الفنان العراقي الدكتور تحرير علي Dr.Tahreer Ali..
أعماله حوريات على رمال الفن التشكيلي المعاصر ..
بقلم المصور: فريد ظفور..
- ينداح في أفق الصفاء والسماء..مبلسماً كل الجراح الفنية على الذرا البيضاء..حين يزروها ثلج معرفي ..فتسرف في تشهي الأقحوان والأرجوان والنرجس..كان طريق بغداد مسربل بالبنفسج يلفنا بالعطر الفني والأشواق الثقافية..نستجديه أغنية لناظم الغزالي أو لسعدون أو إياس أو غيرهم..لكنه لايجيب ..فماذا لو سرقنا حتى ضفاف دجلة والفرات..أو حتى ضفاف الشعر والفن والحضارة البابلية والآشورية..تعالوا معنا نرحب بالأستاذ الجامعي الفنان الدكتور تحرير علي..
- ينضم الفرد إلى جماعة ما ويرتبط بها نتيجة شكل و نوع النشاط الذي يهيؤه له..وهذا الفرد الذي يمارس النشاط ويميل إليه ويشارك فيه بفاعلية كبيرة ويتأثر بذلك مدة طويلة وربما يحقق الفرد أهدافاً كان من الصعب تحقيقها بمفرده..وهذا الموقف يدفعه للإحتفاظ بوجوده وعضويته في تلك الجماعة..كما في تجمع جماليات عربية للفنانين التشكيلين العرب..و فنانين بلا حدود وغيرها.. وهذا يلزمه المحافظة عليها وصيانتها..وبعض الجماعات تتطلب من الأفراد أدوار أو ان يقوم الفرد بأعمال لا تتناسب وإمكانياتهم وقدراتهم..وهذا يؤدي إلى تناقص الجاذبية بالنسبة لهم أو إذا شعر بعض أعضاء الجماعة بأن هناك بعض الأفراد يحاولون السيطرة على الآخرين..ومما تقدم ينتج بأن إختلاف الجماعات في تماسكها يتوقف إلى حد ما على إختلافها فيما تهيؤه لأعضائها من فرص للعمل وإثبات للذات بما يتناسب مع إمكانياتهم وقدراتهم الفكرية وربما الجسدية وأيضاً بقدر إهتمامها بالعمل الجماعي..والجماعات يزداد تمسكها أيام الحروب والأزمات والنكبات والملمات الصحية كما هو الآن فيروس كورونا..وما ذلك إلا لأن القلق يصيب الأفراد نتيجة الأحداث ويزيد من شعورهم بالإنتماء وحاجتهم إليه..ويدركون بأن تعاونهم مع الآخرين هو ضمانتهم لتحقيق أمنهم..في مجتماعات الآداب والفنون وفي المجتمات الدينية..لأن الجماعة هي مصدر أمن للأفراد..وتماسك لجماعة أو أي تجمع يزداد بإزدياد قدرتها على إشباع حاجات ورغبات وهوايات أعضائها..وبإزيادة أهمية ووضوح أهداف الجماعة وبإزدياد العلاقات التعاونية بين الأعضاء وإتاحة فرص متكافئة للجميع..وهذا يتحقق بمجموعة من القواعد والقوانين واللوائح.. التي تحدد الحقوق والواجبات..وتنظيم علاقة الأفراد مع بعضهم..وتحقيق الجماعة لحاجات الفرد تشعره بالراحة النفسية وبالرضا..وهكذا يزداد تماسك الجماعة وإتساقها بإزدياد عمق إنتماء أعضائها وإتساق إنتمائهم وبإزدياد عددهم..وقد إهتم الفلاسفة والمفكرين والعلماء منذ القدم بالسلوك الإجتماعي من علاقة الفرد بالفرد وعلاقة الفرد بالجماعة..وكانت نقطة الإنطلاق الحقيقية لعلم النفس الإجتماعي هي فلسفة تأملية إلى حد بعيد..وعولجت موضوعاتها بإطار الفلسفة..وقد كانت الإرهاصات الأولى عند الفلاسفة اليونانيين ممثله بالثلاثي ..سقراط أفلاطون ..أرسطو..فقد كانت المحاولات الأولى لفهم السلوك الإنساني أي بمعنى الوقائع الصادرة عن الجسد والتي تعبر عن وجوده..والغاية فهم العلاقة بين الإنسان ومجتمعه..وفي العصور الوسطى سيطر عليه التفكير الديني المسيحي..الذي فصل بين الروح والجسد وجعل من الروح الحقيقة المجردة مصدراً للوجود الإنساني..وقد سيطرت قضية التوفيق بين الدين والفلسفة..والتي شغلت الفلاسفة العرب المسلمين..ولتفسير نشوء علم الإجتماع لابد من الأخذ بعين الإعتبار الخبرات الإجتماعية خلال التطور التاريخي..وتفسير السلوك الإجتماعي الذي جاء ضمن الإطار العام لمنظومة الفيلسوف الفكرية وأيضاً جاء تبريراً لما يريد إثباته من آراء وأفكار ومعتقدات تتفق مع ظروفه الخاصة ومصالحه في المجتمع..
