مصورون سعوديون يطالبون بتأسيس جمعية للتصوير الفوتوغرافي
المصورون السعوديون تجاوزوا حدود اللغات وحواجز الثقافات للوصول للعالمية
تحقيق – عطاالله العمراني تغيير الخط خط النسخ العربي تاهوما الكوفي العربي
استطاع المصور السعودي أن يشق طريقه رغم وعورته فارضاً نفسه وبقوة في هذا المضمار الواسع بتناغم بين العدسة والضوء مازجاً الأطياف الضوئية مع المشهد الحي والذي تلعب فيه زاوية الالتقاط دوراً مهماً تجعلنا نرى بعين هذا الفنان الباحث عن مكنونات الجمال في كل ما هو محيط به ليوظفها فناً رائعاً جاعلاً العدسة أداته وريشته التي يرسم بها متجاوزاً حدود اللغات وحواجز الثقافات متخطياً كل عائق ليسجل اسمه في المحافل الدولية والعربية.. فعندما يكون الحديث عن التصوير الضوئي نابعاً من وجود واكتشاف الذات الإنسانية وبيئتها بتفاصيلها فإننا لن نذهب بعيداً في مناطق الفن دون المرور بالكثير من الأسماء والمواهب السعودية التي أخذت على عاتقها هذا الفن الراقي وتطويره فنجد الفنان السعودي اعتمد على قدراته الخاصة حيث وظفها بحكمة في تطوير أدواته الفنية “ثقافة اليوم” حاورت عدداً من الفنانين والفنانات الفوتوغرافيين لنتعرف أكثر حول واقع التصوير الفوتوغرافي السعودي.
في البداية تحدثت الفنانة الفوتوغرافية نها آل غالب العضوة في عدد من الاتحادات الدولية للتصوير والحاصلة على العديد من الجوائز الدولية فتقول: الفنان السعودي وضع بصماته عالمياً أكثر منها محلياً والدليل أن الفنان السعودي وجد نفسه عالمياً في أرض خصبة تلبي طموحاته ولا ننكر دعم الفنانين إعلامياً ومعنوياً من قبل الإعلام والجمعيات السعودية ولكن طالما الفنان السعودي يتحمل كل الإمكانيات المادية في فن التصوير المكلف جداً جداً ولا يجد دعماً مادياً من قبل المهتمين أو الشركات أو غيره لا يمكن أن يكون هناك تفاؤل بمستقبل باهر للأجيال القادمة، على الأقل الفنان السعودي يحفر من صخر لإثبات وجوده ولحبه لهذا الفن والذي يمكن أن يكون استثماراً كبيراً فهناك معوقات وصعوبات تواجهنا أثناء التصوير وهي التنقل في بعض الأماكن وسهولة المواصلات للوصول إلى بعض الأماكن السياحية لا توجد شركات سعودية للسياحة الداخلية تسهل عملية التنقل وترتيب الرحلات والمعلومات للتصوير كذلك عدم وجود دليل سياحي عربي واضح يبرز مناطق المملكة.
عوائق تواجه المصور السعودي:
وعن مشاركة المصور السعودي في المهرجانات الفنية الدولية يحدثنا الفنان عبدالله بن أحمد الحمدان فيقول: لا نسمع عن مسابقة دولية إلا ونجد مجموعة من المصورين السعوديين فازوا بها.
