Saad Hashmi | HIPA
فوتوغرافيا
عدسة بلال تُعلن بيروت مدينةً تحترف الحياة
صورةٌ مليئة بالإنسانية في ظروفٍ متوحَشة للغاية، التقطتُ 6 صور فقط داخل مستشفى الروم، أهمّها صورة الممرِّضة البطلة “باميلا زينون” وهي تحتضن 3 أطفال خُدَّج لتعوِّضهم بعضاً من دفء حضّاناتهم بعد الانفجار الهائل الذي تسبَّبَ في أنهارٍ من الدم في المستشفى ! لقد نشرتُ هذه الصورة على حسابي في فيسبوك لأنها تعكسُ بطولة الإنسانية دون عناصر داميةٍ فيها ! رغم وجود عدة جثثٍ بالقرب منها، فلاحظتُ أن الصورة انتشرت عالمياً .. وقد أخبرتني “باميلا” لاحقاً شكرها لأنها اعتبرتها “صورة حياتها”. هذا ما قاله بلال جاويش، المصور اللبناني الصحافيّ في وكالة شينخوا الصينية، مُضيفاً: 16 عاماً من التصوير الصحافيّ والكثير من الحروب. أستطيع أن أقول .. لم أشاهد أهوالاً كالتي شاهدتها اليوم.
أما عن كواليس الحدث والصورة والفاجعة، فتقول “باميلا” بحسب “الأنباء الكويتية”: الجهاز الطبي في كل المستشفى أصيب بالهلع لحظة دويّ الانفجار الذي قذفني عصفهُ من غرفةٍ إلى غرفة مقابلة، لكن حكمة الله شاءت ألا أتأذّى جسدياً من أجل إنقاذ الأطفال الخمسة حديثي الولادة، فنهضت وركضتُ إليهم لإخراجهم من الحاضنات الاصطناعية، وإذ بالصدمة الكبيرة تنهالُ عليّ لدى رؤيتي حجم الدمار الذي لحق بقسم التوليد، فالجدران تفسّخت وتصدّعت وأسقف الحديد سقطت على الحاضنات وعلى الأرض والزجاج كما الأثاث تناثر في كل مكان، لم أتردّد بحمل ثلاثة أطفال، وفي لحظتها وصل إلي أبٌ لمولود جديد ومعه الطبيب المسؤول عن قسم التوليد “نديم حجل” اللذان اهتما بإخراج الطفلين الآخرين، وقد تمّ إنقاذ الأطفال الخمسة جميعاً ولله الحمد.
لقد أدمى الانفجار المؤسف قلوب الملايين حول العالم، لكن عدسة بلال نَجَحَت في تقديم صورةٍ للعالم مفادها “بيروت تنتصر دوماً على الموت .. بيروت مدينةٌ تحترف الحياة”.
فلاش
لبعض الصور صوتٌ أعلى من عشرات النشرات الإخبارية
جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي
www.hipa.ae