حكاية “برج صافيتا “…” جزء1″
البرج الأبيض..
ورح نبدأ بأسطورة من الزمن العتيق اتحولت لحكاية شعبية .. نقلوها جداتنا الختيارية قبل ما يمحيها الزمان وتصير منسية.. حكاية صبية حلوة عمرلها ابوها قصر عالي من حجارة بيضا لتسكن فيه بس هي حبت توصل للشمس فشلحت خيالها جنب القصر اللي اتحول لشجرة دلبة.. وهي طلعت عالسما و اتحولت لنجمة و رمز للحب والاخلاص اللي بتضل سهرانة مع المحبوب بالوقت اللي غابوا فيه كل النجوم.. وبعدنا لهلأ منغنيلها من تراثنا الشعبي :
يا نجمة الصبح فوق الشام عليتي..
الاجواد اخذتي و الأنذال خليتي..
يا نجمة الصبح وين وين عليتي..
ندرا على أن عادوا حبابي عا بيتي..
لأضوي المشاعل وحني العتاب..
وصرنا نغنيها للشهدا اللي ضحوا بحياتهن كرمال وطنهن.. وضفنا عليها ردية شعر :
ويا هالعريسن بلادك ما أريناها..
ويا بدلتك من جبل عجلون قطعناها..
واتفصلت بحلب.. واهتزت الشامَ..
وبتقول حكاية الأميرة بنت ملك عمريت اللي اتحولت مع الزمن.. لأجمل كواكب مجرتنا..
كان ياماكان.. بقديم الزمان. كان وكنكان.. بسالف سالف العصر والآوان.. لحتى كان… منحكي ؟؟… اي لازم نحكي….. ومارح نام.. بتقول الحكاية….
بمملكة عمريت ( ماراتو س _امريتو) الفينيقية.. كان عند الملك بنت صبية آية بالحسن والجمال قوامها الممشوق وبياض بشرتها ونعومة وجهها و حسن طباعها وفطنتها وذكاءها عطيوها حلا وجاذبية بتخلي كل مين بيشوفها يعشقها ويوقع بغرامها.. لكن هي ما كانت تعبر حدا ولا يعجبها حدا لأنها كانت عشقانة الإله شمس ( اتخيلوا هالعشق!!!!! ) ..
وهالأميرة الحسناء كان اسمها دلبات.. ودلبات متل ما بتعرفو هو دلبة (الشجرة العظيمة ماغيرها.. ومعنى دلبات هو اسم فينيقي لفظه دلب ايلات يعني قلب الآلهة إيلات /عناة/عشتار/..و دلبات يعني قلب ثمرة الزهرة ).. وكانت الأميرة دلولة ومحبوبة قلب ابوها الملك.. اللي عملها حزام من الدهب والفضة جميل و لامع ما الو مثيل و بيشبه الشمس .. وكانت دلبات ماتشلح هالحزام عن خصرها ابدا.. لدرجة انو الناس بالمملكة صاروا يلقبوها بدلبات ام حزام او( ام الزنار) اللي محزمة خصرها بالشمس..
وبيوم من الأيام مرضت هالأميرة ويبدو انو هالعشق المستحيل و هالزنار اللامع العاكس لحرارة وضو الشمس على جسدها اتسببوا بمرضها… وكالعادة ماضل طبيب بالمملكة والممالك المجاورة الا وحاول يكشف مرض الأميرة ويوصفلها دوا يشفيها.. لكن عبث.. الكل عجزوا.. وصار مرض الأميرة الشغل الشاغل للملك ومملكته.. هيك لحتى اجا عراف المملكة واقترح عالملك انو ياخد الأميرة دلبات عا مكان ساحر فيه تلات جبال توائم اوسطهم عبارة عن صخرة كبيرة دائرية ملساء والهواء فيها عليل ونقي وصافي.. وفيها نبع ماء مقدس.. وهالمنطقة بتشفي الأمراض وبتبعد الاوبئة وبتطرد الأرواح الشريرة.. و هالمكان هو الدواء الوحيد لشفاء الاميرة… ولازم يبني بنائين جنب بعض الأول قلعة والتاني معبد للعبادة..