ولكن القضية التي يجدر التنبيه إليها أن جل هؤلاء الفائزين شاركوا بطرقهم الخاصة، وتكفلوا بالمصاريف من ميزانياتهم الخاصة، دون أن تكون هناك (جهة) أو (مؤسسة) تتولى تعريفهم بهذه المسابقات، وتنسق اشتراكهم بها، وتتكفل بكل أو بعض رسومها، مع أنه في مثل هذه المشاركات رفعة لبلدنا الحبيب، وخدمة له في مجال من أرفع مجالات الفنون. ويبرر الفنان الحمدان أسباب تأخر تطور الحركة الفوتوغرافية السعودية شيوع القول بتحريم التصوير إلى زمن قريب، وحين أخذ بحوازه كثيرٌ من كبار علماء السعودية نشطت الحركة التصويرية، وبدأ هذا الفن الرفيع يأخذ ما يستحقه من اهتمام وعناية. إلا أن العوائق ما زالت تواجه المصور فمنها الجانب الأمني.. فمع أن الأنظمة سمحت بالتصوير في الأماكن العامة إلا أن بعض رجال الأمن لم يصلهم هذا القرار، أو لعله وصلهم فلم يستوعبوه جيداً كذلك العادات والتقاليد حيث إن المجتمع لم يتعود على أن يمشي رجل في الشارع ومعه كاميرا، ولذلك ينظر إليك البعض نظرات فيها شيء من الريبة، والبعض يخشى أن تصور محارمه فتجده يتجادل معك وأنت لم تقترب منه أصلاً!، على حين أنك حين تمشي بكاميرات في الخارج تجد من يطلب منك تصويره. إضافة إلى كل ما سبق قلة النقاد: وأقصد بهم النقاد الفنيين للصورة.. فأنت ربما تلتقط صورة فتعجبك رغم أنها مليئة بالأخطاء الفنية فلا تجد من ينصحك إلا من خلال الإنترنت.
ومن هذا المنطلق نناشد المسؤولين في وزارة الثقافة بإنشاء جمعية متخصصة للتصوير الفوتوغرافي تقوم هذه الجمعية بالخطوات بعقد الدورات المنهجية لهذا الفن، وإعطاء شهادات الالتقاء بكبار المصورين محلياً وعالمياً. توفير المراجع المهمة في هذا المجال.. وإقامة رحلات داخل المملكة وخارجها للتصوير. أيضاً إقامة الورش التصويرية وتبادل الخبرات بين الشباب من خلال لقاءات أسبوعية أو نصف شهرية.
من جانبه يضيف الفنان محمد المؤمن والحاصل على المركز الأول في قسم الحياة البرية في مسابقة البحار العربية لهواة التصوير البيئي والتي أقيمت في دبي في شهر ديسمبر 2006بقوله: أنا كمصور سعودي أواجه مشكلة في إخراج الكاميرا في الأماكن العامة رغم تنظيم التصوير الرسمي من قبل الهيئة العليا للسياحة ونحن في السعودية بحاجة إلى تأسيس جمعية للتصوير الفوتوغرافي ما نأمله من هذه الجمعية هو ما توفره جميع الجمعيات المتخصصة في العالم من دورات ومركز لقاءات وورش ومعارض وكذلك تنظيم الدخول إلى المسابقات الدولية بطريقة عادلة. وأعتقد أن المستقبل الفوتوغرافي كبير في السعودية وذلك لثلاثة عوامل. أولها دخول الكاميرات الرقمية في عالم التصوير. وثانيها انخفاض أسعار المعدات الأساسية في التصوير وصغر حجمها في الآونة الأخيرة. وثالثها الإقبال والحماس الكبير من الشباب على هذه الهواية بسبب وجود جماعات الهوايات “الافتراضية” على الإنترنت.
مشكلة الواسطة:
أما الفنان محمد السويح بسبب التصوير وقع في إحدى المشاكل مع رجال الأمن والتي سبق وأن نشرت عبر جريدة “الرياض” فيقول: كلفت من قبل جهة عملي لالتقاط بعض الصور الفوتوغرافية لمواقع أثرية في محافظتي المجمعة لغرض المشاركة في أحد المعارض المقامة. فلو كان هناك وعي بين المجتمع بأهمية التصوير الفوتوغرافي والتوثيق للمواقع الأثرية لما وقعت في مثل هذه المواقف وعن المشاركات في المسابقات أو المعارض التي تجتهد بعض الجهات في إقامتها نعاني من عدم وصول مشاركاتنا أو قبولها والمشكلة التي نعاني منها هي الواسطة.. فبعض الأعمال تدخل المعرض وهي أقل مستوى من الأعمال الأخرى وبعض الفنانين لديهم صور احترافية رائعة ولا تقبل والسبب “الواسطة” فلو كانت هناك جمعية للتصوير الفوتوغرافي يشرف عليها أكاديميون مؤهلون وتشرف بشكل مباشر على مثل هذه المسابقات لكان هناك إنصاف ودعم للمواهب في الاستمرارية والنجاح.
