“المحراث الخشبي”.. باق لأن الحاجة تفرض ذلك
الجمعة 19 تشرين الثاني 2010
لاتزال عدة مناطق زراعية في “طرطوس” تستخدم المحراث القديم الذي يعتبر أول محراث استخدمه الإنسان في حراثة أرضه، في الوقت الذي اتجه فيه معظم الفلاحين إلى استخدام “الجرار” لحراثة الأرض، ليبقى المحراث القديم عند بعض محبيه وفي الأراضي الجبلية الوعرة.
موقع “eSyria” صعد إلى المناطق الجبلية في محافظة “طرطوس”، في بداية فصل الشتاء -وهي الفترة التي يتم فيها تحضير الأرض للموسم الشتوي الجديد- حيث مايزال كثير من الفلاحين في هذه المناطق يستخدمون المحراث القديم لحراثة الأرض، والتقر بتاريخ “6/11/2010” الفلاح “محمد زاهر حميدي” الذي تحدث عن عمله بالقول: «بالنسبة لبلادنا فإن المحراث القديم الذي يحمل سكة مصنوعة من الحديد يعود لقرن مضى، في حين أن سكة الخشب التي سادت لعصور طويلة كانت هي الأسلوب المستخدم قبل هذا التاريخ، وهذه السكة لم تعد موجودة أبداً، أما السكة التي أعمل بها الآن هي من الحديد، -ويسمى “صمد”- وتجر هذه السكة بواسطة “الحمار” لتفلح الأرض».
عدة أسباب جعلت فلاحي المناطق الجبلية يستمرون باعتماد على المحراث القديم عند حراثة الأرض، السيد “محمد حميدي” تحدث عنها بالقول: «هذه الأرض التي أفلح بها وعرة جداً ولايمكن “للجرار” الفلاحة فيها، كما أن مساحتها صغيرة وغير متناسقة في شكلها مما يؤدي إلى استحالة استخدام الجرار.
إضافة إلى أن الأرض صخرية، وبالتالي قد تنكسر سكة الجرار،
الفلاح “محمد زاهر حميدي” يمين الصورة والفنان “فراس دوابة” |
ونحن نستخدم عادةً حمارين لجر “الصمد” وذلك من عام /1950/ حيث كنا نستخدم زوجين من البقر للفلاحة فارتفع وقتها سعر لحوم الأبقار كثيرا مما دفع أصحاب الأبقار إلى بيعها لذبح واستبدالها بزوجين من الحمير أو “بغل” واحد كونه أقوى من “الحمار”، ونقوم عادةً بحراثة الأرض في شهر “تشرين الأول” وأوائل “تشرين الثاني” لأننا نجهز الأرض للمزروعات الشتوية وفي نفس الوقت لقتل “دودة العروق” التي تعيش على الأعشاب».
رغم أنه لم يعد موجوداً الآن، إلا أن الفنان “فراس علي دوابة” مايزال يحتفظ بـ”محراث الخشبي”، فهو مهتم بجمع المقتنيات التراثية ويقيم لها معارض مثل “معرض عمريت للتراث”، وقد تحدث عن “المحراث القديم” بالقول: «يشبه “المحراث الخشبي” نظيره المصنوع من الحديد في شكله وطريقة عمله، وكان هذا المحراث سائداً لعصور من الزمن والى سنين قليلة ماضية في مناطقنا الجبلية، وأعتقد من خلال معلوماتي أن الأجزاء الحديدية في المحراث استُعملت مع بداية الاحتلال الفرنسي لسورية».
وعن أجزائه يقول السيد “فراس”: «يتكون “المحراث الخشبي أو “الصمد” في أجزائه الأساسية من “الكابوسة” وهي مقبض
الفلاح “حامد أحمد ديوب” مع زوجته |
“الصمد” يمسكه الفلاح بيده، ثم هناك “الركبة” وهي تصل المقبض “بسكة” الفلاحة، أما “الماج” فهو قطعة تصل “الركبة” مع “السكة” مع “الكابوسة” وهذه الأخيرة تربط الأجزاء السابقة مع الأجزاء المربوطة على ظهر “البغل”، ثم هناك وصلة تربط “الكابوسة” “بالنير” المربوط مع قطعة تسمى “الكدّانة” وهي موضوعة على رقبة “الحمار” يصلها “بالنير” قطعة جلدية مصنوعة من جلد “رقبة العجل” من أجل القوة، وهناك مايسمى “المسبلانات” وهي التي تثبت “الكدانة” على رقبة “الحمار”، يضاف لذلك عدة أجزاء أخرى صغيرة تساهم في وصل أجزاء “الصمد” مع بعضها بإحكام».
