ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نبات‏‏

موسيقى البشير حلمٌ مفتوح على فراديسِ النَّعيم

 

موسيقى جميل بشير متنامية عبر تجلِّيات مصهورة

بتبرٍ مصفَّى من أصفى توهُّجاتِ الحياة.

رحلةُ عشقٍ منعشة للروحِ في رحابِ أرقى الألحانِ!

جميل بشير

(33)

 تحيَّة لروح أخوَين من مذاقِ الحنطة؛

جميل بشير، ومنير بشير؛ بشيران متهاطلانِ على مساحات موسيقى موشومة على منارة شموخ الرُّوح، المتوافدة من روافد الينابيع الأولى لأرقى الألحان، ترفرفُ أجنحتهما ألقًا عذبًا على مدى رحلة العبور في أشهى مرافئ الأنغام، وينهمرُ من أوتارِ عودَيهما وميضُ فرحٍ ينعشُ القلوب المكلومة من تفاقماتِ ضجرِ الحياة. يرسمان بريشتيهما الرَّهيفتَينِ معالمَ الرّوح الجامحة نحوَ أحلامِ الأزمنة الغابرة، كأنّها مسارب حلم مفتوح على فراديسِ النَّعيم، يفتحان لنا دروبًا مصحوبة ببهجةِ الحياةِ، يقدِّمان موسيقى منسابة ومتدفِّقة بعذوبةٍ عميقة على بهاءِ وجنةِ الصَّباحِ، تناجي الألحان أعماق القلوب، كأنّها بلسم شافٍ لعطشِ الرّوح والقلب لكلِّ هذا الجمال المتألِّق، إبداعٌ محفوفٌ بأصفى الألحان، خيالٌ معتَّقٌ بنبيذِ منعشٍ لهلالاتِ قلوبٍ عطشى إلى أقصى أقاصي تجلِّيات الرُّوح.

موسيقى البشير متناغمة معَ بشارة منعشة لمساراتِ خيوطِ الحنين؛ موسيقى تتماهى معَ أشهى ما في عذوبةِ القصائد من شهقاتِ البهاء، موسيقى متهاطلة من حنينِ اللَّيلِ إلى مهجةِ المدائن المتدلدلة في قيعانِ الذّاكرة، كأنّها شيفرات عشقٍ منبعثة إلينا من حنينِ السَّماءِ، أنغامٌ مشرئبّة من تماهياتِ هديلِ الحمائم وتغريدِ البلابل، ابتهالاتٌ مسربلة بأصفى أبجديات الأصالة، رؤى سامقة تهفو إلى معانقةِ قممِ الجبال الشَّامخة، تطربُ أسماعنا، وتوقدُ في أعماقنا حنينًا دافئًا إلى المعينِ الأوّل، انشغالاتٌ وارفة كأغصانِ الزّيتون المخضوضرة بالوئامِ، موسيقى نديّة مضمّخة بإشراقاتٍ مندلقةٍ من أشهى أهازيجِ الحضارة الشّامخة فوقَ عرينِ الحياة!

جميل بشير حالة انبعاثٍ من أنغامٍ موغلة في تيجانِ الأصالة، انبعثَ مثلَ طائرِ الفينيقِ من أكوامِ الرّمادِ؛ بحثًا عن أصالةِ وعراقةِ فنونِ الأجدادِ، فوجدَ ضالَّته المنشودة عبر رحابِ الموسيقى، فعمّقَ روافدها ومشاربها، فجاءت أنغام ألحانه في أبهى تجلِّياتها، متناغمةً مع ينابيعِ الأحلامِ المستنبتة في أعماقِ ذاكرة الرّوحِ الوثّابة نحوَ أرقي مرامي الاِبتهالِ، واشتغلَ هذا الجميل بمثابرة عميقة وذهنٍ وقّاد، فتلألأت إيقاعات ألحانه فرحًا في عرينِ القصائد. موسيقى جميل بشير متنامية عبر تجلِّياتِ لغةٍ مصهورة بتبرٍ مصفَّى من أصفى توهُّجاتِ الحياة. رحلةُ عشقٍ منعشة للروحِ في رحابِ الألحانِ، حالة متفرِّدة في استكناه حبورِ انبعاثِ أنْغَامٍ منسابة معَ أصفى ابتهالاتِ بوحِ السّماءِ، حالة مفعمة بالجمالِ التَّوّاقِ إلى عبورِ أقصى مساراتِ الاِنبهارِ. غاصَ جميل بشير عميقًا في رحلةِ الاستكشاف، إلى أن وصلَ إلى صفوةِ الدُّررِ، ثمَّ اغترفَ من ينابيعه العذبة أسمى اللَّآلئ، حافرًا اسمه بماء الذَّهب المصفّى فوقَ خارطةِ عود جميل بشير، فأصبحَ مرجعًا يبشِّر بالجمال الخلَّاق، موسيقى منبعثة من أحلامٍ لا تخطرُ على بال!

