عصام الياسري
ما بين الفترة من 22 إلى 26 يونيو ـ حزيران سينطلق “مهرجان كان” لعروض سوق الافلام 2020 Marché du Film على الانترت. الإصدار الخاص لهذا العام، تم بهدف الاستمرار في دعم صناعة السينما الدولية ومحترفيها.. ويجمع أكثر من 8.500 مشارك من العديد من الدول يتوزعون بين 250 جناحا و 60 صالة عرض إفتراضية. وتشغيل أكثر من 1200 عرض عبر الإنترنت ليتمكن المشاركون والمراقبون في كافة انحاء العالم من الاستمتاع بمشاهدتها، وستتوفر أمام المهتمين في سوق الأفلام حقوق شراء 2300 فيلم روائي طويل.
بالنسبة لعام 2020، هناك تغيير جوهري في هذا المهرجان الدولي. إذ كان من المفترض في الأصل أن تجري النسخة إلكترونية من سوق الأفلام في “كان” بالتوازي مع نسخة الموعد البديل للمهرجان في نهاية يونيو ـ بداية يوليو. لكن بعد إعلان الرئيس إيمانويل ماركرون مؤخرا: من أن الأحداث الكبرى مثل المهرجانات والمؤتمرات، لا تزال بسبب وباء Covid-19، محظورة حتى منتصف يوليو. اضطر المهرجان إلى إلغاء دورة هذا العام من نسخة المهرجان واتخذ قرارا غير مسبوق بتنفيذ المهرجان عبر “أونلاين”. وتم إخبار مشترو الأفلام الدوليون، من أن إنطلاق النسخة الافتراضية للمهرجان ستبدأ في 22 يونيو. وسيقدم بدائل إبداعية تمكن المشاركين في صناعة السينما من التواصل وإدارة الأعمال بفعالية ونجاح عبر الأنترنت.
لوحة “سوق الأفلام” 2020 ـ حمل العديد من “اللافتات الرمزية للأزمة” على جميع جوانب صناعة الأفلام والإعلام. ومع ذلك، ازدهرت المبادرات الرقمية المستقلة بسرعة في جميع أنحاء العالم ليس فقط لتقديم أفلام ثمينة للجمهور الذين تقطعت بهم السبل بسبب الجائحة، ولكن أيضاً لدعم دور السينما المحلية والموزعين والمنتجين من خلال مجموعة من الأفكار المبتكرة. وعلى رغم الخوف من الحجر الصحي، إلا أن التقنيات المصممة خصيصا لهذه اللحظة. في أوقات التغييرات الزلزالية غير العادية، التي تعيد تشكيل كل جانب من جوانب الحياة العامة للمجتمع، وفرت الاستراتيجيات الإبداعية فرصا جديدة للواقع المعزز والواقع الافتراضي للترفيه عن الناس.
وبطريقة فريدة تم تصميم الإصدار الجديد لسوق الأفلام ليعكس تجربة مهرجان “كان” التقليدية قدر الإمكان، وستتوفر للمهنيين من جميع أنحاء العالم فرصا لحضور أكثر من 150 حدثاً، ومحادثات نقاشية رئيسية، وعروضاً لمنتدى الأفلام الأوروبية الرقمية، ومائدة مستديرة لإجتماعات سريعة ومناقشات. بالإضافة إلى الحفلات الموسيقية الحصرية من مؤلفي الأفلام والموسيقيين. بعض هذه الأحداث ستنقل مباشرة من على موقع المهرجان وصفحته الرسمية على الفيس بوك. يفتتح بالكلمة الرئيسية وحوار لاكسندر ديسبلات وجون باول، مع عضو لجنة تحكيم مهرجان “كان” 2012 وقائد الأوركسترا الفرنسي الحائز على جائزة الأوسكار، والذي تضمن تعاونه الأخير مع ويس أندرسون في “الاختيارات الرسمية للإرسال الفرنسي” والملحن الإنجليزي جون باول، المقيم في الولايات المتحدة وقام عام 2004 بالتعاون مع باول غرين غراس بتأليف الموسيقى التصويرية لـ “سيادة بورن” The Bourne Supremacy كما كتب في 2018 الموسيقى التصويرية الأصلية لفيلم “قصة حرب النجوم” A Star Wars Story .
