السلطان أحمد المدفون بحوش برسباى البجاسى بشارع السلطان أحمد بقرافة المماليك …
حضر أحمد باشا الى مصر واليا عليها من قبل السلطان العثمانى سليمان خان فى ثامن عشر من شوال عام 929هـ / 1524م .
يذكر ميخائيل شاروبيم فى الكافى فى تاريخ مصر القديم والحديث ( ولما جاء الخبر بوصول أحمد باشا المذكور الى بولاق نزل الأمراء وكبار رجال الدولة والعلماء والقضاة وأصحاب العكاكيز للقائه ، فركب فى أبهة وكبكبة عظيمة وصعد الى قلعة الجبل وقرئ فرمان التولية فى محفل حافل عظيم ) .
كان أحمد باشا ذو نزعة إستقلالية عن دار السلطنة فبدأ يدبر الأمر بليل .
يذكر نجم الدين الغزى فى الكواكب السائرة بأعيان المائة العاشرة ( أظهر أحمد باشا الطغيان والتجبر وصادر أموال الأكابر وعذبهم عذابا شديدا بحيث قطع من لحومهم وأطعمهم منها ، ثم تطاول الى السلطنة بمصر وقال : إن السلطان سليمان خان قد سمح له بذلك ، فادعى السلطنة لنفسه وأمر أن يخطب بأسمه فى المنابر ، وأن تضرب سكة الدنانير والدراهم بأسمه والتى عرفت بالأحمدية مكتوب عليها عبارة ” سلطان أحمد دام عزه ” ) .
ولما علم السلطان العثمانى سليمان خان ماوصل إليه الحال بمصر أرسل فرمانا سلطانيا الى أحد أمراء مصر ويدعى قرة موسى بك يأمره فيه بتعيين نفسه أميرا للأمراء على مصر وأعدام أحمد باشا الخاين . الا أن أحمد باشا استولى على السفينة القادمة من الأستانة التى كانت تحمل أمر الخلع والحامل للفرمان والوالى الجديد قرة موسى وقتلهما . وفى يوم الأثنين سابع عشر من ربيع الثانى عام 930هـ دخل أحمد باشا حمام خشقدم الزمان برأس الرميلة ، فبلغ الأمراء بمصر أنه دخل الحمام فكبسوا عليه ، وكان قد حلق نصف رأسه فاستغاث بالحمامى فأخرجه من المستوقد وهرب من سطح الى سطح – والحديث للبكرى فى الروضة المأنوسة فى أخبار مصر المحروسة – وركب فرسا متوجها الى قلعة الجبل وقفل بابها .
ويستكمل ابن زنبل الرمال فى واقعة السلطان الغورى مع السلطان سليم ( فلما تمكن أحمد باشا من القلعة وقفلها عليه ودخل الليل علم أنه إن أقام بها الى طلوع النهار تجمعوا عليه وحاصروه بها وليس عنده من يدافع عنه ، فاقتضى رأيه أن يهرب فنزل من جهة عرب اليسار ومعه مماليكه وقصد الى جهة محلة كبرى . فأدركه خصومه وضربوه بسيف قطع رأسه عن جسده وكان ذلك ليلة السبت التاسع والعشرين من شهر ربيع الثانى عام 930هـ ، ودخلوا الى القاهرة ومعهم رأس أحمد باشا على رمح وعلقوها على باب زويلة ، ثم أرسلوا الرأس الى السلطان العثمانى سليمان خان فحصل للسلطان سليمان مزيد من الفرح والسرور ) . ليسدل الستار على أول حركة لثائر من ولاة الدولة العثمانية ضدها دامت ولايته على مصر تسعة أشهر ثم صار سلطانا عليها أثنى عشر يوما بعد إعلان عصيانه وثلاثة أيام هاربا فارا حتى مقتله . ويستكمل حسن قاسم فى المزارات الإسلامية ( ورفعت أشلاء السلطان أحمد الخائن بعد مقتله جسدا دون رأس ودفن بحوش برسباى البجاسى بقرافة المماليك وصار الأثر يعرف بالسلطان أحمد و ” شارع السلطان أحمد ” . … أبو العلا خليل
بقلم الاثري المؤرخ Aboalalla Khalil
Aboalalla Khalilمتابعة