غرد الشاعر الياشوطي المغترب جعفر أحمد حيدر ..مودعا” المسيو بابلو سعيدة
يودِّعنا الكبير ونحن نمشــي … كأنَّ الأرضَ تمســــكنا حياءَ
شموخُ السنديانِ يظل عمرا….. إذا عرف المحبـَّـــة والعطاءَ
وأنتَ تظلُّ في الأحلام دهرا ..ولمّـــا تدّخـــرْ يومـاًســــناء
ورحل بابلو
نشأته قروية جبلية… ولد في العام / 1937 / في أول يوم من عيد القوزلي وبقيت نيرانها تتوهج في عقله وقلبه كما كل الأساطير الجميلة … تلقى علومه الأولي عند الخطيب ومن ثم في مدرسة عين قيطة الأبتدائية قدّر له سكنى مدينة جبلة لتلقي العلوم الأعدادية ومن ثم دمشق حيث تخرج من جامعتها وحصل على درجة الليسانس في التاريخ وطاف في الآفاق شرقا وغربا، الا أن الانتماء الى القرية كان السمة الغالبة على عاطفته وفكره وعمل مدرسا” لمادة التاريخ في مدارس بيت ياشوط طيلة حياته…لم يبتعد عن القرية أو يغترب، بل حملها معه أنّى حلّ واينما رحل. أصبحت هذه القرية موضوع علمه وعمله وتحوّل الى عالم بشؤونها ومؤرخا لأدق تفاصيلها… قرأ الأدب العالمي وتعلق بشخصية بابلو العالمية
يقول المسيو :نشأت في بيت فلاح عتيق،وعشت في القرية الى أن شببت، وقمت بأعمال يقومون بها في القرية، ولعبت ألعابها، وعيّدت أعيادها، وسهرت سهراتها أمام الموقد وعلى السطيحة،
كان وراء بيتنا العتيق شجرةسنديان ضخمة عليها وقار الزمن.لا يعلم الناس في أي زمن نشأت لأنها أقدم عهدا من الناس.كان لها جذع عظيم نخر السوس لبّه فجعلناه مخبأ.وكانت غصونها غليظة ملتفة…عند ملتقى الأغصان الغليظة الملتفة، كنت أجلس أراقب شمس الغروب… كنت أحب مغيب الشمس عندما تغطس في البحر … أحب الأدب والشعر والموسيقى والفلسفة والعصرنه والفلكور الجميل …كان يقول لي مشجعا” يانبيل هذا الفلكلور جميل يستأنف الى القلب، كما يستأنف الشعر والموسيقى الى القلب، هذا الفلكلور مرآة تعكس لنا روح الحضارة عند الأجداد، ولكن لايجب أن نستمر بالعيش في ظلاله ينبغي علينا أن نعيش العلوم والحداثة والعصرنه في كل شيء
وكان لديه شعور دائم بالتمرد ورغبة بالأنطلاق الى التحديث
ظل المسيو بابلو عاكفاً على البحث والتأليف على الرغم من تقدمه بالسن، حتى وافته المنية عصر يوم الأمس 2020/7/15 الثلاثاء ، عن عمر يناهز الرابعه والثمانين عام.وترك مجموعة مؤلفات مطبوعة وغيرها مخطوطة…رحمك الله يا مسيو لن اكتب الأن أكثر فهناك كثر سيكتبون وربما نحتاج الى مجلدات تتحدث عنك