بيير ليسكور رئيس “مهرجان كان” والرئيس التنفيذي لشركة “ميديا برو”، وماركو شيمينز الرئيس التنفيذي لشركة “كاتليا” وعضو مجلس إدارة نادي المنتجين الأوروبيين، ونيكو سيمون رئيس جمعية “أوروبا للسينما” وسابين فيرهين عضو “البرلمان الأوروبي” ورئيس لجنة الثقافة فيه ـ يشاركون لمناقشة السؤال التالي: “ما هو دور الاتحاد الأوروبي في تشكيل مستقبل النظام البيئي السمعي البصري في أوروبا؟. فيما يعالج فرانكلين ليونارد الرئيس التنفيذي “للقائمة السوداء”، وإميليا رويج المؤسس والمدير التنفيذي لمركز “العدالة المتقاطعة” وآنا سيرنر الرئيس التنفيذي لمعهد “الأفلام السويدي” مسألة بناء صناعة أفلام مستقبلية شاملة، ووضع قائمة الصناعة كما هي حاليا، وتقييم كيف يمكن للمبادرات الإبداعية والمبتكرة أن تمهد الطريق للتغيير في المشهد الثقافي المتغير باستمرار.
ويتضمن برنامج المهرجان أيضاً، موسيقى الجاز الأمريكية والموسيقى الإلكترونية مع الملحن الصوتي مارك إيشام، الذي تم ترشيحه عام 1992 لجائزة الأوسكار. حفل موسيقي مع عازف البيانو والملحن والفنان الفرنسي كميل بزبز. حفل موسيقي مع الملحن والموسيقي الياباني رييتشي ساكاموتو، المشهور عالميا بالموسيقى التصويرية. حفل موسيقي مع الموسيقي والملحن الإلكتروني الفرنسي كلوي تيفينين، الذي كلف عام 2012 من قبل “سينماتيك الفرنسية“Cinémathèque Française تأليف الموسيقى التصويرية لآخر فيلم صامت لـ “هتشكوك” Hitchcock “إبتزاز” Blackmail. وقد انته لتوه من تأليف الموسيقى التصويرية للمخرج لوران كانتت آرثر رامبو. حفل موسيقي عبر الإنترنت مع الملحن غابرييل يارد، الذي فاز بجائزة الأوسكار عن دوره الصوتي لفيلم “المريض” الإنجليزي في عام 1997. بدأ غابرييل يارد حياته المهنية إلى جانب صانعي الأفلام مثل جان لوك غودار وجان جاك بينيكس وجان جاك آناود.
المخرج والمنتج والكاتب السينمائي التشيلي بابلو لارين، الفائز بجائزة لجنة التحكيم الكبرى في مهرجان برلين السينمائي عام 2015 لـ El Club، والذي جلب فيلمه جاكي ثلاثة ترشيحات لجوائز الأوسكار، يلتقي إيف كيكريل، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة موبي، لمناقشة السؤال التالي: ما الذي يعنيه الفيلم في عالم ما بعد الوباء؟. مناقشة بين المخرج الكونغولي ديودو حمادي، الذي يوجد فيلمه الوثائقي “طريق المليار” The Billion Road في الاختيار الرسمي لعام 2020، والمبرمج والناقد السينمائي كلير دياو.. في فيلمه الذي قام بإنتاجه في 2018، يعزز ديودو حمادي عمله كمخرج ومراقب. تعود كاميرته إلى الشوارع، هذه المرة مع مجموعة من الرجال بعد معركتهم للحصول على تعويض من حالة فاشلة. متشابكا مع تفاصيل دقيقة تم تصويرها بحيوية.
الجناح الافتراضي للأفلام الألمانية ـ والألمانية ذات الإنتاج المشترك سيعرض مجموعة من المشاريع المتميزة من أجل زيادة ظهور صناعة الأفلام الألمانية في السوق. وسيعمل أيضا كمركز معلومات ونقطة اتصال بين المشاركين في سوق المهرجان على نشر الدعوة للإهتمام بالأفلام الألمانية، وفي الإنتاج المشترك مع تشجيع التصوير في ألمانيا. بالتعاون الوثيق مع الوكالة الألمانية لتمويل إنتاج الأفلام FFAالمنظمة الشاملة لرعاية إنتاج الأفلام الرئيسيين في ألمانيا. بالإضافة إلى المجالات الخاصة لتمويل إنتاج الأفلام القصيرة والرسوم المتحركة والوثائقية. ونظرا لمعاينات الأفلام الألمانية التي سوف لن تتم بشكلها المعتاد هذا العام، وهي مجموعة مختارة من تسعة أفلام لم تكن جاهزة بعد للعرض الأول في السوق، سيحل محلها برنامج خاص لإعطاء المشترين الدوليين نظرة عامة حول إنتاج الأفلام الألمانية.. الخاتمة: لا أحد يعرف ما سيجلبه النصف الثاني من عام 2020، وما إذا من الممكن تنظيم أحداث سينمائية رئيسية مرة أخرى في مثل ظروف وأزمات كالتي نمر.. وكيف؟.