إنه الفنان والخطاط خالد أبو حرشة بن قنا، والذي يقول إن الخط العربى غنى ويمكن تطويعه ليفعل الكثير حتي أن “بيكاسو” قال إن أقصى نقطة حاولت الوصول إليها بالرسم سبقنى إليها الخط العربى.
وعن صعوبة هذا الفن، قال: يحتاج إلى التركيز والإلمام بقواعد الخط العربى وتوفيق الكلام ليتناسب مع الصورة، خاصة إذا كانت لشخص ما من المشاهير، وكانت أصعب لوحة رسمتها بالكلمات للاعب محمد صلاح، واستنبط أقوالا أو أشعارا تناسب الشخصية وتتوافق مع الشكل، واجتهد فى توفيق الملامح مع الخط حتى تظهر الصورة مكتملة.
وأضاف: للأسف أيام شبابى لم يكن للخط العربى سوى مدرسة أو مدرستين بالقاهرة والإسكندرية، وأنا من قنا وهناك صعوبة في المواصلات ولم يكن أمامي إلا ما يقع بين يدى من خطوط في الجرائد والمجلات وكتب الخط العربى واحتفظ بها إلى الآن، وساعدنى الإنترنت على معرفة كبار الخطاطين شاركونى فى معارض عدة في الأوبرا وساقية الصاوى وقصر الأمير طاز.
يرسم المشاهير بالحروف.. خطاط الصعيد: «مفيش حد بينمي مهارات الثقافة» (صور)
الفنان عبدالرحيم محسن المعروف باسم خالد أبو حرشة أو «خطاط الصعيد» يعمل موظفًا في إدارة الشئون الاجتماعية فى مدينة قفط لكن ذلك لا يشغله عن ممارسة هوايته في الرسم بالحروف.
يمتلك «أبو حرشة» موهبة دمج الخط العربى مع الرسم وإخراج صور فنية خطية، يقوم برسمها بإتقان وبدقة عالية، جعلته ضمن القليلين المتواجدين على مستوى الجمهورية فى ممارسة ذلك الفن الصعب.
وحكى أبو حرشة لـ”التحرير” رحلته الفنية، قائلا إنه اقتنص موهبته فى الصغر في أثناء تواجده فى المدرسة، واكتشف أحد مدرسي اللغة العربية جمال خطه من خلال كتاباته في حصة التعبير، فأبدى له إجابه بطريقة كتابته التى اختلفت عن زملائه.
«خطاط الصعيد» أشار في حديثه إلى أن الأمر بالنسبة إليه كان صعبا في البداية خاصة أن الظروف الحياة تصعب على الفنان أن يمارس الفن فى ظروف بيئية لاتقتنع بالرسومات ولا تبنى المواهب.
واستكمل: «لكن فى النهاية قررت أن أقف مع نفسى وأحارب من أجل تنمية مهاراتى الفنية، حتى أصبحت أشارك فى عدة معارض فنية بعد أن فوجئت أن بعض أعمالى تسرق منى».
ووصف «خطاط الصعيد» عمله بـ«غاية الصعوبة»، موضحا: طريقة رسوماتى شاقة جدا لأن اختيار الشخصية ورسمها بالكلمات النصية المعروفة وتنسيقها أمر صعب خاصة أن الإمكانيات التى كنت أعمل بها ضعيفة ولا تساعدنى وكنت أستغرق 15 ساعة حتى أنتهى من رسم اللوحة بالطريقة السليمة.
وتوقف برهة عن الكلام ضحك خلالها ثم تابع: «وقتها اتصل بى أحد الأشخاص من السعودية، وطلب منى مسامحتها ثم أرسل إلى هدية عبارة عن مجموعة من الأحبار تعويضًا عن اللوحة».
ولفت أبو حرشة إلى أن المواهب الفنية بالصعيد مهمشة، مردفا بأنه يتولى السفر إلى المعارض على نفقته الخاصة.
واختتم «خطاط الصعيد»: «مفيش حد بينمى مهارات الثقافة والفن والإبداع فى قنا، ويحزننى إن محافظة مثل قنا يوجد بها مبنى كبير لقصر الثقافة ومغلق منذ عام للتجديدات، وإحنا عندنا مواهب كتيرة تستحق الإشادة».