عمار أحمد الكدس
“سد الغريب”
شكرا دوت نوشن
دراما يمنية جديدة شكلاً ومضموناً
شوقي العباسي
على حافة سد الغريب رسم المخرج اليمني الشاب هاشم هاشم ملامح قصة جديدة مع مجموعة من كبار الممثلين اليمنيين.
أراد المخرج أن يمزج في المسلسل بين الإبداع الدرامي وواقع الاهتمامات اليومية التي يواجهها اليمنيون واستطاع ان يجذب المـشـاهـدين من خلال الحبكة الدرامية. ورغم المنافسة القوية احتل خلالها سد الغريب المـركـز الاول بين المسلسلات التي بثتها القنوات اليمنية خلال شهر رمضان. 2020
تدور أحداث المسلسل الذي جمع نجوم الدراما اليمنية حول قضايا الخلاف بين قريتين يمنيين على سد مياه يستفيد منه المواطنين والإثار السلبية التي انعكست على حياتهم وحرمانهم من الحصول على المياه من السد، إضافة إلى عددا من القضايا الإجتماعية أهمها المياه والفقر والمرض مثل الكوليرا وكورونا بالإضافة الى زواج الصغيرات وغيرها من القضايا التي لايزال المجتمع اليمني غارق فيها.
يمثل المسلسل أداة قوية تمكن المنظمات مثل اليونيسف من التعامل مع المجتمعات المحلية ومعالجة بعض القضايا الأكثر إلحاحًا التي تواجهها البلاد. يكمن الأمل في أنه من خلال تمكين الناس من المعرفة ، ستلتزم المجتمعات بتحسين ممارسات النظافة وتكون أكثر وعيًا بقضايا حقوق الطفل.
تم بث المسلسل خلال شهر رمضان بينما كان الكثير من الناس يعزلون أنفسهم في المنزل بسبب انتشار كورونا (كوفيد-19) وسيلة فعالة لإشراك الناس في تهديدات الصحة العامة التي تواجههم اليوم. ومن خلال استخدام الدراما والفن والمحتوى المقنع، يؤمل أن يكون الجمهور أكثر تفاعلاً.
يقول الشاب اكرم شكري من سكان صنعاء:” مسلسل سد الغريب نقلة نوعية في الدراما اليمنية واستطاع جذب المشاهدين لمتابعة احداثه يومياً عبر القنوات التي تبث المسلسل او عبر قنوات يوتيوب التي يتابعها الملايين من اليمنيين”. يضيف: ان اسلوب التشويق من خلال احداث المسلسل جعلت المشاهد يترقب بث الحلقات لمعرفة الاحداث التي يناقشها المسلسل بقالب درامي جديد استطاع ايصال الرسائل التوعوية الى المجتمع.
يونسف اليمن/2020سد الماء الذي تم تسليط الضوء عليه في المسلسل الدرامي المكون من ثلاثين حلقة كعينة من النزاعات المائية في اليمن.
كتب الصحفي اليمني فكري قاسم منشور في فيس بوك: قال :” مسلسل “سد الغريب” أعجبني من بين كل المسلسلات التي تعرض على القنوات اليمنية. احس انه افضل عمل مكتمل وفكرته واضحة.
تقول ام محمد الصبري، من سكان مدينة تعز، رغم ان المسلسل اكتنفه الكثير من الغموض الا ان المخرج استطاع ان يجعل المشاهد يترقب بشوق احداث الحلقات يومياً. تؤكد:” حبيت متابعة المسلسل لأنه لامس قلوب الناس وحياتهم في المجتمع اليمني في الريف والمدينة، واظهر معاناة اليمنيين من ازمة المياه في مختلف المحافظات، والتطرق الى القضايا الصحية والانسانية التي تؤثر على شباب المجتمع ، وخاصة النساء ، الذين عانوا لفترة طويلة.
ان “سد الغريب” نقطة تحول في الدراما اليمنية التي تعاني العديد من المشاكل والصعوبات والسلبيات
يؤكد عبدالسلام راشد، احد المتابعين للمسلسل
الكثير من النقاد والمتابعين وصفوا مسلسل سد الغريب بالعمل الدرامي المكتمل مقارنة بما يبث من مسلسلات يمنية اخرى. يؤكد عبدالسلام راشد، احد المتابعين للمسلسل، ان “سد الغريب” نقطة تحول في الدراما اليمنية التي تعاني العديد من المشاكل والصعوبات والسلبيات. يقول:” المسلسل تطرق لقضايا مجتمعية بأسلوب درامي راقي وبإمكانات فنية مختلفة عن المسلسلات التي تعود عليها المشاهد اليمني خلال السنوات الماضية. يعتبر ان طاقم العمل استطاع ادخال المشاهد في جو حقيقي من الألم والمعاناة في القضايا التي تناقشها حلقات المسلسل.
وتقول أميمة محمد وهي مذيعه إذاعية “الأهم ان المسلسل تناول تعقيم المياه في ظل انتشار كورونا (كوفيد-19)
هاشم هاشم مخرج مسلسل سد الغريب يقول:” ان فكرة مسلسل سد الغريب جاءت من تراكم عدة افكار وبحكم اننا نعمل افلام وثائقية حول مشاريع مجتمعية تهم المجتمع ومنها قضايا المياه والنزاع عليها في القرى”. يضيف: وجدنا معاناة كبيرة في القرى وخاصة النساء اللاتي يعانين من جلب المياه من اماكن بعيدة وحدوث وفيات، في الوقت الذي يوجد مشاريع مياه يمكن الاستفادة منها مثل السد المغلق وعدم الإستفادة منه بسبب قضايا النزاع وتعنت أشخاص وحرمان الناس من المياه.
“كان لليونيسف دورجوهري وراء نجاح هذا العمل حيث وجدت أرضية صلبة للدفاع عن العديد من القضايا التي تعمل من أجلها. ويضيف: “لقد تم تسليط الضوء على أهمية المياه المعالجة بالكلور لتجنب الامراض مثل الكوليرا، كوفيد-19 والفشل الكلوي وما إلى ذلك.”
يعتمد سد الغريب على قصة مستمدة من الواقع وتقدم بطريقة درامية لنقل رسائل التوعية إلى المجتمع.
“لقد عقدنا شراكة مع اليونيسف لإيصال رسائل التوعية وممارسات النظافة للمجتمع ضمن جهود محاربة كوفيد-19”. ويضيف المخرج هاشم. “بالإضافة لذلك، يهدف مسلسل سد الغريب لزيادة الوعي العام بالحاجة إلى حل العديد من القضايا الاجتماعية التي عانينا منها منذ فترة طويلة وما زلنا نعاني”.