين المبدع الفنان خالد الرواحي وعشاق فنه يتصف بالحرارة الملتهبة والديمومة الدائمة والمستمرة بالعطاء..لأن عشق الفن والفنان لفنه ينطلق من أسر الغريزة ليعيش في آفاق العفة..ويفلت من تقلب الأهواء ليتقلب في خلود العواطف وديمومتها..والفنانين هم العذريون الذين دعاهم الجمال وأغرتهم اللذة وثارت في نفوسهم الشهوات الإبداعية الفنية..ولكنهم إنعتقوا من هذه الشهوات وإنصرفوا عن هذه اللذائذ وتحصنوا بالعفة..فلم يخشوا التعبير عن عواطفهم..مادامت البراءة تغلفها والعفة تحميها..فإنطلقوا يغنون عواطفهم وتألقهم وينشدون آلامهم وآمالهم..
- – ولا يسعنا بعد هذا التقديم إلا ان نتضامن مع إبداعات أبناء السلطنة الأعزاء والأعمال القيمة التي قدمها الرواحي ونتمنى له كل الإزدهار والتقدم والنجاح في المستقبل ..فقد كان بحق المبدع العماني الفنان خالد الرواحي يمثل الجذر الأصم في معادلة الفنون البصرية التشكيلية والتكوينية العربية..
* المصور : فريد ظفور..-10-10-2020م
ـــــــــــــــــــــــــــــــ ملحق مقالة الفنان خالد الرواحي ـــــــــــــــــــــــــــ
Khalid Al Rawahi
خالد سعيد الرواحي
خطاط ومصور وفنان تشكيلي
عضو في مرسم الشباب والجمعية العمانية للفنون التشكيلية
حائز على السعفة الذهبية (المركز الأول ) في ملتقى الفنون البصرية في الدوحة لعام ٢٠١٥
حائز على المركز الثالث في مجال الخط العربي في المسابقة السنوية في السلطنة لعام ٢٠١٢
حائز على عدة جوائز في مجال التصوير في محور البورتريه ( الوجوه )
رسالتي تتمحور حول أن الفن هو فطرة إنسانية ومن خلالها نستطيع أيصال رسالتنا الى جميع البشر دون ترجمة وذلك لتوحد المفاهيم حول تلك الفطرة شريطة ان تكون رسالتنا عامة وليست محصورة لجهة معينة.
هدفي نشر التذوق الفني من خلال تخصصاتي ليكون عاملا جاذبا كي ننظر الى أفق أوسع رحب.
المحور الذي اجده معبرا عن رسالتي هو تصوير الوجوه( البورتريه).