المهرجانات متنفسنا الوحيد:
ورجح الفنان سعد بن عبدالله القاسم غياب الوعي الفوتوغرافي لدى العامة والناس من المجتمع المحيط بالهواة والمحترفين من الأسباب التي تواجه المصور خصوصاً في السعودية. مضيفاً بأن وجود جمعية للتصوير الفوتوغرافي بات مطلباً مهماً في هذا الوقت فهي مثل البيت الذي يضم أكبر شريحة تهتم في هذا المجال كأسرة واحدة. وهي المفتاح الأول لممارسة الأنشطة بكافة ألوانها. وكل الذي آمله وانتظره من الجمعية دعم الحركة الفوتوغرافية في المملكة العربية السعودية ودعم كافة النشاطات التي تهتم بها الدولة رعاها الله عن طريق الجمعية. والتي سوف تساهم في ظهور شريحة متميزة في مجال التصوير الفوتوغرافي تنافس وتتطلع نحو العالمية إضافة إلى نشر الثقافة الفوتوغرافية على كل من طرق باب هذا الفن وازدياد الوعي الفوتوغرافي لدى العامة والهواة والمحترفين ونحن نجد في المهرجانات فرصة كبيرة لا تعوض بممارسة هذه الهواية وخصوصاً بعد تجهيز المهرجان بكافة مستلزماته فنجد مثلاً في مهرجان الجنادرية التراث العريق وعرض الحروف اليدوية.. إلخ وهناك أيضاً مهرجانات العيد والاحتفالات كل هذه تساعد على تطبيق بعض الفنون التي يزاولها الفنان وكل ما توفرت البيئة بتجهيزاتها كل ما ساعدت على الظهور بأفضل مستوى.
تحدّ مع الواقع:
الفنان عيسى الحمودي والحاصل على عدد من الجوائز العربية والدولية والتي كان آخرها في ألمانيا وقطر يقول: الطبيعة والبيئة واختلاف التضاريس في بلادنا توفر لهواة التصوير أرضاً خصبة لممارسة هذه الهواية ولكن وجود بعض العوائق كالوعي وعدم وجود جهات رسمية متخصصة في مجال التصوير الفوتوغرافي تشرف عليها وزارة الثقافة تهتم بتنمية وصقل المواهب جعلت المصور السعودي في تحد مستمر مع الواقع الفوتوغرافي من أجل إثبات نفسه وبفضل الله استطاع المصور السعودي أن يكون حاضراً في المسابقات الدولية والعربية والدليل فوز سبعة مصورين سعوديين في مسابقة دولية وهي المهرجان العربي الأوروبي الثالث والذي أقيم العام الماضي 2006في ألمانيا.
سوف نثبت أنفسنا محلياً:
ومن جانبها تقول الفنانة وفاء بريمي: أنا كفتاة يصعب على أحيانا حمل الكاميرا والتقاط بعض الصور في الأماكن العامة وذلك بسبب نظرة المجتمع وعدم تفهمهم لهذه الهواية وغالباً التقط بعض الصور في الأماكن البعيدة عن المضايقات ورغم كل ذلك إلا أن هناك مصورات سعوديات حققن نجاحات كبيرة كالفنانة سوزان باعقيل والفنانة سحر الموسى وغيرهن الكثير ونتمنى أن نرى مستقبلاً زاهراً للحركة الفوتوغرافية في السعودية.
وترى الفنانة هتون أن عدم وجود معاهد أو مراكز نسائية متخصصة في مجال التصوير هو من الأمور التي تواجه المصورة خصوصاً من يسكنون في مناطق لا يوجد بها اهتمام بهذا الجانب.
وتمنت هتون أن يكون هناك أقسام خاصة في المعاهد والكليات التقنية تعلم فن التصوير فهو من جانب ينمي الموهبة وأيضاً يوفر فرص عمل للفتاة بفتح معامل واستوديوهات تصوير نسائية، في نفس الوقت أتساءل لماذا لا يكون هناك جمعية نسائية للتصوير الفوتوغرافي؟!