حوار مع الأديب عصمت شاهين دوسكي
* الشاعر والأرض توأمان
* الإنسانية في أغلب الوطن العربي محاطة بالمعاناة
* حينما لا يكون هناك عدلا اجتماعيا تخلق الطبقات
* الدور الحقيقي للشعراء في الأزمات أن يوظفوا أقلامهم لخدمة البلد .
* الجهل والفساد والخراب والجوع والفقر أشد فتكا من الأوبئة
* المرأة الكردية رغم الحرية ما زالت مقيدة .
حوار الدكتورة : الهام غانم عيسى – سوريا
* عصمت شاهين دوسكي كيف تعرف بنفسك للقراء والمتابعين ؟
– من مواليد مدينة دهوك كوردستان العراق دبلوم محاسبة أكتب الشعر والنقد الأدبي صدرت لي ( 8 ) كتب شعرية وأدبية منها في أمريكا والمغرب وسوريا وبغداد ودهوك.
* بدأت في الكتابة في سن الثامنة عشر ونشر لك في نفس العام في صحف ومجلات محلية وعربية كيف توصف لنا هذه المرحلة من انطلاقتك في عالم الكتابة ؟
– بعد قراءات عديدة في مختلف الثقافات العربية والعالمية ، تمخضت طاقة كتابية بدأتها في الخاطرة ثم مقاطع شعرية وحاولت أن أسمع أراء الآخرين فأرسلت لمجلات وجرائد محلية وعربية فإذا بها تنشر كجريدة الحدباء والعراق والجمهورية ومجلة ألف باء والرسالة والنهضة واليقظة، كان الفرح لا يوصف حينما أرى كتاباتي لأن النشر لم يكن سهلاً أبدا .
* كل كاتب أو شاعر يتأثر بأشخاص يشكلون حافز أو دافع لمسيرته بمن تأثرت في مسيرتك الأدبية ولما؟
– حينما انتقلنا في الستينات إلى الموصل وسكنا في حي شعبي ” الجامع الكبير ” قرب شارع فاروق جاء وقت تسجيلي في المدرسة ومعي أحد الأقرباء ولم أكن أعرف اللغة العربية إلا القليل دخلنا المدرسة واسمها ” الوثبة ” سألني المدير ما اسمك فلم أرد عليه فقال هذا الطفل لا يعرف شيئا كيف أسجله وبعد إصرار وافق ودخلت في الصف الأول وكان التعليم نظاميا راقيا والاهتمام كبيرا من المعلمين وكنت أكثر انتباها في ما يقول المعلم وفي كل سنة أنجح ولكن حاجتي للغة العربية كانت أكبر وفي الصف الخامس الابتدائي كان والدي الله يرحمه يعطيني ( 10 ) فلوس يوميا وبدلا من أصرفها كباقي التلاميذ كنت أجمعها إلى نهاية الأسبوع قد جمعت ( 60 ) فلسا فأذهب يوم الجمعة إلى شارع نجفي في الموصل حيث المكتبات والأرصفة تفرش كتب مختلفة فأشتري كتابا لتوفيق الحكيم طه حسين إحسان عبد القدوس والمنفلوطي ،يوسف إدريس ،أحمد شوقي ، محمد الجواهري السياب نازك الملائكة الرصافي ، عنترة وأبو نواس وغيرهم ومن خلال فترة قصيرة أصبحت لدي مكتبة صغيرة فيها أصدقائي وأضفت لهم دستوفسكي غوتو ارسطو افلاطون سارتر فان كوخ وبيت هوفن وغيرهم .
*تتجلى في كتاباتك الصور الإنسانية ما هي الأشياء التي مرت في حياتك ولدت لديك انطباع عميق وكتبت عنها بشغف ؟
– الإنسانية في أغلب الوطن العربي محاطة بالمعاناة بسبب الحروب والأزمات التي ضحيتها الإنسان ومن خلال هذه الأزمات يتكور الألم والفقر ليأخذ مساحة في كل إنسان ،حينما لا يكون هناك عدلا اجتماعيا تخلق الطبقات غنى فاحشا وفقرا عميقا فالواسطات المحسوبية والقانون العشائري السلبي والفساد وعدم التكافؤ في المناصب فوضى مجتمعية فكرية غير سليمة تضعف أركان الدولة والمجتمع في كل هذه الأطر الإنسانية أكتب لعل القادم يكون أفضل.
