هنا فلسطين …
محمد نمر سرطاوي
هو خطاط وفنان تشكيلي فلسطيني، وهو معلم تربية فنية وخط عربي، شارك في العديد من المشاريع التربوية خاصة منها ما يعنى بتدريس الفنون لتعزيز مؤهلات الطفل، كما شارك في ورشات تعمل على تطوير المنهاج الفلسطيني.
شارك الفنان في العديد من المعارض الفنية تمحورت أساسا حول الهوية والتراث والثقافة الفلسطينية. كما قدم الكثير من المحاضرات والدورات التدريبية عمل خلالها على تكوين المربين على أساسيات الخط العربي والفنون التشكيلية.
في رصيد الفنان مجموعة قيمة من الشهادات والدروع.
انعكس تكوين الفنان الأكاديمي على مسيرته الفنية والتي جمعت بين فن التشكيل والخط العربي. وقد أحكم التصرف في تدرج الألوان وتناغمها، وعمل على التصرف في الإضاءة في علاقتها بالارتداد الضوئي وثنائية الملء والفراغ مما أكسبها أبعادا ثلاثية بكتلها وتموّجاتها فتبينا الأشكال مجسمة في اللوحات.
اشتغل الفنان على محامل مختلفة وبخامات وأساليب متنوعة وليصور لنا أبعادا فلسفية وإن بدت متباينة إلى أنها تقول هنا فلسطين.
فالمتجول بين لوحات الفنان الفلسطيني محمد نمر سرطاوي في معرضه هذا مع أكاديمية وتجمع فنانون بلا حدود يصافح فلسطين.إذ جعل منها نوافذ نطل من خلالها على أجمل التفاصيل وأبسطها في ذلك الوطن الحبيب، تفاصيل رغم بساطتها إلا أنها ذات رمزية عالية توثق للتاريخ والهوية والأصالة والتراث الفلسطيني العريق من خلال جوانب عدة نذكر منها:
الألبسة التقليدية الفلسطينية خاصة منها الأثواب المطرزة والتي يعمل على الفلسطينيون على المحافظة عليها مجابهة لمحاولات طمس التراث الفلسطيني والسطو عليه. وقد تنوع التطريز من ثوب إلى آخر مما يجعل العالم بالتراث الفلسطيني يميز الجهة التي ينتمي إليها ذلك الثوب أو من تتحلى به،يكثر التطيز الثوب الجنوبي في حين يغيب تاما عن ثوب المرأة الفلاحة بالمناطق وفي ذلك إحالة على انشغالها بخدمة الأرض ولا وقت لديها للتطريز، جعل الفنان ثوب المرأة المزارعة يصور تضاريس المنطقة من خلال ألوانه الخضراء والحمراء والترابية التي تعكس صورة الجبال والسهول، كما أن السرطاوي هنا لم يغفل عن اللباس التقليدي للرجل وأساسه الكوفية بما تحمله من رمزية.
إضافة إلى فن التطريز سلط الفنان الضوء في أعماله على حرف يدوية أخرى منها صناعة الخزف وصناعة الخيزران والقشيات والبوص والنقش على الخشب. كما عمل على إبراز شيء من جمال الهندسة المعمارية الفلسطينية العريقة.
اهتم الفنان بالجانب العملي في المجتمع الفلسطيني والذي كان فيه الحظ الأوفر للمرأة بمختلف تجلياتها وأعمالها وحالتها وحتى المرأة اللاجئة إثر الدمار.
وملخص القول فلسطين العزة مهما ضاقت الأحوال لا يخنع الفلسطيني ولا يستجدي بل يكسب قوته بجهد وكرامة وأنفة مستندا على المرأة عمود المجتمع.
بالتوفيق والسداد للأستاذ الفنان محمد نمر السرطاوي.
عاشت فلسطين حرة أبية.
( بقلم الفنانة التشكيلية والمصورة الفوتوغرافية والناقدة التونسية الأستاذة سعدية خذراني)