يضيف السيد “فراس دوابة” قائلاً: «هناك أناشيد صغيرة رافقت “المحراث الخشبي” وغابت بشكل شبه نهائي الآن وهي مبهمة في معانيها إلاّ لأصحاب المصلحة أذكر منها “ياصاحب الريب والربراب والصمد والنير والقطريب والعصيفوراتِ، اعطيني ريبك وربرابك لعطيك سكّتي وصمدي ونيري وقطريبي».
أما “الجرار” فهو الأسلوب الحديث لحراثة الأرض بميزاته التي يحدثنا عنها الشاب “حامد أحمد ديوب” وهو فلاح ومزارع فيقول: «لا يحتاج الجرار لمن يتحدث عن مزاياه، فهو الأقوى والأسرع والأقدر على التحمل، كذلك
تصميم السكة في “المحراث الخشبي القديم” |
يمكن التحكم بعمق الفلاحة والوصول إلى متر وأكثر في باطن الأرض، وفي مناطقنا الجبلية نستخدم نوع من الجرارات التي استبدلت “الدولاب” “بالسلاسل الحديدية “الجنزير” لأن حركة الدولاب مستحيلة في أراضينا الجبلية، ولهذه الأسباب جميعها ترى الفلاحة “بالحمير” هي الأغلب لأنها رخيصة مقارنة بالجرار، كما أن بعض المزارعين لايزالون يستخدمون الفلاحة التقليدية لأنها تعطي تهوية أكثر للأرض وتجعل الأرض أكثر رخاوة».
الادوات الزراعية القديمة
عاشق أوغاريت.. غسان القيم
1– المحراث الحيواني: وهو أداة لحراثة الأرض وقلب التربة وقلع الأعشاب، تجره الحيوانات، فقد يجره زوج من البقر، أو زوج من الحمير، وعندها يدعى (فدان)؛ وقد تجره دابّة واحدة (حمار واحد، أو حصان). وقد كان الناس قديمًا يصنعونه من الخشب، ثم أصبح معدنيًا.وما زال المحراث موجوداً حتى يومنا هذا، ويطلق عليه أيضاً اسم “العود”.
ويتكون من عدة أجزاء وملحقات وهي:
أ- النير: يستخدم النير عندما تستخدم اكثر من دابة في الحراثة، وهو عبارة عن قطعة غليظة من الخشب قطرها 15سم وطولها متر ونصف، ينبعث من كلا طرفيها ثقبان، يثبت فيهما عودان غليظان بسمك 4-5سم، يسمى كل واحد منها زغلولة، يستخدما لتثبيت النير في عنق الدابتين، حيث يحيطان برقبة الدابة من الأعلى، ويستندا على كتفي الدابة على مخدة من الجلد والخيش ومحشوة بالقش، وبها تجر الدابتان عود الحراث.
ب- السكة: هي قطعة من الحديد ثقيلة الوزن حادة الرأس، ولها جناحان. وهي التي تقوم بحراثة الأرض معتمدة بذلك على وزنها وحدة رأسها وميله، وضغط الفلاح على الكابوسة، وقوة الدواب. والسكة تركب فوق الذكر.
ت- الكابوسة: هي مقبض علوي مثبت بالذكر باتجاه أفقي، تساعد الفلاح على ضغط المحراث في الأرض.
ث- الوصلة: عبارة عن قطعة خشب توصل بين النير والمحراث وكلاهما من الخشب القوي.
ج- إرياح:عبارة عن حبلان يصلان بين الكرْدانةِ والمحراثِ البلدي، يمتدان على جانبي الدابة، وبهما يجر عود الحراث.
ح- البرك: هو لوح خشبي مقدمته مربوطة بالوصلة بطوق حديدي بواسطة برغيين، له فتحة في مؤخرته بطول 10 سم وعرض 3 سم.
خ- الذكر: يدخل بالبرك من خلال الفتحة المذكورة أعلاه، جزء الذكر أعلى الفتحة سماكته 3 سم، والجزء الأسفل منه أسطواني قطره 10 سم واسمه “الفحلة”.