*حضرتك كتبت في إحدى القصائد نحن قوم لا نشبع ما لقصد بذلك؟
– نعم نحن قوم لا نشبع وإذا شبعنا لا ننفع ،لا أحد يكتفي بما هو فيه ولا أحد يعطي مجالا للآخر أن يكون ،الكل يخاف من الآخر علنا أو خلسة ،الأنانية أصبحت مرضا مزمنا والرأسمالية أصبحت سرطانا في جسد البشر والمعنيين بلا حلول ،راكدون بلا حراك لا تُفعِل موازين العدل بصورته الحقيقية لا تطبق العدل الاجتماعي وعدم التفرقة من خلال المنصب والكادر والمحسوبية فإذا أصبح الأغنياء دولة خلقت دويلات داخل دولة وهذا يضعف أركان الدولة الرئيسية ويعم الفساد والسحت الحرام والخراب في الفكر والثقافة والعلم والتنشئة الأولية الجديدة في المجتمع ، متى ما أردنا للآخر خيرا يكون لنا خيرا ، فإذا شبعنا وأردنا الآخر أن يشبع قليلا سنشبع جميعا ونكوٍن حضارة إنسانية راقية .
*الشاعر الذي يؤثر بالناس يبقى خالدا ،ما هي سمات الشاعر الذي نتحدث عنه ؟
– ممكن للشاعر أن يؤثر في الناس حينما يكتب معاناتهم في نفس الوقت هي نفس معاناته وعلى الشاعر أن يكون رائدا في التعبير وعوالم الإنسانية ،منظومة فكرية اجتماعية سلسة بديهية لا يجد صعوبة في نظم القصيدة تعلمين الشعراء الذين يولدون مرة واحدة وبدفعة واحدة عمرهم قصير وأما الذين يولدون بمراحل وعلى مهل يكون عمرهم أطول وتأثيرهم أكبر .
* من يسألك ما هو عملك تكون الإجابة أنا بلا عمل ماذا قصدت وماذا تريد أن توصل من خلاله ؟
– قصيدة ” أنا بلا عمل ” هي صرخة بوجه البطالة التي تثقل كاهل الفرد الذي يعيش على مردود يومه ،وهذه بحد ذاتها مأساة إنسانية وعلى الدولة أن تهتم بهم وتوفر لهم فرص عمل ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) ولم تأتي القصيدة من فراغ كوني أكثر من ( 4 سنوات ) بلا عمل رغم مقابلتي لكثير من المسؤولين الذين يوعدون فقط وليس لي مردود مالي شهري والكثير مثلي يعانون فما الحل ؟ المشكلة مشاكل المجتمع كثيرة بلا حلول ولا أنصاف حلول .
*كتبت لم يعد الشعر مجرد كلمات في زمن الأزمات ما لقصد وهل للشعراء دور فاعل في هذه الأزمات التي تعصف من كل حدب وصوب ؟
– الدور الحقيقي للشعراء في الأزمات أن يوظفوا أقلامهم لخدمة البلد ومناصرة الحق بالتلاحم والتكاتف بعيدا عن الطائفية والتعصبية والأنانية وبث روح الكراهية والجاهلية ، فالقصيدة لها دوران مهمان إعادة تكوير الماضي على الحاضر لتنتج أفكار وسطية معاصرة تليق بالأحداث ومحاولة خلق حلولا ، أما الدور الثاني بث روح الحماس والصبر ومحاربة التعصب والتفرقة والكراهية والأنانية.
* الإرهاب ودمار الحدباء رواية تعتبر وثيقة تاريخية لزمن سيطرة الإرهاب على الموصل كيف جسدت رؤيتك في هذه الرواية ؟
– فكرة الرواية كنا نناقشها أنا وأديب الأجيال أحمد لفتة علي وكان يدعمني معنويا وكلما أكتب فصل نناقشه والرواية تتضمن ( 10 ) فصول وهي رواية واقعية تختصر زمنا تحت احتلال داعش لمدينة الموصل وبطل الرواية أنا وعائلتي التي ذاقت ورأت الكثير من المآسي، طبعت الرواية في دهوك وتحمل كلفة طبعها الأستاذ ” سردار سنجاري ” رئيس شبكة الآخاء للسلام وحقوق الإنسان صمم الغلاف الفنان التشكيلي السبعيني نزار البزاز كتب عنها الكثير من الأدباء ولكن لم تأخذ حظها من الشهرة والإعلام ولو كانت في غير دولة لعملوا لها فلما سينمائيا لأنها تعتبر وثيقة تاريخية إنسانية عالمية .