- إحتفظ الفنان الدكتور تحرير علي..عبر مسيرته الفنية بآثار وتحف تشكيلية وتكوينية خلدت شموخه العلمي والحضاري..وليس غريباً أن تستقبلك أعماله التشكيلية بمسحة ورؤية فلسفية..التي حاصرها إختصاصة العلمي ..وإنتشر عبق الفن وشذى عطر التكوينات البصرية بأشهى نتاجاته الجمالية ..لترتاح العين والبصيرة على طول أرصفة الإبداع الفني عنده..وكان بريق عطائه في ذروة تألقه ..الأمر الذي جذب الباحثين والنقاد لإلقاء الضوء على تجربته وأعماله الفنية..فكم من الأعمال الفنية والأدبية سقطت في درك النسيان لإتكائها على المباشرة والخطابية والتبسيط..مع أنها نالت إعجاب الجمهور..لأن الزبد على سطح الماء الثقافية والمعرفية سرعان ما ينطفيء عند أول هبة ريح..وإن أحوج ما يتوق إلى الحرية هو الحر نفسه حين يكون طليقاً في سجن الإبداع والحياة..والقاريء والمشاهد الحر يبحث دائماً عن مبدع حر..ولا شيء يأتي من فراغ فالمبدع لايبدع من فراغ..لأن المبدع هو إنسان وكائن في يده ريشة مغموسة في محبرة من دمه..يرى الأشياء من حوله فيرسمها بألوان ممزوجة بالعطر والضوء والإحساس..ومن معين محيطه وبيئته ينهل المواضيع ليجسدها لوحات فنية على قماش أو ورق ..وكلما كان حفيف النسيم الإبداعي حوله ناعماً ظهر حرير اللوحة متماوجاً وناعماً وكلما هزت الريح بجذع خياله تساقطت ثمار اللوحة والتشكيل والتكوين الفني..ولعل أشد ما يعانيه الفنان والمبدع هو اليأس والإغتراب..لكن الفنان الدكتور تحرير علي يحمل في ذاته روحاً تفاؤلية مبشرة..تسعى إلى تحقيق النبوءة التي يسعى إليها في حلمه..لكنه في آخر المطاف يستبشر خيراً بهطول مطر التميز والفرح والتفاؤل..لأن الفن التشكيلي هو فن الجمال ومرآته التي تعكس وتشف عما وراء زجاجها الضوئي..الذي يتكسر عند إهتزاز الحياة لما فيها من عناصر فنية وأدبية آثرة تأخذ بتلابيب الروح الإبداعية..ثم تأتي الموسيقى الهامسة التي تختلج الروح الفنية على أوتارها..لأن العنصر الأهم لجمال اللوحة أو القصيدة هو أن تتدخل روح الفنان أو الشاعر أو المصور في عجينة الكادر أو اللوحة أو العمل الأدبي..لتعطيها تلك الخميرة المالتوزية القادرة على الإنضاج المعرفة وعلى جمرة التوتو الداخلي الذي ينعكس على مرآة المتلقي أو القاريء أو المشاهد لتحدث الصدمة الفنية أو الأدبية..
