التصوير في الجبال العالية علي رؤوس القمم وفي المنحدرات يحتاج عادة إلي إلمام بتسلق الجبال ومن هنا برزت قدرات المصور ( بونينغتون ) في التصوير ضمن هذه الظروف باعتباره أحد أشهر متسلقي الجبال في بريطانيا وأحد الذين جعلوا من التصوير الضوئي ضرورة قصوى في بعثات التسلق .
البداية بالنسبة له كانت خلال دراسته حيث نمت معه هواية التسلق ، يومها لم تكن فكرة التصوير واردة ومع دخوله للجندية صادف أن أرسل إلي ألمانيا وهناك شعر انه لابد له من ممارسة هوايته في جبال الألب وحتى يعود إلي وطنه بصور تذكارية عن تحديه لهذه الجبال أشتري آلة تصوير ليجمع بين هوايتين ممتعتين في وقت واحد : التصوير وتسلق الجبال .
ولان زوجته كانت فنانة تشكيلية فقد ساعدته في إعطاء أهمية أكبر للتصوير ودفعته ليكون أكثر إدراكا من الناحية البصرية مما ساهم كثيرا في رفع اهتماماته الفوتوغرافية . وعندما أصبح مصورا متميزا بلقطاته الجريئة كلفته صحيفة ( الدايلي تلغراف ) بصور ملونة حول تسلق الجبال كما قامت هذه الصحيفة بتمويله لالتقاط صور جديدة حول تسلق قمة ( إيغز ) .
كان هناك في هذه البعثة مجموعة من المصورين ومعظمهم من المشهود لهم بالقدرة العالية لكن أحدا منهم لم يكن باستطاعته بلوغ منتصف الطريق باتجاه قمة ( إيغز ) وهذا هو سبب تفوقي عليهم بالحصول علي صور أفضل
بعد هذا النجاح تحول فجأة إلي مصور معروف بالمغامرات وأرسل إلي مواقع جديدة بينها بركان الإكوادور النشط والإقفار الثلجية لجزيرة – بافين .
في منتصف فصل الشتاء ذهبت للصيد مع رجال الإسكيمو في هذه الجزيرة علي عربات تجرها الكلاب وهناك وجدنا أنفسنا بمواجهة معضلة هائلة حيث درجة الحرارة المنخفضة إلي حد غير معقول .
كان ( بونينغتون ) وقتها يعمل بكاميرات من نوع ( نيكون ) و ( لايكا ) ورغم أن الأخيرة مجهزة للعمل في ظروف باردة جدا لكن غالبا ما كان الفيلم عرضة للتلف مما أضطره إلي إخفاء آلة التصوير تحت سترة الفرو التي يرتديها بين الوقت والآخر ، وكان يعمل بواحدة ويخفي الأخرى لتأخذ قسطها من الدفء حفاظا علي الفيلم من التمزق .