د- الناطح : هو الجزء الذي يربط البرك والذكر.
ذ- الكردانة: قطعة خشبية توضع على رقبة الدابة، لكي تساعدها على جر المحراث اليدوي لحراثة الأرض، وهي عبارة عن خشبة سميكة ذات ضلعين على شكل رقم ثمانية، تصنع من خشب البلوط او السنديان، ويثبت على جانبيها من اليمين واليسار حلقتان معدنيتا. عند الحرث توضع الكردانة على رقبة الدابة لجر المحراث، وتستند على كتفي الدابة على مخدة اسطوانية غليظة مصنوعة من الجلد والقش تسمى قلادة.
ر- القلادة: عبارة عن طوق أسطواني من الجلد المحشو بالقش يوضع على رقبة الحيوان. يلبّس الجزء الخارجي منه بقطعة من الجلد، والجزء الداخلي يلبس بقطعة من الخيش، وهي التي تلامس رقبة الحيوان الذي يجر المحراث البلدي، وتحميه من احتكاك الكردانة برقبة الحيوان. يلف الطوق حول رقبة الحيوان، ويضم طرفاه إلى بعضهما أسفل رقبة الحيوان ويتم ربطهما.
ز- المنساس: هو قضيب ثخين طويل في أعلاه مسمار حاد يحث به الفلاح الدابة على الحركة، وفي مؤخرته قطعة حديد مسطحة حادة لإزالة الطين إذا علق بالسكة.
والعود نوعان، الأول مصمم ليجره حيوانان، وتكون الوصلة بينهما. والنير هو القسم المشترك، والثاني مفصّل لدابة واحدة حيث تكون بين وصلتي العود.
2- مشط الأرض: يتكون المشط من قطعة حديدية مستطيلة مركبة علي عود خشبي، ولها اسنان او اصابع يستخدم لتنظيف الأرض من الحجارة والشوائب.
3- الشاعوب: يستخدم في عملية جمع المحاصيل بعد الحصاد على شكل مجموعات مثل القمح والشعير وغيرهما، كما ويستخدم في عملية “الدراس” وهي عملية التقاط المحاصيل وإدخالها في ماكينة الدراس.
4- المذراة: وهي عصى لها أصابع خشبية، كانت تستخدم في ذرو المحاصيل في الهواء عند عملية الدراسة لفصل حبوب المحاصيل المدروسة عن التبن، بمساعدة الهواء.
5- المنجل: آلة صغيرة مكونة من الفولاذ أو الحديد المطروق؛ حافتها الداخلية حادة لغرض قطع النباتات بها، وهناك قسم منها كبيرة الحجم تستعمل لحش الحنطة والشعير والعدس؛ يمكن العمل بها من الوقوف أو الجلوس. يتكون المنجل من الأجزاء التالية: القبضة وتكون من الخشب، الساق وتكون من الحديد، السيف يكون مقوّساً؛ الحافة الخارجية سميكة؛ والحافة الداخلية حادة.
6- الحاشوشة (الكالوشة): تشبه المجل لكنها اصغر أكثر تقوساً وهي أداة فولاذية أو حديدية مقوسة ومسننة من الداخل بأسنان دقيقة متقاربة حادة ، ينتهي نصلها بمقبض خشبي. وتستخدم في عملية قطع الحشائش وحصاد المحاصيل الزراعية الطويلة، مثل: القمح، والشعير.
7- الفأس: وهي أداة تتكون من قطعتين: الأولى فولاذية (النصل) (وهو ذو رأسين: الأول مرقق بشكل عرضي، والآخر مرقق بشكل طولي ويسمى “الغْراب”)؛ والأخرى خشبية (الهراوة).
وكانت الفأس تستخدم للتحطيب، وشق الجذوع لاستخدامها في الوقود، ولقطع فروع الأشجار في عملية التقليم. كما تستخدم في حفر وقلب التربة لتهيئتها للزراعة، وفي شق قنوات الري.
8- القزمة: وهي فأس كبيرة إحدى نهايتيها على شكل إزميل، تستخدم لحراثة الأرض والحفر لزراعة شتل الاشجار.
9- المجرفة (الطورية): وهي أداة تتكون من صفحة فولاذية، لها عصى (هراوة) طولها متر واحد تقريبًا، وتبدو فائدة المجرفة في النكش حول الأشجار والخضار وتهيئة مساحات الأرض التي لا يستطيع المحراث أن يصل إليها.