- رحى المأساة العراقية لم تترك في نفسه حجراً ثقافية ومعرفية واحدة إلا وطحنتها تحت أسنانها القاسية..لا لتبعثرها في مهب الريح والظروف القاسية..بل لتجمعها أخيراً تحت قبضة الزمن الواقعي حجراً من الضوء..والنار..وما قاساه الفنان تحرير علي مع أقرانه من أبناء جيله في طفولته من تشريد وتجويع ونفي وحرمان وإغتراب..جعله رجلاً وفناناً عصامياً متدفقاً بشلالات لا نهائية من الحب والعطاء والتضحية..وكل تلك الظروف والمعاناة بسيولها الجارفة صقلت موهبته الفنية التشكيلية..كما يُصقل الماس بمبرد من النار..فكون منها ماسة إبداعية عجينتها من فحم يُخزن الشرارة في أعماقه..وكان إغترابه الأنطلوجي الذاتي..إغتراب حقيقي مسلح باحلام رومنسية تشرق كل صباح وتستحيل كل يوم إلى أمل مدجج بالعمل والوعي والإرادة والإصرار على كسر الجليد وتلك النمطية في الإغتراب التي كادت زوارقه تصدأ تحت ضربات رياح الغربة..وأما الإغتراب الوجودي فهو متحقق لدى كل فنان وأديب حقيقي….لأنه لوكان إغتراباً مادياً لتجسد في صور من الحنين والشوق التي يكابده كل محب وغريب عن داره وأحبابه..أما ذلك الإغتراب فالشعور به ضروري لخلق حالة التأثير العاطفي في نفس المشاهد والمتلقي..إلى جانب توفير عنصر الجمال الفني في اللوحة والصورة الفوتوغرافية وفي النص الأدبي والقصيدة الشعرية..أما بالنسبة إلى الفنان الدكتور تحرير علي..فحياته وعمره مجدول من خيوط غربتين ..غربة الوجود التي لا بد منها لإثارة الإيحاء والتأثير وإغتراب الذات مرتدة إلى نفسها..وهنا تكمن الشرارة واللحظة الإبداعية المتوهجة لإفراز اللوحة القادرة على الدخول إلى قلب المشاهد والتسلل إلى روح المتلقي..
- يطل وجه الفنان الدكتور تحرير علي.. المهووس بعشقه للفن والفنانين..حيث نقرأ الأشجان وأشجار النخيل والأزهار في عبق اللوحة ..والألوان الراقصات على أمواج النهرين في لوحاته لأننا عرفناه من حضارات بلاد الرافدين منذ آلاف السنين وعرفنا ذاك النبض معتنقاً وريده..يوم منحتها مرايا وجهك ويوم تصوغها ويضيء عينيك البريق الفني الإبداعي باللغة الفريد واللوحة الوليدة..وندلف أخيراً للقول بأننا أمام قامة تربوية وفنية متألقة أعطت من كبدها المعرفة والفن لأبنائها الطلبة ..وكان بحق ما قدمه الدكتور تحرير علي..من محاضرات ولقاءات و ورشات فنية وكتابات وكل أعماله حوريات على رمال الفن التشكيلي المعاصر في العراق وعبر الفضاء العالمي عبر الشبكة العنكبوتية..