و ملك عمريت اليائس تقبل هالوصفة كآخر حل.. وفعلا أخد بنته دلبات عالمكان الموصوف واللي اسمه صافيتا ( الموجودة على تلات قمم جبال اوسطها صخرة دائرية ملساء.. و(صافي تا) بتعني بالفينيقية الهضبة الصخرية المرتفعة.. وبالسريانية بتعني الهواء النقي الصافي.. ).. ولمن وصل الملك وبنته الأميرة عا صافيتا.. فعلا بدأت صحة الأميرة تتعافي ورجعتلها الحياة من هالجو الرائع والهواء النقي والماء المقدس والغابات الخضرا .. وأمر الملك ببناء قلعة لبنته دلبات (قلعة صافيتا المعروفة باسم قلعة بنت الملك).. وكمان بنى جنب القلعة معبد للصلاة ولشكر الإله إيل (بعل) على نعمه (حاليا هو بمكان البرج الأبيض برج صافيتا وهو اساس البناء القديم ) وبهالمعبد كان فيه نبع ماء مقدس (خزان للماء محفور بالصخر موجود بالطابق الأرضي للبرج )..
وكانت دلبات تشرب من هالنبع واتحسنت صحتها وخفت حرارة جسمها مع انها ضلت لابسة الحزام وما شلحته ابدا.. (الله سترن انو ولا جدة من جداتنا كانت حاضرة بزمنن لكانت بهدلتن وقالتلن يشلحوها هالزنار اللي هو سبب مرضها)..
المهم انبسط الملك من تحسن صحة بنته وبعد ما اطمن عليها.. قرر يتركها بصافيتا ويرجع هو عا مملكته عمريت..
وبقيت دلبات بالقلعة وضل بالها وفكرها مشغول بحبيبها شمس وكيف بدا توصل لعندو فكانت توقف عا سطح البرج بأعلى نقطة وتضل عم تتطلع صوب الشمس لحتى تغيب..
وبيوم سمعت انو في ساحرين مرووا بصافيتا ليعرضوا فنون وألعاب السحر.. وكانوا شاطرين كتير بفك الاحاجي والالغاز وفنون السحر والتنجيم والفلك وبيعرفوا تعويذات الكلام اللي بتساعد الناس ليصعدوا للسما..
فندهتلن وطلبت منهن انو يعلموها تعويذة الكلام للصعود للسماء… وفورا طلعت على أعلى نقطة بالبرج وقرأت التعويذة ورمت حالها وطارت وصعدت للسماء.. وصارت تتفتل بين الابراج والنجوم و قعدت عا حرف القمر ترتاح شوي واتطلعت بالسما وانسحرت بجمالها.. وضلت عم تصعد باتجاه الشمس وكلما تحس انها قربت توصل لعند الشمس.. كلما تلاقي المسافة لسه بعيدة… وهيك لحتى تعبت.. فقررت انو ترجع عالأرض ترتاح وترجع بعدين تحاول مرة تانية.. لكن من شدة تعبها نسيت كلام تعويذة النزول… فضلت بمكانها بالسما جنب الشمس ناطرا تتذكر التعويذة لترجع عالأرض..( ويلي عا لبى يا دلبات حتى انتي صابك داء النسيان ).. فاتحولت لكوكب لامع ساطع محزم بزنار وصار اسمها كوكب الزهرة ( البياض المستنير) فينوس.. (هيدا تفسير ولادة كوكب الزهرة لمن اكتشفوه الفينيقيين وصار اسمه نجمة عشتار_ نجمة الصبح_ ونجمة المسا _نجمة كنعان_ النجم الفينيقي) واتحول كوكب الزهرة لآلهة الجمال فينوس /عناة /عشتار/ لشدة جماله وسطوع نوره … أما عالأرض بصافيتا مطرح ماشلحت دلبات خيالها لمن طلعت عالسما.. طلع مطرحها شجرة كبيرةحلوة سموها عا اسمها دلبات ( دلبة) لتبقى ذكرى منها لابوها الملك.. ( وهيدا تفسير انتشار شجرة الدلبة بمنطقة صافيتا)..
وهيك خلصت حكاية دلبات.. بس استنوا شوي!!! .. انشالله صدقتوا اللي صار؟؟!!!.. بالواقع وعالأغلب .. اللي صار انو لمن قالت تعويذة الكلام وهي واقفة بأعلى مكان بالبرج ورمت حالها.. ما طارت ولا صعدت للسما ولا شي.. يمكن هي وقعت بالجرف اللي جنب البرج ونبتت مكان سقوطها شجرة حلوة كتير اسمها شجرة الدلب او خيال الأميرة دلبات اللي طارت عالسما واتحولت لنجمة….
طبعا هالحكاية هي خلطة جميلة بين أساطير و وحكايات اتحولت لحكاية من حكايات جداتنا اللي نسجوها وجملوها وضلت تتنقل بالذاكرة الشعبية من جيل لجيل لحتى وصلتلنا.. ليحكولنا أحداث صارت حبوا انو يخلدوها بالتاريخ.. و هالحكاية اليوم ليخبرونا عن كوكب فينوس وقلعة ومعبد وبرج صافيتا…
………. يتبع” بالجزء2″……
+٢