*حضرتك كتبت عن الأدب والأوبئة كورونا ماذا قصدت هل نحن فعلا نعاني من مصداقية الكلمة والأدب تشوبه شوائب متعددة وكيف لنا أن نعالجه ؟
– شوائب في التصرف والإدارة والوعي ومعالجة الأزمات الوبائية فنحن في 2020 ولسنا في عصر حجري واختلاف بين هذا العصر وذاك كبير فالتهويل يصيب الناس بالذعر والخوف والقلق وربما هذا يقتل الإنسان وليس الوباء ، فالوعي المجتمعي والفكر المتقد بالأشياء وإيقاظ الضمير حول أحداث أكثر شدة من الأوبئة فالجهل والفساد والخراب والجوع والفقر أشد فتكا من الأوبئة وهناك غربة بين الأدباء والأوبئة إضافة إلى غربتهم الروحية بسبب الحروب والأزمات والكوارث البشرية ولو قرأنا رواية ” الطاعون ” للأديب المبدع الفرنسي ألبير كامو ( 1913م -1960م ) صدرت عام 1947 م وحصولها على جائزة نوبل في الأدب تروي زمن الطاعون بمدينة وهران الجزائرية من خلال شخصيتين عاملين في المجال الطبي ومع تفشي فايروس كورونا في عام 2020 م كانت الرواية الأكثر انتشارا ومبيعاً في ايطاليا ، ورواية” العمى ” للأديب البرتغالي خوسيه ساراماغو ( 1922م – 2010 م ) حائز على جائزة نوبل للأدب تتحدث الرواية عن وباء غامض يصيب إحدى المدن وعن العمى الفكري وعن الأخلاق البشرية والمبادئ الإنسانية الهشة في زمن الوباء ، في كلا الروايتين الحدث المهم هو الإنسان والإنسانية وقد تتكرر تاريخيا وعلينا الاستفادة من الخبرات والأفكار الماضية ونتعظ قليلا.
* ما هو وجع الشاعر برأيك ؟ وما هو وجع عصمت دوسكي ؟
– وجع الشاعر الحقيقي عامة إهماله وعدم متابعته وتكريمه ماديا ومعنويا خاصة الذين لا يجدون فتات الحياة ويعانون ضنك العيش فمن ضمن الانكسار النفسي أن يحارب الشاعر في رزقه وديمومته الإبداعية ويترك منفيا بين أربع جدران ، أما وجعي منذ أربعون سنة وأنا أكتب تفاصيل الوجع الذي يجسد وجع الإنسانية وما زلت أكتب وما زلت بلا عمل ..؟!!!.
* الشاعر مرآة المجتمع يجسد الواقع بأسلوبه الخاص كيف تجسد ذلك في أسلوبك ؟
– لو تقرئين قصائدي معظمها عن الواقع والأحداث الإنسانية والواقع الكردي لا يختلف عن الواقع العام الإنساني إلا ما ندر وهذا لا يعني بعيدا الرؤية والخيال وهناك تفاصيل دقيقة جدا مثلا كتبت عن الذي يبيع قلمه بثمن بخس في قصيدة ” خروف محفوف ” وكتبت عن غرق عبارة الموصل التي راحت ضحيتها الكثير من الأبرياء قصيدة ” عبارة ” بسبب الإهمال والمكسب المادي أصبحت حياة الإنسان رخيصة جدا ، وكذلك الهجرة واللجوء وأزمة ضمير وعدة قصائد عن كورونا بصور ومضامين مختلفة وعن ثقافة القبور وحزن النساء والوطن والكثير من القصائد التي تجسد حياة البشرية بأسلوب واضح سلس يلامس القلب والروح .