**المصور: فريد ظفور
– ثالث أيام عيد الأضحى المبارك- 2-8-2020م
ــــــــــــــــــــــــــــــ ملحق مقالة الدكتور تحرير علي ـــــــــــــ
-
Doctor لدى University of Basrah
-
استاذ جامعي/دكتوراه فلسفه فنون تشكيلية لدى جامعة البصرة كلية الفنون الجميلة
-
استاذ في كليه الفنون الجميلة لدى كلية الفنون الجميلة
-
استاذ جامعي سابق لدى فنان تشكيلي
-
درس دكتوراه فلسفة فنون تشكيلية في جامعة بابل كلية الفنون الجميلة
-
درس ماجستير /فنون تشكيلية/ رسم في كلية الفنون الجميلة
-
درس في ماجستير فنون تشكيلية
مشاركة الفنان التشكيلي الدكتور تحرير علي .التدريسي في كلية الفنون الجميلة جامعة البصرة
مشاركة الفنان التشكيلي الدكتور تحرير علي .التدريسي في كلية الفنون الجميلة جامعة البصرة ..في معرض اتليه الإسكندرية الدولي الثالث الذي اقيم في جمهورية. مصر العربية في مبنى اتليه الإسكندرية التاريخي ..وقد رشحت لجنة ادارة المعرض الدكتور تحرير علي كقوموسير للدول العربية والعراق ..وقد مثل الدكتور تحرير علي بلده العراق مع نخبة من الفنانين العراقيين وايضا الفنانين العرب الذين اشتركوا معه ..علما انا هذا المعرض الفني الكبير الذي اقامته الاكاديمية العربية للدراسات الحديثة التابعة لجامعة الدول العربية ..وقد افتتح المعرض المستشار مبروك شعوط مدير الاكاديمية والدكتور تحرير علي ونخبة من اساتذة الجامعات المصرية والمستشارين والشخصيات العربية البارزة في مصر ..وكان عدد المشاركين من الدول العربية والعراق اكثر من 40فنانا ..ومن مصر 60فنان ..وشملت الاعمال المشاركة في المعرض اللوحات والمنحوتات واعمال الخط والزخرفة واعمال الخزف والفخار والاعمال والاشغال اليدوية.
ا.د – تحرير علي
الهوية هي تلك الخصائص الفردية والجمعية معًا، متلازمتان وبدونهما يحدث الاغتراب، وتشتت وانشطار في النفس والذاكرة، وضياع الشكل المميز لحضارات الأمم والمجتمعات ، فتظهر الهوية من خلال الثوابت الفكرية والمعرفية والثقافية والفنية والمعمارية..
فهي تساعد المجتمعات علي الحفاظ علي كينونتها، وبوجودها، تظهر” الأنا والــنحن” .
ونزع الهوية، والتخلي عنها يفقد الفنان شكله وملامحه المميزة وينتزعه من جذوره، وتتلاشي بصمته فلا يمكن التعرف عليه، ويصبح غريبا فاقدًا المعني، ولن يستطيع الفنان تعريف العالم بنفسه الا من خلال تمسكه بهويته وتعلقه بجذوره فمن خلالها يصبح مميزا ويتواصل مع الآخرين ويعرفهم بشخصيته الفنية بكل اعتزاز وفخر ،فوصوله إلي العالمية يلزمها الغوص في كنوزه المحلية واستخراج جواهرها .
وهكذا تظهر اهمية الهوية، وجليل قدرها ومكانتها
تعد اشكالية التأصيل، والتحديث للهوية الثقافية من الاطروحات المهمة حيث أنها قضية ينتابها نوع من التوتر الذي يظهر في كثير من الممارسات التي سلكها المبدعون العرب، سواء فيما يخص الأطر التنفيذية للعمل كأدوات، وخامات، أوفيما يخص الشكل كرموز، وعناصر، وخطوط، أو فيما يخص المضمون كمحتوي فكري، وموضوعات .
فمنهم من يلتزم التراث برموزه وأشكاله وموضوعاته ومنهم من هو دائم البحث عن التجديد يحاول أن يكون محدثا لامقلد أن يكون مبدعا لامبتدعا أي أنه يقوم بعمل تجذر ثقافي للممارسات التشكيلية بما يتضمنه من تجديد المكونات الجوهرية للهوية العربية في بنائها الشكلي وومكنونها الداخلي، مما دعي المبدعون إلي الاتجاه إلي نوع من التوافقية يتم فيها دمج عناصر الحداثة مع التراث في تشكيلات جمالية وفكرية اختلفت درجة ارتباطها بالمجتمعات العربية
بالقراءة المتأنية في عمال الفنان الدكتور ” تحرير علي” نجد أنه يحرص كمبدع ان يحافظ علي الهوية العربية لما تمنحة للعمل الفني من التأصيل، والبعد عن الانسلاخ الفكري، وتحافظ للعمل الفني علي الكينونة البصرية المتميزة
لأن الفنان يدرك جيدا إن الفن التشكيلي يرتبط بعلاقة، وثيقة مع الهوية الثقافية للفنان مما يحدث توازن بصري يربط الذاكرة بالفكرة ليقدّم عملا إبداعية يثير المشاعر الوجدانية التلقائية للمشاهد .
