عمان، الأردن (CNN)– في مشغله الصغير الملحق بكرفان العائلة في مخيم الزعتري للاجئين، يمضي الشاب تمّام النابلسي (28 عاماً) ساعات طويلة لتصنيع دمى خشبية بمواصفات آمنة مستفيدا من مهنة أبيه في صناعة المجسمات التراثية، والتي اعتاش منها طويلا قبل اللجوء إلى الأردن.
النابلسي الذي لجأ إلى الأردن في العام 2013 ، أنهى الفصل الأول من السنة الثالثة في دراسة الأدب الفرنسي بجامعة دمشق، ومنذ ذلك الحين لم يحالفه الحظ في الحصول على منحة دراسة لاستكمال تخصصه عبر منظمات وسفارات أجنبية من بينها السفارة الفرنسية ومفوضية شؤون اللاجئين، ومايزال الأمل يراوده بذلك وإن كان على حسابه الخاص .
وتوجه النابلسي إلى لبنان قبل أن يلجأ إلى الأردن بالطائرة بشكل نظامي، حيث التقى عائلته القادمة من درعا في سوريا في مخيم الزعتري، وبدأ يعيد إحياء حرفة والده بصناعة المجسمات الخشبية منها الجامع الأموي وقلعة حلب، بالمشاركة في لجنة فن من مخيم الزعتري، حيث باع مجسم الجامع الأموي لمنظمة “بلومنت” للإغاثة الدولية بمبلغ وصل إلى 600 دينار أردني ( نحو 850 دولارا ) ونقل إلى بريطانيا، بحسب ما ذكره.
ويقول النابلسي لموقع CNN بالعربية: “صرت أشتغل على المجسمات بالخشب، وطلبت مني المنظمة لاحقاً صناعة ألعاب خشبية للأطفال بمواصفات آمنة وساعدوني بالمعدات التي استرجعتها لاحقاً بعد انتهاء المشروع، والآن أًصنع الألعاب بعدتي الخاصة”.
وشارك النابلسي بعدة معارض خيرية لعرض دماه وتسويقها، وتبنته بعض منصات التسويق الإلكترونية مثل “سوق فن” ، كما دعمته منظمة اليونسيف في عدة طلبيات. وصنع مجموعة خاصة لقصص الأطفال لدار “كليلة ودمنة” للنشر لقصة “الحمار صابر”، ولكنه يتطلع إلى الانتشار على نطاق أوسع، خاصة وأن كلفة تصنيع هذه الدمى اليدوية لا تقل عن حوالي 10 دولارات، كما تتطلب وقتا لا يقل عن 3 ساعات متواصلة للقطعة الواحدة بمساعدة أشقائه.
ويعتقد تمّام أن مشروعه يحمل رسالة إلى العالم الخارجي ، قائلا إنه أراد أن يلفت نظر العالم إلى لاجئي المخيم، وماذا يفعل اللاجئون في المخيم وماذا يصنعون، حتى تخرج كل دمية من المخيم، محمّلة برسالة “فرح وأمل بحياة أفضل”، على حد قوله.
وتتنوع الدمى بين مجسمات الحيوانات والسيارات المخصصة لعمر سنتين فما فوق ، وتكسوها ألوان زاهية محببة للأطفال، فيما كان النابلسي يشتري الألواح الخشبية من خارج المخيم قبل إغلاقه بسبب جائحة كورونا، بمبلغ يقدر بـ35 دينارا أردنيا للوح الواحد ( ما يعادل 50 دولارا)، إلا أن عمله الآن متوقف بالكامل.
ويضيف النابلسي الأب لطفلين بعمر 5 و3 سنوات :” آمل أن أوسع مشروعي وأن أجد منصة تسويق دائمة له، مع معاناة اللاجئين من الدخل المتقطع بسبب العمل المتقطع، ومنذ بداية أزمة جائحة كورونا لم نغادر المخيم ولايوجد تسويق ولا مشاركة في أي معارض.”