10- البلطة أو الشرخة: البلطة أداة زراعية فولاذية حادة، تستخدم للتحطيب وتقطيع فروع الأشجار لتقليمها. ولها هراوة يقدر طولها بنحو نصف متر.
11- منكوشة: قطعة معدنية مسطحة، لها طرف حاد ومربعة او مثلثة الشكل، يقابلها رأسان مدببان على شكل حرف يو بالانجليزية، تثبت على يد خشبية. تستخدم في التعشيب وقطع النباتات البرية والجرف وقلب التربة.
12- الغربال: وهو أداة أسطوانية تشبه المنخل؛ إلا أنه أكبر منه حجمًا، وتتكون قاعدته المشبكة من خيوط لحمية مشدودة إلى حوافه، ويستخدم في تـنقية الحبوب الصغيرة (كالقمح والعدس) من الشوائب، لإعدادها لعملية الطحن أو الطبخ؛ حيث تسقط الحبوب من ثـقوبه الصغيرة، وتبقى الشوائب بداخله.
13- الكربال: يستخدم الكربال في عملية تـنقية الحبوب كبيرة الحجم من الشوائب، (مثل: الفول والحمص) من الشوائب.
14- مدراس أو لوح الدراس: وهو لوح خشبي عريض، مثبت على أحد أسطحه قطع قاسية، تجره الدواب فوق المحصول المراد دراسته (الطرحة)، فيعمل على هرس المحصول وإخراج الحبوب منه.
15- القفّة: القفة أداة مصنوعة من الكاوتشوك، أو من الخوص والليف، ، منها ما تضيق فوهتها وتتسع قاعدتها؛ ومنها ما تتسع فوهتها وتضيق قاعدتها؛ ومنها ما له غطاء يعلو فوهتها ومنها ما هو بلا غطاء؛ لها عروتين تستعملان كمقبضين لحملها. تستعمل في نقل أشياء متعددة؛ وتتعدد أشكالها ومكوناتها بتعدد الأغرض التي صنعت من أجلها.
16- حجر الدراس: وهو حجر ثقيل جدًا يتكون من قطعتين يتصلان معًا بمحور يمر بمركزيها ويسمح لهما بالدوران، ويتعامد المحور مع محور آخر يتصل بمركزه في وسط الحوض المخصص لهرس ثمار الزيتون. وكانت هذه الحجارة تديرها الدواب في حوض توضع فيه ثمار الزيتون، ليجمع مهروسها ويوضع في قفف من الخوص توضع تحت المكبس ليتم استخراج الزيت منها بالضغط.
أدوات الحيوانات وعِددها
17- البردعة أو الرحل (الحلس): البردعة هي ما يفرد على ظهر الدابة بغرض الركوب على ظهرها. وهي تشبه إلى حد ما سرج الحصان.
18- الحمالة :حمالة توضع على ظهر الدابة، فوق البردعة، من أجل الركوب أو تحميل المحاصيل، كما تستعمل لأغراض أخرى، وتشد على ظهر الدابة بواسطة حزام عريض يطوق بطنها. ويوضع فوقها قطعة من القماش على شكل فرشة صغيرة.
19- الخُرج: كيس مفتوح من أحد طوليه ومغلق العرضين ويوضع على ظهر الدابة ويعبأ فيه التراب والسماد.
20- المشتيل: وهو عبارة عن قفتين ضخمتين من الكاوتشوك تتصلان بشريط عرضي متين من جنسهما، يوضع على ظهر الدابة بشكل متوازن. ويستعمل لنقل التراب والسماد الطبيعي.
21- الطنبر: هو عربة مصنوعة من الاخشاب أو المعدن؛ لها عجلتين أو أربعة يجرها حصان أو حمار، تستخدم لنقل المزارعين والبذور والأسمدة والمحصول والحطب من وإلى المزارع.
22- رسن: هو أبسط من اللجام يستعمل للحمار، وهو مصنوع من الحبال الرفيعة، ويصل بحبل طويل يمسك به الراكب، لتوجيه الحمار أو إيقافه.
23- مِخلاية: وهي عبارة عن كيس صغير، يوضع فيه علف الدابة المؤلف من التبن المخلوط مع الشعير أو القمح ، ويعلق في رقبتها أثناء الحراثة أو الاستراحة.