دمغَ جميل بشير دندنات بصمتِهِ الرّاقية على أجنحةِ الرّوح الخفَّاقة، كأنّه هودجُ فرحٍ منقوشٍ في ربوعِ أسمى تجلِّياتِ الأغاني، يناجي القلوب اللَّائذة من أوجاعِ هذا الزّمان، مستلهمًا من خزين الموسيقى السّريانيّة أسمى مرامي الألحان، واقفًا بكلِّ عنفوانه وشموخه، مستشرفًا من لبِّ القصائد أعذب الألحان، مكرِّسًا حياته لحبق الموسيقى وإبداع أرقى الأنغام، كأنّه في حالةِ عناقٍ مفتوحٍ معَ أبجديَّاتِ ينابيعِ الجمال، مؤكّدًا عبر غوصه وتشرُّبِهِ البُعدَالحضاري العريق لأصول الموسيقى الشَّرقيّة، ويقدّمها بأبهى حللها بعد تجربة فسيحة، فوق أرقى مسارح الكون كأوّل عازف عود على امتداد عصره!

يعزفُ جميل بشير على تماوجات حلمٍ مفتوح على فراديس الجنّة، كأنّه شلّال أنغامٍ، يتهاطلُ مثلَ غيومٍ مكتنزة بالعطاءِ، عبرَ مشاعرِهِ الرَّهيفة فوقَ أحلامِنا الهاربة من لظى أيامنا الغائصة في أجيجِ الاشتعالِ. تتناهى تدفُّقات مشاعره عبر موسيقاه إلى أسماعنا بطريقةٍ مدهشة، كأنّه ينطقُ عبر مداعبات ريشته الطَّافحة بروحيّة عراقيّة أصيلة منعشة للروح، منعشة للقلب، محفّزة للخيال، مركّزًا على جموحاتِ المقامِ العراقي بكلِّ تجلِّياتِهِ وعُرَبِهِ البديعة، بأسلوبٍ قلّما نجد نظيرًا له؛ إلّا إذا كان بشيريًّا، جامحًا نحوَ الأغاني الرّيفيّة الأصيلة، موغلًا بكلِّ شغفٍ في مساحاتِ الأغاني الكرديّة، ومشبَّعًا بالألحانِ السّريانيّة الكنسيّة العريقة في رحلاتِهِ الموسيقيّة عابرة القارّات.

نعمة النّعم أن نرى بشارةَ البشارات في أُسرةٍ تنضح شموخًا من أرقى أنواع العطاء، تتدفَّقُ من عوالم جميل بشير لغة موسيقيّة شاهقة، أشبه ما تكون انبعاثات حلمٍ متهاطلٍ من أشهى بزوغِ الحضاراتِ، مجسِّدًا حضورًا عالميًّا مع أخيهِ منير المعرَّش في مناجمِ الألحانِ الخالدة، الَّذي هدهدَ بشغفٍ عميقٍ حنين الرّوحِ عبر موسيقاه الموغلة في التَّأمُّلِ والاِرتجالاتِ المصاحبة لرهافةٍ إبداعيّة شامخة شموخ أشجارِ النّخيل وجبالٍ راسخة على أرضِ الحضارات.

*****

 *  صبري يوسف

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏ و‏ماء‏‏‏

 

لا يتوفر وصف للصورة.

ــــــــربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‎Sabri Yousef‎‏‏، ‏‏‏نظارة‏ و‏لقطة قريبة‏‏‏‏اسم المؤلِّف: صبري يوسف.عنوان الكتاب: تجلِّيات الخيال.- الجزءالأوَّل.
– مقالات نصوص أدبيَّة.- الطَّبعة الأولى: ستو كهو لم (2020م).الإخراج،التَّنضيد الإلكتروني،والتَّخطيطات الدَّاخليّة : (المؤلِّف).- تصميم الغلاف:الفنّان التّشكيلي الصَّديق جان استيفو.- صور الغلاف:للأديب التَّشكيلي صبري يوسف.- حقوق الطَّبع والنَّشر محفوظة للمؤلِّف.دار نشـر صبري يوسف – [email protected]Sabri Yousef – (محررمجلةالسلام)

حقوق الطَّبع والنَّشر محفوظة للمؤلِّف.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نبات‏‏
  ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٢‏ شخصان‏، ‏‏بما في ذلك ‏‎Sabri Yousef‎‏‏، ‏‏بدلة‏‏‏‏

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.