كيف تصور القمر كالمحترفين؟
التخطيط والموقع
يعتبر التخطيط جزءا أساسيا من مهارات التصوير، ولا يختلف الأمر بحالة القمر، فيجب تحديد إن كنت ترغب بصورة للقمر يرتفع فوق أرض أو مدينة أو صورة قريبة يملأ فيها القمر إطار الصورة؟ وفي كل الحالات يجب اختيار الموقع الملائم قبل يوم من التصوير، ومن ثم تحديد الوقت والموقع الذي سيكون فيه القمر في السماء عند التقاط الصورة.
ويشير المصور إلى تطبيقات للهواتف الذكية قد تساعد في التخطيط لالتقاط صور القمر وهي تطبيق “فوتو بيلز” (photopills) لهواتف آيفون، و”ذي فوتوغرافر إيفيميريس” (the photographer ephemeris) لهواتف أندرويد.
العتاد:
يعتقد كثير من الناس أن تصوير القمر يتطلب استخدام عدسات “تلسكوب” لكن المصور يشير إلى أنه يستخدم كاميرا “دي.أس.أل.آر” عادية مع عدسات “سوبر تيليفوتو” ذات بعد بؤري 600 ملليمتر وموسِّع بقياس 1.4×. وهذه العدسات باهظة الثمن جدا، لكن ليس بالضرورة اقتناء العدسات ذاتها لالتقاط صور جميلة للقمر، وفق جي.
يوضح المصور أن عدسات تقريب ذات بعد بؤري من 70-300 ملليمتر تكفي لالتقاط صور جميلة للقمر، كما أنها تمنح المصور أفضلية التقاط صور واسعة للقمر، مثل التقاط صورة للقمر فوق أفق مدينة بعدسة 70 ملليمترا، أو صورة قريبة بعدسة 300 ملليمتر.
ويعتبر المصور أن أهم قطع في العتاد عند تصوير القمر هو الحامل الثلاثي القوائم (ترايبود) وذلك لأن تصوير القمر يتم بعدسات ذات أبعاد بؤرية طويلة ويجب الحفاظ على الكاميرا ثابتة أفضل ما يمكن لمنع اهتزازها والحصول على صور حادة، لذا يجب الحصول على ترايبود متين.
أما بالنسبة للكاميرا فيفضل المصور لأخذ لقطة للقمر استخدام كاميرا ذات مستشعر بإطار بقياس “APS-C ” وليست ذات مستشعر كامل الإطار، لأن ذلك سيمنحه قدرات أفضل للتحكم بالبعد البؤري.
ويوضح أن عدسات 300 ملليمتر ذات مستشعر غير كامل الإطار (cropped sensor) بمعامل قطع 1.6 تقدم صورا ذات حقل رؤية يعادل ما للكاميرات ذات المستشعر كامل الإطار التي تستخدم عدسات 480 ملليمترا الأغلى ثمنا.
تكوين الصورة:
إن تكوين الصورة هو ما يميزها عن غيرها، لهذا من المهم عند اختيار الموقع أن تراعي العثور على زوايا مثيرة وتراكيب تميز صورك عن الصور اليومية التي تلتقط للقمر.
يقول المصور إنه يبحث دائما عن عناصر تثري الصورة حتى لو كان يلتقط صورة للقمر مقابل سماء الليل، فالغيوم في هذه الحالة تعتبر عنصرا مثاليا، ومن العناصر الأخرى أفق المدينة والصور الظلية وانعكاسات القمر على الماء، أو حتى لقطات لطائرة وهي تحلق أمام القمر. ويوصي جي بمراعاة قاعدة الأثلاث عند التعامل مع بعض هذه العناصر.
إعدادات الكاميرا:
تختلف إعدادات الكاميرا تبعا باختلاف الوقت الذي ترغب فيه بتصوير القمر من النهار أو الليل، وكذلك تبعا لطور أو حالة القمر، لكن الأهم في معظم الأوقات هو ضرورة التعرض للقمر وحده وليس محيطه إلا في حالات رغبت بالتقاط صورة واسعة للقمر مع مشهد المدينة في الإطار ويكون القمر فيها مجرد إضافة جمالية.
ويفضل المصور التقاط صورة القمر أثناء صعوده في السماء بعد ثلاثين دقيقة من غروب الشمس، واستخدام النمط اليدوي عند التصوير لأنه يمنح المصور أكبر قدر من التحكم بالصورة.
ونظرا لأن القمر يتحرك في السماء بسرعة فيجب استخدام سرعة مغلاق عالية للحصول على صور حادة، مثلا 1/125 ثانية، وفتحة عدسة f/9.0 ومعامل أيزو يبلغ 400، كما يمكن رفع القيمة إلى 800 للحصول على سرعة مغلاق أعلى.
أمور أخرى:
نظرا لأن القمر ناصع البياض في السماء، فيمكن استخدام التركيز التلقائي للتركيز عليه، كما يجب أن تمنح نفسك وقتا كافيا للتحضير لالتقاط الصورة وإعداد الكاميرا، ومن المهم استخدام أداة تحكم عن بعد (ريموت) لالتقاط الصور وكذلك قفل مرايا الكاميرا، لأن الاهتزاز الذي ينتج عند ضغط زر الكاميرا وحركة المرايا داخلها سيؤدي إلى صور غير حادة.
إن كنت تسعى لصورة للقمر ذات تفاصيل حادة لسطحه فالأفضل الانتظار حتى يصبح القمر عاليا في السماء، وذلك لأن صور القمر عند طلوعه أو غروبه تشوهها الانكسارات في الغلاف الجوي، وبهذه الحالة فحتى مع التركيز العالي على القمر فإن تفاصيل سطحه ستبدو ضبابية قليلا وخارج التركيز.