معرض صور على هامش مهرجان قصر الحصن
نهيان بن مبارك: العمارة الشعبية أبرز عناصر تراثنا
المصدر: أبوظبي – موفق محمد
ترسيخاً لتاريخ التنمية المعمارية والحضرية في دولة الامارت، وتكريماً لمعالم تراثية وثقافية، ضاربة جذورها في أعماق التاريخ لنحو 100 عام، وشاهدة على تسلسل الأحداث في كل من إمارة أبوظبي ودبي والشارقة، نظمت مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان ووزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، معرض «لئلا ننسى: معالم خالدة في ذاكرة الإمارات العربية المتحدة»، وذلك على هامش فعاليات مهرجان قصر الحصن المقام في أبوظبي. العمارة الشعبية المعرض عبارة عن مشروع بحثي تم إعداده على مدى أكثر من 3 سنوات، وهو رحلة استطلاعية مصورة في جوانب من تاريخ دولة الإمارات، حيث يسلط الضوء على التطور العمراني الذي شهدته الدولة، استرشاداً بصور التقطها مقيمون ومواطنون خلال الفترة ما بين عام 1914 الى عام 2014. وقال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع إن: «أبرز عنصر من عناصر التراث الثقافي الخاص بالامارات يتجلى في العمارة الشعبية، فصحيح أن المعماريين والمهندسين والبنائين الدوليين قد وضعوا بصمتهم على تقاطع الطرق العالمي، ألا وهو الإمارات العربية المتحدة غير أن القرن المنصرم قد أزكى رؤية تقدمية وتقديرا للطابع العربي الفريد الذي تتميز به بنى الدولة. وأضاف: تتطلع الامارات الى إقامة الكثير من المعارض في جناحها الوطني بينالي البندقية في ايطاليا، فالحضور المستمر للمجتمع الاماراتي المتقد ابتكاراً في البندقية من شأنه أن يشيع نوعا من التفاهم العالمي واحتراما لنتائج المعارض الدولية المنظمة في بينالي البندقية على مدى القرن الماضي. وتفتخر الامارات العربية المتحدة بتقديم عملها الفني وتتشرف بكونها عضوا فعالا وراقياً في مشروع دولي مماثل. وأعرب معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، عن شكره لسمو الشيخة سلامة بنت حمدان آل نهيان، لما قدمته من دعم لصالح الثقافة والفنون في الإمارات، مشيرا الى أن مؤسسة سموها وبالتعاون مع بينالي البندقية عملا على تشكيل أحد مصادر الإلهام وتشجيع الفنانين المبدعين الذين يشكلون نسيج مجتمع دولة الامارات العالمي. إمعان النظر ومن جانب آخر قالت صفية المسكري، منسقة البرامج في معرض “لئلا ننسي”: إن المعرض يمعن النظر في تاريخ التنمية المعمارية والحضرية في الامارات، ويصب جل اهتمامه على ثلاثة مراكز حضرية رئيسية هي أبوظبي ودبي والشارقة، مشيرة الى أن مبادرات المعرض مستمرة طول العام، وترمي الى ارشفة تاريخ فن العمارة والتنمية الحضرية في الامارات، حيث يستعرض المعرض، تغير التقاليد المعمارية من عام 1914 الى عام 2014، من الطابع المحلي الى المعاصر ومن المعاصر الى الحديث. وأضافت: أن المحتويات التي يضمها المعرض، تم تنظيمها بحسب إطار زمني ممتد ومقسمه الى أربع مراحل موضوعية: مرحلة العمارة العامة 1914 الى 1949، ومرحلة تنمية البنية التحتية والتنمية الحضرية 1950-1970، ومرحلة الهياكل الحديثة 1971 – 1994، ومرحلة استعادة الاحداث والابتكار 1995-2014، وتم وضع كل مرحلة فوق خزانة أرشفة تابعة لها تضم أدراجاً مليئة بالأغراض التي تخبر عن الموضوع المحدد. خلف الجدران ويسمح تصميم المكان الخاص بالمعرض، بالدخول الى المساحات خلف الجدران والشاشات الى مكان أشبة بفناء يؤدي دور الارشيف، وتعكس أشكال العريش اللخشبية ظلالا تتماشي مع الذكريات الخالدة. ويشجع المعرض الحضور على المشاركة من خلال فتح 80 درجا تضم صوراً وملفات مؤرشفة، وتتحول بعض الادراج الى طاولات ذات إنارة توضع عليها الشرائح الصورية والصور الشفافة، أما الادراج الأخرى فتضم ألبومات الصور التي يمكن قلب صفحاتها. إضافة الى وجود بعض الادراج التي تضم نماذج معمارية وأدوات كانت تستخدم في الماضي، فضلا عن تخصيص 6 شاشات عرض ومشاهدة الأفلام التي تتناول التطورات التي شهدتها تلك الحقبة الزمنية. وقالت صفيه المسكري: إن أكثر ما يثير الاهتمام هو كيفية جمع المعرض بين مواد خاصة بالشركات المعمارية والهندسية والبلديات المحلية من جهة وبين ذكريات الشعب الذي خاض تجارب مميزة مع هذه البنى، وأخذ لها صورا حفظها في البومات العائلة. فرحة عبرت المنسقات المشاركات بالمعرض عن فرحتهن باكتماله على هذا النحو المميز، وقلن: إن العمل الفني يجسد التاريخ المعماري وحياة العوائل الإماراتية التي عاصرت قيام الاتحاد ويبين لنا مدى تجانسها وترابط الأفكار والمعتقدات بينها من حيث المسكن وطريقة التفكير وغيرها. الصخر المرجاني من أعماق الخليج إلى جدران الحصن إن الصخر المرجاني الذي بني به قصر الحصن ليس صخراً في واقع الأمر، بل هو مادة كلسية صلبة لطالما وجدت في المياه المحيطة في جزيرة أبوظبي، وكان الغواصون يغطسون إلى قعر البحر لجمع المرجان الذي يكثر في الأعماق، واستعملت هذه المادة أثناء إنشاء قصر الحصن لبناء جدران تبلغ سماكتها 60 سنتيمترا، كي تكون قادرة على تحمل ضغط الأوزان الفوقية، وبفضل طبيعته النافذة. فإن الصخر المرجاني يشكل عازلاً ممتازاً، حيث يتم تثبيته ثم تسليحه بطبقة من مادة جيرية تعرف بالجص البحري، وتعرض الصخر المرجاني للتآكل على مدار السنين بسبب عوامل التعرية، وتم دعمه في مراحل مختلفة بمواد أخرى مثل حجر البازلت وأحجار محلية أخرى يطلق عليها الحجر البحري. وذلك قبل أن يبدأ استعمال الإسمنت المسلح في مرحلة ما بعد اكتشاف النفط، ومن جديد تعمل هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة على إزالة الطبقة الإسفلتية التي وضعت على جدران القصر في الثمانييات من القرن الماضي، وإظهار الطبقة المرجانية التي تبرز جمالية القصر، وهو ما يلاحظه الزوار عند تجولهم في أروقة المهرجان.