Saad Fansa
سأبوح لأول مرة بسر حقيقي يتعلق بي كمصور هاوٍ لفن التصوير الانساني .. وقف أمام عدستي رؤساء دول وقادة وملوك وأمراء وزعماء …
كما التقطت عدستي الناس والطفولة وصغار الكسبة في الحي والشارع والمدرسة والمتحف وموقف الباص .. اضافة الى عملي الاساس في تصوير الاثار وتوثيق القطع المتحفية .
والعدسة لمن لايعلم كشاف في علم النفس .. تكشف – أحيانا – طبيعة الانسان .. غروره …أوحياؤه .. او ارتباكه .. عندما يلمح شعاع العدسة غير المنظور وهو مصوب نحوه ..
بلا فخر وقف امام عدستي بعض أجمل نساء العالم على الاطلاق .. ولا أهتم مطلقا باستعراضهم اليوم، بعضهن اصبحن امهات او غدون ممثلات شهيرات .. ومن يعرفني في وقت مضى يعرف حقيقة مَنْ ..أقصد ..
ولازلت متشككا بأنني كنت مصورا أكثر من كوني كاتبا …
مايهمني ان أقوله في هذه السطور .. لقد كشفت بعدستي حقائق نفسية بعيدة .. عن دأب الانسان لاصطناع صورته المغايرة لحقيقته .. او دعوني أقول سعيه لإخفاء مكنوناته السرية التي يمكن لعين صاحب عدسة التصوير ان تلمحها .. بحدة .. وحذق ..
بالرغم من أنني لم اعمل مصور (بورتريه ) في استوديو تصوير تجاري لمراقبة وتسجيل نماذج متنوعة من البشر .. الا انني كنت افضل اصطياد مشاهدهم الاكثر تميزا وانفعالا صادقا دون ان يكونوا ملتفتين الى عدسة التصوير ..وتمكنت عبر هذه الطريقة من التقاط أكثر المشاهد روعة للانفعال الانساني في أشد حالاته تعبيرية .. وهي مدرسة فنية برع فيها المصور الفنان جورج عشي بعدسته (التلي فوتو) وكان استاذ فن الشارع بامتياز شهادتي عنه كمصور شاب خلال طلعاتنا سوية منذ عقود مضت ..
ما يمكنني قوله بصراحة أكبر :
تكمنت عبر عدسة آلة التصوير من ادراك روحية جديدة للبشر بنوازعهم المتردية او صفاتهم المترفعة..
ولا يمكنني ان ادعي أي موقف فاضح تجاه أقنعتهم او نفاقهم او ترقيع ثغرات أرواحهم … الا فيما يخص الكارثة السورية البينة وجريمة العصر المرتكبة أمامهم وبحق تاريخهم ومستقبلهم …
أما كل هذا الاسفاف الذي يكتب ويقال اليوم عن المثلية الجنسية والتصنيف الاخلاقي حوله .. ودعاة الشرف والنزاهة والعفة حول مواضيع النسوية الانثوية… ماهو الا عملية احتيال بطريركية على الشرف الانساني الاكبر بالموقف وطريقة التفكير والمحاكمة العقلية لكل هذه الجرائم الخطيرة التي مرت عليكم ..
والمرآة أمامكم وهي مثل عدستي تفصح عنها أحيانا .. كلمتي .. !!