#قسنطينة💓
“السويقة”.. ذاكرة سكان قسنطينة
عندما تزور عاصمة الشرق الجزائري “قسنطينة”، لا بد من زيارة حي “السويقة” العريق، فهو ما يحفظ لمدينة الجسور المعلقة عراقتها، بأزقته الضيقة وبيوته القديمة، ويحفظ لسكان الصخر العتيق ذكرياتهم ، و أحلامهم التي نمت بين جدران هذه المدينة العتيقة .
و”السويقة” هي تجمع سكاني يضم بيوتاً مبنية بالحجارة، الداخل إليه كأنه يكتشف زمناً مر على مدينة قسنطينة، وما زال الحي يضم محلات اشتهر تجارها ببيع الألبسة التقليدية، مثل فستان المرأة القسنطينية، أو ما يسمى بـ”القطيفة ” أو “القندورة القسنطينية”؛ وهو لباس العروس في هذه المنطقة، فضلا عن محلات بيع النحاس والحلي، ومحلات صناعة الزرابي، فضلاً عن محلات للطعام الشعبي، كما تنبعث روائح الورد المقطر تقليدياً والحوليات التقليدية التي تشتهر بها المنطقة.
كثيرون يعتبرون “السويقة” القلب النابض لمدينة الجسور المعلقة،حيث يتعلق الناس بالمكان “لأنه مليء بالحياة طوال اليوم والشهر والسنة، كما يضم حي (القصبة) العتيق الذي يشبه قصبة العاصمة الجزائرية، فضلاً عن سوق اشتهر باسم (سوق العصر) يقصده التجار من مختلف المناطق وحتى من الولايات المجاورة لقسنطينة”.
من شارع إلى شارع ومن زنقة إلى زنقة ومن زقاق إلى زقاق، يشعر الزائر للسويقة أنه يكتشف المدينة القديمة في كل خطوة يخطوها بين شوارعها التي صقلت بحجارة ملساء، حيث تختلف فيها الحارات بالأسماء فقط، فهناك حارة “الصياغة” وحارة “النحاسين” وحارة باعة الحلويات التقليدية “الحلواجية” و”حارة الدباغين” وغيرها من الأسماء المأخوذة من المهن التي تجذرت في المنطقة وورثها الأبناء عن الآباء والأجداد.
سكان مدينة قسنطينة الأصليون يحنون إلى زمن السويقة الجميل، فرغم أن أكثر سكانه رحلوا إلى أحياء جديدة ، إلا أن ذكريات الطفولة ، وأحلام الصبى تجذب قاطنيه فيزورونه مرارا و تكرارا كلما أتيحت لهم الفرصة لذلك . فالسويقة هي تاريخهم و ماضيهم و ذكرياتهم الجميلة التي لا تنسى من ذاكرتهم و عقولهم .