الاعلامي و المصور الفوتوغرافي : عبدالقادر شقرون….الجزائر
*قصر المشور الزياني بتلمسان شاهد على رقي فن العمارة خلال العصر الوسيط *
يعود تأسيس قصر المشور بتلمسان إلى السلطان الزياني يغمراسن بن زيان و ذلك أواسط القرن السابع للهجرة و المصادف للقرن 13 ميلادي و اتخذه يغمراسن مقرا لسكناه بدلا من القصر القديم الذي كان بالجامع الكبير الذي أسسه المرابطون قبل مجيء الزيانيين , و قام بتحصينه بدقة و شكل له مناعة من الاعتداءات الخارجية و الأطماع التي كانت تستهدف الدولة الزيانية التي كانت قوة عسكرية و علمية و اقتصادية آنذاك , و يحتوي على عدة أبواب منها الباب الخارجي و الرئيسي و المسمى باب التويتة و الباب الداخلي و المسمى باب المشور و كان القصر بمثابة مدينة حقيقية يضم الحدائق و النافورات للمياه في غاية الروعة و الجمال و مسجدا فخما و شجرة من فضة و ساعة نادرة كانت آنذاك من عجائب الدنيا و اسواق و محلات تجارية و غيرها من المرافق ذات الطابع الديني و الاجتماعي و العلمي و ظل القصر يؤدي خدمته بعد السلاطين الذين انو بعد يغمراسن, و كان للقصر أيضا دورا علميا و تجاريا و ثقافيا و دينيا حيث رغم توالي الأمراء و السلاطين الذين خلفو يغمراسن بعد وفاته إلا انه ظلو متمسكين بتوطيد العلاقات مع خيرة أبناء المجتمع منم علماء و فقهاء و شفع لهم ذلك في أن تستقطب تلمسان خيرة أبناء الأندلس بعد سقوطها في ايدي النصارى أواخر القرن الخامس عشر , فقد اليها الفنانون و انشاو بها مدارسا للفن و الموسيقى الأندلسية و علماء في الدين و آخرون في الهندسة و الفلك و الرياضيات و تجار كبار انعشو بها التجارة و الاقتصاد مما جعل تلمسان تتبوء مكانة عالمية في منطقتها و أصبحت نقطة وصل بين ضفتي المتوسط حيث كان التجار يمرون عليها للتوجه إلى إفريقيا ما وراء الصحراء لجلب المواد الطبيعية كالذهب و الماس و الجلود و الصوف و غيرها و بالمقابل يصدرون من أوروبا
المواد المصنعة كالنسيج و أكدت بعض الدراسات التي أجريت و ما زالت تجرى على القصر و محيطه الذي يحتل مكانا مميزا وسط مدينة تلمسان أن سلاطين بنو زيان انشاووا بها أربعة قصور و تم ربطها بالجامع الكبير و المدرسة التشفينية الموجودتين في الجهة الجنوبية من القلعة بممرات سفلية و تحت الأرض من اجل التواصل بين هاته المعالم الثلاثة لا سيما في استقطاب العلماء , مما أكد فعلا دهاء أمراء و حكام الدولة الزيانية في التصرف و في الفترة الاستعمارية الفرنسية قامت بتدمير و تحطيم العديد من الهياكل بداخلها و محو العديد منها قبل أن تقوم الدولة الجزائرية بإعداد برنامج ضخم هام لإعادة ترميمها في إطار تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية و مكنها ذلك من استعادة مكانتها كوجهة علمية و تاريخية و سياحية بامتياز و حظيت بزيارة العديد من الوفود الوطنية و الدولية التي شاركت في مختلف الأنشطة ضمن تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية .