موقع جبل “المولى حسن” في القدموس..طبيعة خلابة تأسرالألباب
يقع الجبل إلى الشرق من الطريق العام الذي يصل بين مدينتي “القدموس” و”مصياف”، حيث تبعد قمته نحو 27 كم عن البحر كخط نظر وعن “القدموس” مسافة كيلو متر واحد فقط، ويشرف على مجموعة من القرى، فمن الشرق كل من قريتي “التنّاخة” و”السّعدانة”، وتقابله جامعة “الأندلس”، التي تبعد عنه أمتار قليلة فقط من الجهة نفسها، ومن الجنوب مدينة “القدموس”، ومن جهة الشمال مجموعة من الأودية، ومن الغرب والشمال الغربي قرية “شكارة البحري”، كما أنه يرتفع عن البحر نحو ألف ومئة وخمسة وأربعين متراً، ويعرف لدى أهالي المنطقة -خاصة القدماء- بجبل “الراس”، وتمتد على سفحه الشمالي مجموعة من البيوت، فيما يعرف بقرية “وطا الراس”.
وللجبل إطلالات جميلة جداً على كل من جبال “اللاذقية” و”طرطوس” و”لبنان”، حيث تظهر بوضوح أعلى قممها “القرنة السوداء”؛ وهو ما يضيف إلى سحر المكان سحراً آخر.
تغطي الجبل غابة اصطناعية مكونة من أشجار الصنوبر والسرو والأرز، التي قد يصل ارتفاعها إلى ثلاثين متراً تقريباً. وفيه مقام ديني قديم جداً عائد إلى المولى “حسن جلال الدين”، الذي عاش خلال الفترة العائدة إلى ستمائة وثمانية وعشرين هجرية، وقام بترميم الجامع الموجود في “القدموس”، والمسمى أيضاً باسمه.
جبل “المولى حسن” ذو شكل مخروطي بركاني، تكثر بالقرب منه كتل البازلت السوداء اللون، وهو أحد القمم البركانية الثلاث الموجودة في المنطقة، مثل: قمة “النبي شيث”، وقمة جبل “زغرين”، وتكسوه غابة من أنواع متعددة من الأشجار التي يزيد ارتفاعاتها على الخمسة عشر متراً لبعض الأنواع، وتقارب الثلاثين متراً لأخرى، وهو من أهم المحميات الطبيعية السياحية التي تجذب إليها محبي السياحة البيئية والمغامرة، والمسير في الجبال وطرقاتها الوعرة المنحدرة بشدة نحو الأودية. وقد حوّل الأهالي في القرى المجاورة بعض الأجزاء من أراضيه إلى مدرجات بهدف منع انجراف تربته، فقاموا بزراعتها بمختلف المحاصيل، خاصة التبغ والثوم والقمح والشعير، وبعض أنواع الأشجار المثمرة.
للجبل مناخ متميز؛ فهو شديد البرودة شتاءً، وأمطاره غزيرة يتساقط قسم منها على شكل ثلوج، والصيف معتدل لطيف يجذب السياح من مختلف المناطق طلباً للراحة والهدوء، وقضاء أيام العطلة بعيداً عن حر الصيف وازدحام المدن.
نقلا عن موقع esyria بتصرف