– 57 –
لينا هويان الحسن صوتٌ قادمٌ
من أصفى البوادي السُّوريّة
تشرَّبَتْ بمذاقِ انبلاجِ السَّردِ
على مساحاتِ بوحِ الشَّرقِ والغربِ
تكتبُ حرفَها من وحي إغفاءَةِ اللَّيلِ
يموجُ خيالُها على هدهداتِ الصَّدى
تتوغَّلَ عميقاً في محرابِ التَّأمُّلِ
خيالٌ سيَّالٌ يندلقُ من رؤاها
ممتزجاً معَ حبقِ الحياةِ
تلتقطُ خيوطَ البوحِ من وشائجِ العمرِ
من أوجاعِ الحلمِ الغافي فوقَ طينِ الحنينِ
غير مبالية إلَّا برهافةِ حبرِ العطاءِ
حطَّ بها الرّحالُ في سماءِ بيروتَ
ضيفةً مسربلةً بهبوبِ نسيمِ البحرِ
مسترخيةً فوقَ أريكتها المخضَّبة بشهوةِ البوحِ
أحبَّتْ بيروتَ بكلِّ ما فيها من متاهاتِ الإبداعِ
انسابتْ دموعُها مدراراً معَ حبرِ الحرفِ
تجمَّدَ الدمُ في عروقِها من لظى الانفجارِ
كيفَ ستنسجُ إشراقةَ الحرفِ من لهيبِ النّارِ؟!
صبري يوسف