فيقوم الفنان بمزج حرفيته التقنية، ومهارته في استخدام ادواته المعنوية، والمادية انطلاقا من مخزونه البصري الذي يشتمل علي علامات ورموز بصرية، ولونية لتكوين عمل فني محافظا فيه علي الهوية العربية، ومعبرا عن رؤيته الفنية الثقافية، حتي انه يشعر المشاهد بخصوصيته وتفرده .
ويستخدم الفنان رموز، وعناصر لها دلالات معبرة لكن بها نوع من الابتكارية باسلوبة متفرد الا انه حافظ علي الخطوط واضحة، وصريحة حتي لا يقع في المسخ، والتشويه لأن ذلك له دلالات ثقافية حقيقة بمختلف المعاني، حيث حرص علي الصدق التعبيري، فظهرت أعماله مختلفة عن الاخرين لكنها تحمل الهوية الثقافية العربية، وابتعد تماما عن الرموز الجاهزة المعتادة، محاولا التمسك بروح التجديد لأنها مسألة مبدأ بالنسبة للفنان، حيث تعمد الفنان أن يستوعب، ويفهم الماضي ثم يقوم بمعالجته تشكيليا بروح المعاصرة، التي تناسب الواقع الراهن، كمحاولة للتجديد، والبعد عن التقليدي المعتاد، فظهرت الأعمال بشكل لافت للمشاهد داعي للتأمل، والتفكير .
إن تناول الفنان الجوانب، والمعاني التشكيلية في اعماله الفنية نجد أنه يبحث من خلالها عن الأصل والأصالة، والجذور بأبعادها المعنوية، والمادية بأسلوب يبسط الفكرة، ويصل الي التوفيق الإبداعي.
نلاحظ في أعمال الفنان “تحرير علي” أن الإيقاعات، والخطوط، والرموز التي استخدمها شديدة الانسجام مع الألوان التي عبر بها عن أسلوبه،وطريقته في الحفاظ علي الهوية العربية، فعلى سبيل المثال استخدم الألوان الترابية، والألوان الباردة الأزرق، والأخضر، والساخنة الأحمر، والبرتقال، والأصفر، وتنقل بينهم في خفة، ورشاقة ببراعة، حتي لا يشعر المشاهد بصدمة بصرية، بل انه ينتقل من الأزرق إلى الأصفر والأخضر إلي الأحمر بطلاقة، وتنوع ممتع للبصر وزاد ذلك من التركيز علي العلامات، ودلالتها الرمزية للعناصر، وساعد في التجسيد الشكلي الناتج عن التباينات اللونية التعبيرية المتنوعة حسب الفكرة المقصودة للفنان .
قد تم توظيف الشخوص، والملامح البشرية بما تمتلك من علامات تعبيرية، فهذه الشخوص اثمرت طرحا فنيا جميل نتج عن مجهود فنان مخلص اعتني بالحقل الفني، حتي حصد أعمالا فنية متميزة تحقق المتعة البصرية، ونشاهد في العمل نوعا من الحضور المألوف.
وفي الختام يمكن القول بأن الفنان “تحرير علي” يمارس الفنان التشكيلي بحرفية مدروسة، فيحتفي بالعمل الفني بكل جوانبة، ويستخدم استعارات تشكيلية، وتجليات فنية تشع منها الاوصولية الحقيقة محاولا الاطلال على العالم العصري، وعرض مضامين راقية دون البحث عن التفاصيل لا يلتفت للدقائق الصغيرة التي قد تبعد الفنان عن المضمون الثمين، فلديه القدرة العالية علي الإيجاز، وتلخيص ضمن منهجية مدروسة باحترافية وتقنية عالية وكذلك نجد أن بنية الشكل العام لاعمال الفنان لها ارتباط، وثيق الصلة بالهوية العربية، ومرجعياتها الأصلية كقيمة جمالية لكنها تحمل فكر تجديدي له صبغة عصرية فنتمنى له التوفيق ودوام الإبداع.
الناقدة ا.د/ لمياء كرم صافي