علي نفنوف مع د.عبير حاتم
٥ سبتمبر ٢٠١٤م ·
تعد مدينة طرطوس المدينة الثانية من حيث الأهمية على الساحل السوري وتشغل المحافظة القسم الجنوبي من إقليم الساحل حيث تحدها من الشمال محافظة اللاذقية، وجنوباً حدود الجمهورية اللبنانية.
تمتد المدينة بشكل مغزلي على شاطئ المتوسط، وكان اسمها انطرادوس في العهد الفينيقي، وأصبح اسمها طرطوزا أيام بيزنطة، واعتمدها الصليبيون مرفأً وقاعدة لتموين جيوشهم وانطلاق تحركاتهم، وبقيت كذلك إلى أن حررتها قوات صلاح الدين الأيوبي عام 1188م، ومنذ ذلك الوقت لا تزال بقايا الأسوار والأبراج في أحيائها القديمة، والأزقة الضيقة التي تتراصف البيوت المتصدعة على جانبيها.
تحتوي طرطوس القديمة أيضاً على الكاتدرائية، أهم الأوابد الأثرية فيها، والتي تم تحويلها إلى متحف، ضم العديد من آثار العهود القديمة في سورية. أما القلعة التي تقع في الزاوية الشمالية الغربية من المدينة بجوار شاطئ البحر، فتتألف من ثلاثة أسوار تتخللها ممرات معقودة، كانت تسهم في حمايتها، ورممت مرات عديدة في مراحل مختلفة، وفيها اليوم المقاهي والمطاعم العديدة.
وقد نمت المدينة الحديثة وتوسعت نحو الشرق وبنيت وفق أساليب عمرانية حديثة وظهرت فيها الأحياء الحديثة والمنشآت العامة والخدمية.
وتعد طرطوس أيضاً عنواناً لمعلمين أثريين هامين من معالم سورية ألا وهما جزيرة أرواد، وهي مملكة أرادوس الكنعانية، وتبعد 2 كم بحراً عن الساحل. وهناك أيضاً عمريت المدينة الأثرية جنوبي طرطوس التي يستكمل الآن اكتشافها وتعد أثراً مهماً يدلل على أهمية سورية ودورها التاريخي.