– 19 –
احتراقُ بيروت أضرمَ النَّارَ في حنجرةِ هبّة القوّاس
أنينٌ حارقٌ توغَّلَ في قلبِ هبة وهي تسمعُ دويَّ الانفجارِ
عانقَتْ ابنةُ صيدا نسائمَ البحرِ وعبيرَ الأزاهيرِ
غنَّتْ أعذبَ الألحانِ فوقَ مسارحِ بيروت
صوتٌ أوبرالي ينبعثُ من أعماقِها الرَّهيفة
محقَّتْ بمساحاتِ صوتها النّادرِ أوجاعَ لبنان
ورسمتْ بسمةَ أملٍ فوقَ ضفافِ الحنينِ
الموسيقى بلسمُ الرّوحِ وقاربُ نجاةٍ من هولِ الاشتعالِ
مراراً أطلّتْ من مخدعها على جموحِ البحرِ
تقرأُ شعراً وتدندنُ على إيقاعِ الأمواجِ أبهى الألحانِ
هبة القوّاس حكايةُ عشقٍ منبلجةٌ من صفاءِ السَّماءِ
عشقتِ الموسيقى والرّسمَ والشّعرَ منذُ باكورةِ انبعاثها
تُشبهُ زخّاتِ المطرِ في تجلِّياتِ عطاءاتها
كأنّها هديّةُ السّماءِ للبنانَ كي يزدادَ روعةً في مذاقِ الأغاني
بيروت يا صديقةَ الأرضِ والسّماءِ
يا جنّةَ الشَّرقِ في دنيا غائصة بمتاهاتِ الشَّقاءِ
لا مفرَّ يا بيروت من شهقاتِ الفنونِ وجموحِ الفكرِ الخلّاقِ
للخلاصِ من لهيبِ الاشتعالِ
تعالوا يا أحبّائي نزرع بسمةَ حبٍّ فوقَ خدودِ لبنان!
صبري يوسف