دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– عند الانتهاء من التسوق، ستلاحظ عدداً من المجلات التي تزينها عارضات أزياء ممشوقات القوام، واللواتي يرتدين أحدث الصيحات أثناء انتظارك لدورك عند آلة تسجيل النقود في المتجر. وفي مشروع “غلاف المجلة”، يقوم المصور وليد شاه بالسخرية من المجلات بطريقته الخاصة.
ويُعرف المصور الفوتوغرافي وليد شاه بمشروع يُدعى “أرنا عيوبك” (Rock Your Ugly)، والذي يستكشف مخاوف الأشخاص المتعلقة بأجسادهم.
وعلى خلاف هذا المشروع الذي أتى من “مكان مظلم جداً” بعد تعامله مع وفاة صديقٍ له، وُلد مشروع “غلاف المجلة” (Magazine Cover) بعد عودته إلى طبيعته المرحة والساخرة.
ويستخدم شاه حسّه الفكاهي الساخر، الذي استلهمه من المسلسل الأمريكي “ساينفيلد” (Seinfeld)، ويراقب ما يأمرنا المجتمع بالقيام به، سواءً عبر مواقع التواصل الإجتماعي، وفي نطاق الأسرة، أو وسائط مثل المجلات، بهدف تحدّي الأفكار التي لا يوافق عليها وللسخرية منها أيضاً.
وأثناء مقابلة مع موقع CNN بالعربية، قال المصور: “أظن أن العديد من الأشخاص يسخرون منها في عقلهم، ولكن ليس بطريقة علنية جداً وأمام الملأ”.
ظن البعض أنها مجلة حقيقية
واستوحى المصور فكرة “غلاف المجلة” من صورة سبق أن التقطها كجزء من مشروع تصوير في مصر، إذ كان لدى المصور الوقت الكافي للتفكير بأبعاد مشروعه الشخصي وكيفية تنفيذه له. وعندها، قال لنفسه: “سأصنع مجلة تتكون من الأغلفة فقط، فلا يقرأ أحد فعلاُ هذه المجلات”.
وشرح المصور قائلاً: “ينظر الجميع فقط إلى الشخص الذي يزين الغلاف، ويرغب الجميع أن يكون في الغلاف، ويرغب كل مصور في تصوير الغلاف.. ويطمح الجميع للظهور على غلاف مجلة”.
وبدت صوره التي نشرها على حسابه الشخصي على “إنستغرام” مثل أغلفة مجلات حقيقية إلى درجة أن الأشخاص بدأوا يستفسرون عن الأماكن التي يمكنهم فيها شراء مجلّاته، ولذلك، تحول الأمر إلى “مزحة كبيرة”، بحسب تعبير شاه.
ومن خلال صوره، يسخر المصور من مختلف الجوانب التي يلاحظها خلال حياته، كما أنه يتطرّق عبرها إلى قضايا اجتماعية أيضاً مثل معايير الجمال.
وتستكشف إحدى صوره على سبيل المثال الإدمان على حقن البوتوكس، وحقن الشفاه.
وفي صورة أخرى تتمحور حول استخدام منتجات الشاي المخصصة لتخفيف الوزن، يتلاعب المصور بالجملة الشهيرة التي غنّتها أم كلثوم، وهي “أوصفلك يا حبيبي إزاي”، وحوّلها إلى “أوصفلك يا حبيبي الشاي”.
ما هي الفائدة الحقيقية للمجلات؟
وتُحيط المجلات بنا من كل النواحي، سواءً في منازلنا، أو غرف الإنتظار في مختلف المؤسسات، إضافةً إلى مراكز التسوق، ولذلك، ليس من السهل تجنبها، إضافةً إلى ما تحتوي عليه من مقالات وقصص.
وعند سؤاله عمّا يجعل المجلات مفيدة وتستحق القراءة حقاً، أشار شاه إلى جهود رئيسة تحرير مجلة “Grazia” الشرق الأوسط، أليسون تاي، كمثال إيجابيّ، إذ أنها “تعهدت بتغيير الكثير في عالم المجلات”، بحسب ما قاله شاه.
وأشار المصور أنها حظّرت الكتابة عن مواضيع تتعلق بالحميات الغذائية، وخسارة الوزن، وقال: “إن ذلك رائع، وأحب هذا الإتجاه”.
وأشار وليد إلى وجود العديد من المواضيع الواقعية التي لا تتحدث عنها المجلات، ولذلك، بالنسبة له، فإن المجلة المفيدة تحرص على تسليط الضوء على الأشخاص العاديين والتجارب اليومية التي يمرون بها يومياً، والتي تحصل على أرض الواقع.