كان الراحل صحفيا بوكالة المغرب العربي للأنباء، وبصحيفة “البيان”، وقد انتخب في المؤتمر الأخير لحزب التقدم والاشتراكية عضوا بالديوان السياسي للحزب.
جمعتني بالراحل صداقة جميلة وقديمة، منذ اليوم الذي التقينا في السبعينيات الماضية بزنقة لاندرو رولان وسط المدينة، حيث كان مكتب الزعيم علي يعتة، وكان بن الصديق عندما وصل من تطوان إلى الدار البيضاء شابا متحمسا في العشرينيات، يشتغل مساعدا للأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، قبل أن يسافر لاستكمال دراسته في الصحافة والإعلام بالاتحاد السوفييتي.
بعد تقاعده من وكالة المغرب العربي للأنباء (2017)، تفرغ بن الصديق للقراءة والكتابة وممارسة هواياته المفضلة ورياضة تسلق المرتفعات والجبال.
آخر سفر له خارج المغرب كان أسابيع قليلة قبل وفاته، إلى جمهورية الصين الشعبية لحضور نشاط سياسي للحزب الشيوعي الصيني، مثل فيه حزب التقدم والاشتراكية.
في ليل الجمعة المصادف ل29 يونيو 2018 استيقيظ السي محمد بن الصديق بعد أن أحس بألم ظنه مجرد وجع عابر، فجلس بصالون بيته، في منطقة الهرهورة، يلتقط أنفاسه وينتظر زوال الحالة.
لما استيقظت ابنته في الصباح المبكر رأته جالسا فوق أريكة، اقتربت منه لتوقظه وعلى شفتيها كلمة لوم خفيف، كانت ستسأله لماذا ينام وسط الصالون… لم يخطر ببال الابنة الحنونة أن والدها العزيز فارق الحياة منذ لحظات… وإلى الأبد.
حضرتُ مراسيم دفن الصديق العزيز بن الصديق في مقبرة صغيرة بحي الرياض في الرباط، كان يوما قائظا وحزينا. وقد أبنه رفيقه محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية.
حتى اليوم لا أصدق غياب صديقي ورفيقي السي محمد بن الصديق.
ما زلت أنتظر منه الوفاء بموعد اتفق فيه معي على اللقاء بالدار البيضاء أو بالرباط.
واضح اليوم من هو الذي عليه الوفاء بالموعد… وباللقاء.
إلى أن نلتقي سلام على روحك أيها العزيز.