* لا اركض وراء شهادة ورقية أنا الشهادة أنا الهوية أنا الأجمل فهل تبحث لي عن عمل أم احمل وطني وارحل ما لرسالة التي تود إيصالها ولمن كنت تتوجه بتلك العبارات ؟
– كثرت في الآونة الأخيرة منح شهادات ومسميات وعناوين مختلفة مثلا رجل السلام سفير السلام عميد الأدب أمير الشعراء وغيرها كثير وكل من هب ودب يمنح شهادة وهذا يقلل من شأن الأدب والأدباء عامة والطامة الكبرى يمنح شهادة دكتوراه ويكتب في صفحته دكتور فلان بل يوزع شهادة الدكتوراه الورقية الالكترونية الغير معترف بها وهو لم يقدم شيء للإنسانية إلا ما ندر مع احترامي للجميع فلو خليت قلبت ..الرسالة أما أن تكون أديبا تخدم المجتمع فعملك يدل عليك وأن تكون أنت الشهادة الإنسانية التي يشار إليها من خلال ما تقدمه من أدب وفكر وعمل .
*عصمت دوسكي عاشق للأرض والوطن والجمال للمحبة للمرأة للإنسانية كيف تجلى ذلك في كتاباتك ؟
– الشاعر والأرض توأمان فالأرض بطبيعتها الوجودية منعمة وحبلى بالجمال وولادتي بين الراسيات منحتني القوة رغم كل الظروف والأنهار وهبتني الاستمرار والبحر مدني بالعمق أما المرأة كتبت عنها الكثير وما زلت ولن تنتهي كتابتي عنها فهي الروح التي تجعلني أحيا وما زالت هي القصيدة التي لم أكتبها بعد.
*برأيك ما لفرق بين الماضي والحاضر كوعي واطلاع هل نحن فعلا نعيش في غربة فكرية ونعاني من ضياع الأدب تستوجب النهوض ؟
– لكل عصر رجاله ونسائه ولكل زمن أدواته وأحداثه والفرق قد يكون ظاهريا في العمران والبنيان والتطور التقني ولكن بناء الإنسان أولا ثم بناء العمران وما نعاني منه هو سيطرة المادة وسيطرة التقنية التي تضعف المشاعر والإحساس إلى أن يتجرد الإنسان ولا يبقى إلا حب الذات المفرط الذي يعتبر مرضا مزمنا والشعور بالغربة الروحية والضياع نتيجة انعدام التواصل الروحي والحسي والفكري وعن هذا كتبت قصيدة ” اتصل .. اتصل ” فما فائدة القصور والبساتين والبذخ وأنت مسجون في ذاتك؟
* دهوك يا وجعي الآتي عبر الزمن ماذا تقصد بذلك وخصوصا دهوك لها خصوصية في حياتك ؟
– دهوك مكان ولادتي في محلة شيخ محمد التي تقع الآن وسط السوق للتغيرات الحديثة ،أرى دهوك خلال زمنين الأول الستينات إلى الثمانينات حيث النقاء والبساطة والنية الصافية والعفوية والتلاحم والتكاتف والأخوة بين كل الأديان والوفاء والإخلاص والتضحية رغم بساطة البيوت الطينية أما الثاني زمن التسعينات إلى الآن تغيرت النفوس مثلما تغير العمران وأصبحت هناك عمارات عالية وشوارع واسعة ومناطق جديدة قصور على الجبال والتلال وغنى فاحش ورفاهية بلا حدود ما اقصده هذا غرس التفرقة بين الناس مما يؤدي إلى الشعور بالنقص والحرمان والذلة والمهانة وأصبح السيد الذي يحكم بين الناس هو ” المال ” فالفقير يبقى فقيرا والغني يبقى غنياً وينتشر الفساد والجهل واستغلال المنصب وتعم البطالة والفوضى حتى لو لم تكن ظاهرية وتنعدم المشاعر والتواصل الاجتماعي ولا تلتقي إلا من خلال المصالح والمنفعة الشخصية ويتدنى التعليم والأخلاق ،يجب أن يكون هناك عدل اجتماعي ووعي ثقافي وقانون لا يفرق بين غني وفقير . كيف سنبني بلدا ومجتمعا أساسه وتفكيره ومعظم حياته مكرسة للمال ،الصين بنت أعظم سور لحماية الصين ولكن بعد مائة سنة من بناء السور تعرضت للهجوم ثلاث مرات ولم يحتاج العدو عناء تسلق السور العظيم لأنهم تمكنوا من دفع رشوة للحارس ويدخلوا من باب السور فالصينيون انشغلوا ببناء السور ونسوا بناء الحارس فبناء البشر أفضل من بناء الحجر ، وهناك مقولة تقول إذا أردت أن تهدم حضارة هناك ثلاث وسائل ( هدم الأسرة ،هدم التعليم ،إسقاط القدوة ) إنهاء دور الأم ، قلل من مكانة المعلم لكي يحتقره طلابه ، إهمال العلماء والأدباء والمفكرين والطعن فيهم وقلل من شأنهم حتى لا يسمع ولا يقتدي بهم أي بشر، كيف نبني حضارة إنسانية راقية في ظل هذه المعاناة ..؟.
