وصفحة من كتاب
~~~~~~~~~~
الملاءة اللف
الملاءة اللف والبرقع
والخلخال أشياء تميزت
بها بنت البلد المصرية، ولكن ما هوأصل الملاءة؟
من تتبعنا للنقوش المصرية القديمة نجد زيا للنساء يقترب شكله من الملاءة اللف وأحد هذه النقوش يرجع للأسرة الثامنة عشرة حيث ترتدى إحدى السيدات ثوبا يشد للناحية اليسرى بطيات كثيرة ويتدلى طرفها إلى أسفل. كما ان بعض تماثيل التناجرا المحفوظة في المتحف اليوناني الروماني بالأسكندرية عليها الهماتيون (رداء اشتهر في العصر الروماني) وهو شفاف وله طيات تشبه طيات ملاءة بنت البلد المصرية. وكانت بداية ظهور (الملاءة اللف) بشكلها المعروف منذ العصر العثماني فقد ذكر الجبرتي في كتابه (عجائب الآثار في التراجم والأخبار) انه كان يوجد بمصر العثمانية خانات ووكالات خاصة ببيع الملايات منها خان الملايات عند باب حارة الروم.
وقد خلط الكثيرون بين الملاءة والحبرة وهي الثوب الثالث في الزى كانت ترتديه المرأة عند خروجها في العصر العثماني والذي كان يسمى التزييره وهو مكون (السبلة والحبرة والبرقع) والسبلة ثوب فضفاض يكاد عرضه يعادل طوله وهو من الحرير الوردى أو البنفسجي أما الحبرة فهي قطعة كبيرة من قماش التفتاه توضع فوق الرأس فتغطى غطاء الرأس والملابس واليدين وكانت حبرة المتزوجات من الحرير الأسود اللامع أما غير المتزوجات فيرتدين الحبرة من الحرير الأبيض. أما الأستاذ سعد الخادم فيقول أن الحبرة تحولت إلى الملاءة الشعبية بعد النصف الأول من القرن الحالي فعلى الرغم من ستر الوجه بالبرقع فقد استغنت المرأة عن كثير من حشوات الملابس الداخلية واصبحت تشد الآزار وتجمعه في يدها بحيث ينطبق على بعض أجزاء من جسمها.
وفي متحف الفن الإسلامي بالقاهرة لا وجود للملاءة اللف بشكلها الحالي ولكن يوجد زي نسائي يحمل اسم الملاءة وهذا ثوب صوف أسود ويرجع تاريخه إلى القرن العاشر الميلادي من اقليم الفيوم كانت تلتحف به المرأة عند خروجها وهي مزخرفة بأشرطة عريضة تضم رسوم حيوانية حولها أشرطة من الكتابات التي تميز اقليم الفيوم كما أنها تنتهى بشراريب والملاءة اللف المعروفة لدينا يقول عنها أحمد أمين في قاموسه الخاص بالعادات والتقاليد ان الملاءة اللف كانت ترتديها المرأة من الطبقات الوسطى والدنيا وكانت تتخذها وسيلة من وسائل العياقة إذ تشدها على جسمها حتى تظهر تقاسيمه. وقد اشتهرت منطقة الغورية ببيع هذا الزى وكانت تشتريها السيدات في معظم أقاليم مصر لكن الآن لا يشتريها سوى سيدات الصعيد والباطنية والمدبح وكان ثمن الملاءة منذ ستين عاما كما يذكر التجار كبار السن (بـ 12 قرشا للملاءة القطن) أما (الحرير والتي كان يطلق عليها اسم التطريحة فكانت تباع بـ 17 قرشا بينما يصل الآن سعر الملاءة بين 22، 25 جنيها)
وكان قماش الملاءة يستورد من الخارج ولكن بعد الحرب العالمية الثانية اصبحت تصنع في دمياط الان. وكانت الملاءة مضرباً للمثل ومجالا لوصف الشعراء لها ولعل أشهر الشعراء الذين تغنوا بها الشاعر بيرم التونسي إذ يقول:
*أحب بن البلد من
فرط خفتها
هليود على بدعها
ما تجبش عصبتها
ولا بنات لندرة
تتلف لفتها
وفي قصيدة أخرى يقول :
*يام نص ملاية حرير
والنص بيطير
على الكتاف أنا عقلي
صغير غطى المرمر
~~~~~~~~~~
تحياتى للجميع
وصفحة من كتاب
( د. سمية حسن محمد إبراهيم) (العادات المصرية
القديمة في العصر الإسلامي)
(مكتبة غريب 1977)
(ص 75- 76)