وإذا كان كتاب “أرزة لبنان” الذى ألفه العالم الأريب والفاضل الأديب المرحوم مارون النقاش (1817 – 1855) يحتوى على ثلاث مسرحيات كوميدية “البخيل – أبو حسن المغفل أو هارون الراشيد – السليط الحسود”، فإن كتاب “المسرح العربى الغنائى- أرزة لبنان.. مسرحيات مارون النقاش” يضم بالإضافة إلى مسرحيات النقاش الكوميدية الثلاث، مقدمة شاملة، ودراسة بقلم محمد برى العونى، هى بمثابة مدخل إلى مسرحيات مارون النقاش.
كما يضم الكتاب مقدمات أرزة لبنان والتي كتبها نيقولا نقاش (شقيق مارون)، بالإضافة إلى ملاحق تشمل:
ملحق (1) بالألحان التى تم استعمالها فى مسرحيات مارون نقاش الثلاثة، وقد أدرج في هذا المحقق جميع الألحان التى استعملها نقاش في المسرحيات المذكورة، ناقلا جداول نقولا النقاش مع المحافظة على نفس الترقيم والتنسيق الذى اعتمده نقولا لمتن الشروحات كما وردت، أملا فى أن تفيد الباحث الموسيقى الذى يريد أن يكتشف أسلوب العرض المسرحى الموسيقى كما أنجزه النقاش على خشبة المسرح وقتها.
وملحق (2) عبارة عن نصوص الموشحات الواردة فى المسرحيات مرفقة بشرح الكلمات وتصحيح البعض الآخر فى الحواشى، ثم لائحة بالمصادر والمراجع.
ومما جاء في مقدمة كتاب ” المسرح العربي الغنائي – أرزة لبنان.. مسرحيات مارون النقاش” بقلم الأستاذ محمد بري العواني: لقد مر على صدور كتاب “أرزة لبنان” 150 سنة في طبعته الأولى عام 1860م في المطبعة العمومية في بيروت، كما مضى على طبعة الدكتور محمد يوسف نجم عن دار الثقافة فى بيروت عام 1961م 57 عام، وهذا يعنى أن الطبعتين قد صارتا في طي النسيان. بل إن ما قام به د.نجم ليس تحقيقا بالمعنى العلمي، تماما كما فعل حين نشر مسرحيات أبي خليل القباني شارحا بعض الألفاظ وحسب.
ولما كان تاريخ المسرح العربي في حاجة إلى الإحاطة ببداياته وقراءة نصوصه محققة ومصححة من أخطاء الطباعة الأولى، ومن تم تخريج أشعارها وموشحاتها وألحانها، وضبط الكثير من الألفاظ العامية السورية فقد كان من الضروري العودة إلى هذه النصوص لضبطها وتحقيقها وإخراجها فيي حلة جديدة، وتقديمها إلى القارئ العربى خالية من الشوائب مع كشف مصادر ومراجع وثقافة مؤلفيها وابتكاراتهم الفنية، لأن ذلك سيساعدنا على تفهم حقيقة ما وصلت إليه الكتابة المسرحية العربية فيما بعد على أيدي كبار كتابها في القرن العشرين. وإن الأهمية الفائقة لإعادة نشر مسرحيات مارون نقاش تكمن في إحياء ريادته البكر وإفساح الطريق لمن تلاه للمضي قدما فى طريق التنوير النهضوي منتصف القرن 19، بغض النظر عن موقفنا الآن من تلك النصوص كقيمة فنية وأدبية.