*هناك شح للأقلام النسائية الكردية برأيك لماذا مغيبة عن الساحة الأدبية ؟
– رغم الحرية وحقوق الإنسان والمرأة والقوانين التي أعطت حرية المرأة وصون كيانها وكرامتها إلا أن كل هذا حبر على الورق فما زالت القوانين القبلية والعشائرية سيفها معلق على جدران المرأة وما زالت هواجس الخوف والقلق والرعب لا تفارق المرأة فالجاهلية العصرية قائمة وهناك اكبر من فرعون وأشد وطأة من نمرود ورغم هذا المرأة الكوردية اقتحمت الكثير من المناصب الإدارية والوزارية والأدبية والإعلامية وفتحت لها أبواب كثيرة بعد هجرتها ولجوئها إلى دول أوربية أدبيا وفنيا مثل الفنانة التشكيلية جانيت المرادي ونجاح هوفك وسيدرا كوجر وغيرهن. فالمرأة الكوردية قوية ذو إرادة وعنفوان شاركت أخيها في حمل السلاح ضمن البيشمركة للدفاع عن الوطن في أشد الأزمات وفي نفس الوقت منهن حملن القلم في الكتابة والصوت في الإعلام. ولكن ما زالت أفكارها على خطى الخوف من كل شيء .
* حضرتك عملت في الحقل الإعلامي في القسم الثقافي الكردي هل استطعت إيصال صوت الكرد عبر ما كتبته ؟
في التسعينات دخلت في مجال الإعلام والنشر في صحيفة باشكو العراق وهذه الفترة مهمة جدا صقلت الكثير من التجارب حيث كنت قريبا من الأدباء الكورد ونشرت الكثير من المقالات النقدية عنهم وقد كتبت لأكثر من 200 أديب بعض من المقالات ضم في كتابين الأول ” عيون من الأدب الكردي المعاصر – عام 2000 م ” والثاني ” نوارس الوفاء – 2002 م ” طبعتهما دار الثقافة والنشر الكوردية في بغداد وهناك عدة مجاميع نقدية عن الأدباء الكورد ومنها كتاب ” الاقتراب والاغتراب ” وكتاب ” عيون من الأدب الكلاسيكي الكوردي ” وكتاب ” المرأة الكوردية بين الأدب والفن التشكيلي ” وغيرها
* هناك من غنى قصائد عصمت دوسكي هل أحببت تلك الخطوة وهل تكتب الشعر الغنائي ؟
عام 2014 م اختارت الفنانة المغربية الكبيرة ” سلوى الشودري ” إحدى قصائدي ” أحلام حيارى ” وبين مناقشات وتبادل الآراء صدرت الأغنية عام 2016 م وكانت خطوة ناجحة وتجربة غنية بالإنسانية وأرجو أن تتجدد مرة أخرى، اعتقد معظم قصائدي مغناة ولكن لا أجد من يوصلها لأصحاب الشأن من المطربين رغم محاولات بسيطة .
* ما رأيك بالساحة الأدبية اليوم وخصوصا كثرة الشعراء والشواعر ؟
– الساحة الأدبية خالية من الأدباء والمفكرين إلا ما ندر رغم كثرتهم أما بسبب الاعتكاف وعدم الظهور لعدم رضاهم بالساحة الأدبية ومن فيها ،أو عدم التمكن من الظهور الحقيقي بسبب المصالح والأنانية والمحسوبية .
*هناك العديد من الكتاب كتبوا نقد في كتابات عصمت دوسكي هل يزعجك النقد وهل فعلا هناك نقد بناء ينصف الشاعر أو الكاتب ؟
– النقد البناء مفيد جدا للشاعر واختلاف الآراء يجدد نشاط الإبداع ويمد الروح بأفكار جديدة ناضجة ومؤثرة وقد كتب عن قصائدي دراسة فكرية الأديب أحمد لفتة علي وصدر في كتاب ” القلم وبناء فكر الإنسان ” أما النقد فقط للتجريح وعدم تقبل الآخر والحقد والكره فهذا لا يسمى نقداً بل جهلاً وضعفاً .
* حدثنا عن إنجازاتك وهل من جديد ؟
– صدرت لي ثمانية كتب نقدية وشعرية : ” – مجموعة شعرية بعنوان ( وستبقى العيون تسافر ) عام 1989 بغداد .
– ديوان شعر بعنوان ( بحر الغربة ) بإشراف الأستاذة المغربية وفاء المرابط عام 1999 في المغرب، طنجة ، .
– (عيون من الأدب الكردي المعاصر) ،مقالات أدبية،عن دار الثقافة والنشر الكردية عام 2000م بغداد .
– ( نوارس الوفاء ) مقالات أدبية عن روائع الأدب الكردي المعاصر – دار الثقافة والنشر الكردية عام 2002 م .
– ( حياة في عيون مغتربة ) شعر بإشراف الأستاذة التونسية هندة العكرمي – 2017 م بغداد .
– رواية ” الإرهاب ودمار الحدباء ” مطبعة دهوك ، بإشراف الأستاذ الباحث علي سنجاري ، 2017 م .
– كتاب عن ديوان الشاعر إبراهيم يلدا ” الرؤيا الإبراهيمية بين الموت والميلاد ” صدر في أمريكا وفي مدينة Des Plaines
دسبلين ،،، الينوي،،،، ,في مؤسسة
Press Teck .. بريس تيك … 2018 .
– كتاب عن الأديب بدل رفو ” سندباد القصيدة الكوردية في المهجر ، بدل رفو ” طبع في سوريا 2018 م
في جعبتي الأدبية الكثير من النتاجات التي لم ترى النور ومنها : – اغتراب واقتراب – عن الأدب الكردي المعاصر .
– فرحة السلام – عن الشعر الكلاسيكي الكردي .
– المرأة الكوردية بين الأدب والفن التشكيلي .
-· إيقاعات وألوان – عن الأدب المغربي .
– جزيرة العشق – عن الشعر النمساوي .
· جمال الرؤيا – عن الشعر النمساوي .
· كتب شعرية :
· أجمل النساء- حورية البحر– أحلام حيارى
· وكتب ومجموعات شعرية تحتاج إلى المؤسسات الثقافية ومن يهتم بالأدب والشعر لترى هذه الكتب النور .
* كلمة أخيرة تختم بها الحوار ؟
– شكرا جزيلا لك ولهذه الفسحة من الأمل والبوح وشكرا لكل الذين وقفوا معي ولو بكلمة طيبة وأرجو أن يكون القادم أفضل .
*************************
الكاتبة والإعلامية السورية الهام غانم عيسى:
* عملت في حقل الإعلام لدى منظمة اتحاد كأمينة سر لمكتب إعلام طرطوس ومديرة نادي إعلامي فرعي لمدة عشر سنوات كتبت العديد من المقالات والأخبار والحوارات في الصحف المحلية السورية أجرت العديد من الحوارات للإذاعة والتلفزيون
* حاصلة على العديد من الدروع والتكريمات في مجال الإعلام والأدب والأعمال الإنسانية ونشر الثقافة والسلم والسلام تكتب القصة القصيرة والنثر من خلال نقل الواقع ومجريات الحياة اليومية نشرت لها قصص للأطفال والكبار في عدة صحف خارجية في الولايات المتحدة الأمريكية والجزائر وليبيا والعراق وتونس ومصر حاليا تعمل في عدة صحف ومجلات الكترونية وورقية كما نشر لها مجموعة من القصائد الشعرية لديها مجموعة شعرية ومجموعة قصصية قيد الطباعة